لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: رب متزوجة تغبط العوانس!

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدربه
    تاريخ التسجيل
    02 2008
    المشاركات
    3,500

    رب متزوجة تغبط العوانس!

    رب متزوجة تغبط العوانس!


    بقلم: الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن المقحم



    وأمام عداوة الأقرباء وحرب الأصدقاء ندعو كل رجل مسلم وكل امرأة مسلمة للزواج وتقبل التعدد وما لا يدرك كله لا يترك قُلُّه، ونلوم من ترك الزواج من الرجال وهو قادر، ولا نلوم من تركته من النساء أبداً إذا لم تخش على نفسها الفتنة.
    إن من قدر اختلاف هذه الغريزة بين الجنسين بقدرها تفهم أسرار ترغيب الرجال في الزواج والتعدد، وعذر النساء في التأيم والعنوسة وعدم المسارعة إلى كل خاطب.
    وإذا كان يعذر في ترك الزواج أو ترك التعدد رجال تركوه بأدنى حجة فلا يلام منهم أحد فكيف لا نعذر امرأة عزفت عن الزواج لأنها لم تجد في خطابها من تريد ولا قريباً عنه وليست تعاني من تلك الغريزة ما يعانيه الذكور ولا بعضه. أنعذر من تركه وهو فيه السيد المطاع الآمر الناهي القاضي به وطره ولذته؟ ثم نلوم من تركته وهي فيه أسيرة مسخرة محكومة مدبرة منهية مأمورة.
    إننا بكثير من السطحية والغفلة عن هذه الفوارق المهمة العظيمة نتناول قضية العوانس والمطلقات. ونصيح بأعدادهن وارتفاع نسبتهن ونبكي عليهن ومنهن من تبكي معنا. وتخجل من كونها عانساً أو مطلقة وليس ذلك عيباً ولا منقصة أبداً ولكنها تأثرت بإيحاءات سطحيتنا وغفلتنا، ونحن أشبه بطبيب شعبي يعالج الغدد الصماء، أو طبيب عظام يعالج الشرايين.
    إن المرأة الأنثى الضعيفة بهذه الطبيعة والفوارق عن أزمات الذكورة والفحولة إذا وجدت نفقتها ثم لم تجد خيرتها من الرجال فلا تثريب عليها ولا حاجة لها أن تهب نفسها وتُملْك رقبتها لأجنبي يتصرف فيها كيف يشاء: فيأمر وينهى، ويغضب ويضرب، ويهجر ويؤدب، ويعطي ويمنع، يتلذذ بذلك كله وبغيره ليس عليه رقيب ولا حسيب.
    وليس أباً شفيقاً ولا أخاً رحيماً تحنيه لها شجنة الرحم وتبكيه عليها أواصر القربى كما قال الأول في حروب الأقارب:
    إذا اشتجرت يوماً ففاضت دماؤها
    تذكرت القربى ففاضت دموعها
    بل هي كما قال حافظ إبراهيم في عذر جماليات اللغة العربية. بسبب قصور الرجال العرب.. أو الذكور العرب كما أسلفنا، قال:
    ولدت فلما لم أجد لعرائسي
    رجالاً وأكفاء وأدت بناتي
    ونحن هنا في هذا المفصل نناشد أخواتنا المسلمات ونذكرهن بالله كما سعدن وقرت أعينهنَّ بسماع عذرهن والدفاع عنهن ورفع الفهم الخاطئ عنهن في التأيم والعنوسة بالأدلة من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم نناشدهن أن يسعدن كذلك وتقر أعينهن ولا يحزن بما شرع الله للرجال، أو قل للذكور المساكين. من تعدد الزوجات فهذه بتلك.
    على أن رافضات التعدد كرواد استراحة يرفضون على صاحبها دخول غيرهم ويغضبون جداً، بل يرفضون عليه أن يجعل لغيرهم استراحة مثلها ولو لم ينقصهم شيئاً!
    وليس التعدد لنقص في الأولى أو حب زوجها لها، فإن عائشة رضي عنها أحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولاتساميها امرأة في فضل أو علم أو خلق أو جمال أو مودة في قلب زوجها [ ولم يخلل بشء من ذلك زواجه بغيرها رضي الله عنهن جميعاً [.
    أما دعوى (الحب الوحيد) فأبطل دعوى وأعظم مذمة إذ البغض وحيد أما الحب فواسع وللرجل والمرأة عدد من الأبناء والأقارب يحبهم جميعاً والحب الوحيد لا يكون إلا في قلب لئيم ضيق أضيق من سم الخياط، بل نحب الله ورسوله وعباده الصالحين وهم كثير جداً وربما فاق حب بعض الصالحين محبة الأبناء والزوجات وكان أسعد لقلوب المؤمنين والمؤمنات من حب الأفلام والمسلسلات.
    وإن غريزة الشهوة التي هي أهم أسباب الزواج لهي أعظم عذر في التعدد للرجال وفي العنوسة للنساء وهي وجه التناسب الطردي أو العكسي بين التعدد والعنوسة {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }الحديد23. {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }النساء32. لكن لأن تناولها والحديث عنها يكون على استحياء والخصم فيها هو {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ }الزخرف18. والرجال ألحن بحجتهم فلم يستطع الجنس اللطيف إدلاء حجته وإبراز عذره فضلاً عن إظهار تميزه وهذا معروف في النساء وهن به ممدوحات كما قال الأول:
    بنفسي وأهلي من إذا عرضوا له
    ببعض الأذى لم يدر كيف يجيب
    فلم يعتذر عذر البريء ولم تزل
    به سكتة حتى يقال مريب
    فأصبح كثير منا من مصلح وغير مصلح يصيح صياحاً بهذا الضعيف البريء: عانس.. عانس.. مطلقة.. مطلقة.. ولو فهمت هي مالها في شريعة الله لردت بأعلى صوتها: نعم عانس.. بكل فخر.. نعم عانس بكل فخر.. أو، ولا فخر كما قدمنا، ومطلقة وأيّم، ولن أتزوج أبداً، أو لا أريد رجلاً بعد فلان ثم ليس الزواج غاية الأماني بل رب متزوجة تغبط العوانس من زوجها. ويروى أن معاوية خطب أم الدرداء بعد موت أبي الدرداء رضي الله عنهم أجمعيهن، فردته ولم تقبل الزواج منه وهو أمير المؤمنين وقالت: حدثني أبو الدرداء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المرأة لآخر أزواجها، أي في الجنة قالت وأنا أريد أبا الدرداء.
    لقد آن لكل عانس ومطلقة أن يقلن بملء أفواههن، لمن أشفق عليهن وأراد علاجاً لمشكلتهن ليقلن: إن مشكلتنا ليست فقد الزوج ولا يهمنا ذلك كما يهمكم معاشر الذكور وإنما مشكلتنا فقد النفقة والسكنى، فمن أراد بنا خيراً فليعالج علاج الطبيب المختص والأب الرحيم لا علاج طبيب العظام للشرايين ولا علاج الذكور الفحول لأزمات الشبق والغلمة.
    ولنضم أصواتنا جميعاً مع أخواتنا وبناتنا وأمهاتنا وأرحامنا أن يفرض لكل امرأة نفقة شهرية منذ ولادتها لمجرد كونها (امرأة) ولا يقطع عنها ولو تزوجت وأنجبت فإن مال زوجها وأولادها ليس مالاً لها ولننصف بذلك شقيقاتنا وهذا الجنس اللطيف من وحشية الذكور ونخرس بذلك من يدندن فوق رؤوسنا زوراً وبهتاناً بحقوق المرأة وظلمنا للمرأة.
    ولا نضيع الجهود والأموال لعلاج ما نظنه مشكلة العوانس والمطلقات ببهتان (عمل المرأة) ولا نشترط عليها لعطائها أدنى الكفاية أن تعمل، لأن ربط العطاء بالعمل لا يمكن أن يكون صحيحاً أبداً بأي وجه من الوجوه لا من الوجه الشرعي ولا الوطني ولا العقلي ولا النظامي فهو لم يشترط في الكتاب ولا في السنة ولأنه لا يمكن أن نوظف كل نسائنا ولا نصفهن ولا عشرهن - وكذلك الرجال- ولأن ما يسمى (عمل المرأة) إنما هو في حقيقته (استعمال المرأة) وإن كان استعمالاً مباحاً.. وتبصّر تعلم.
    ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون ومن بعدهم من خلفاء المسلمين يربطون العطاء بالعمل أبداً.. أبداً لبطلان ذلك الربط من كل الوجوه كما بينا.
    وذات مرة قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم مالاً فجاءه رجل من الأنصار أنس أو جابر بن عبدالله فذكر له بيتاً من الأنصار أكثر أهله نساء فأثنى على الأنصار خيراً وقال قد نفد ما عندنا فإذا جاءنا مال آخر فأتنا نقسم لهن، ولم يشترط لذلك (استعمال المرأة) المسمى (عمل المرأة)، وكذلك فعل خليفته أبو بكر الصديق رضي الله عنه، إذ أرسل زيد بن ثابت إلى امرأة من الأنصار بعطائها فأبت أن تأخذه فحلف أبو بكر ألا يأخذ منه درهماً. وكذلك فعل الفاروق رضي الله عنه فإنه قسم مرة مروطاً ففضل منها مرط جيد فقال: من ترون أعطي هذا؟ قالوا أعطه زوجة أمير المؤمنين بنت رسول الله يعنون زوجة عمر أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهم، قال: لا، أم سَليط أحق به إنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد أي تملؤها ماء فبعث به إليها وهي امرأة من الأنصار في ناحية المدينة

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوإسماعيل
    المشرف العام
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    الدولة
    صامطة
    المشاركات
    28,230

    رد: رب متزوجة تغبط العوانس!

    كلام واقعي وحقيقي

    نسأل الله الستر لبنات المسلمين


    جزاه الله كل خير


    شكرا عبد ربه
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدربه
    تاريخ التسجيل
    02 2008
    المشاركات
    3,500

    رد: رب متزوجة تغبط العوانس!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإسماعيل مشاهدة المشاركة
    كلام واقعي وحقيقي

    نسأل الله الستر لبنات المسلمين


    جزاه الله كل خير


    شكرا عبد ربه
    اخي الفاضل ابو اسماعيل وفقك الله . وأشكرك على الاطلاع والمرور

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •