الرقص على أوتار الجنون عمل مشترك بقلم
الكاتب القدير أحمد زكارنة و دموع المطر (يارا تامر)
نشر بالعديد من المجلات والصحف العربية والغربية . و تم القائه
على الهواء مباشرة بقناة القدس وراديو الرؤية
وددت مشاركتكم به لاعتزازي به وسيكون المقدمة لكتابي القادم ..
قالت : نعتوني بالجنون. . فابتسمتُ
طالبوني بالتعقل. . فحزنتُ
أيُ عقلٍ. . وأيُ جنون
منْ منا يمسكُ زمامَ الأمور؟
فأجاب:
نعم سيدتي ابتسمي عندما ينعتونكِ بالجنون، فالجنون آيات مدهشة في حكم زمن
فقدَ العقل والتعقل، فلماذا لا تبتسمين، والابتسامة تعدُ نداء النجدة للمغدورين
ومرفأ الراحة للمتعبين، فضلا عن كون الابتسامة عبادة تولِدُ شيئا من الود والحنين
مهما تغيرت الظروف أو تبددت السنين.
كما ان للابتسام قيمةً وجدانيةً وحسية في آن، بدليل انها من أفضل ما منح الله للإنسان
وما أحوجنا لابتسام الجنون، حينما نمارس عادة الكلام علانية بين الكذب والنفاق
وكأننا نُصْعِدُ المطر إلى السماء.
نعتوكِ بالجنون. . والجنون لو يعلمون لغة سامية ذات قانون مستتر مسكوت عنه حينا
مشعٌ وصارخ أحيانا أخرى. . هو الفضيلة في زمن الرذيلة، وهو الطهارة وسط بحر من النجاسة
وهو قدس أقداس العبادة حينما تصبح العبادة تجارة.
هم طالبوكِ بالتعقل، لا لشيء إلا لكون التعقل في قاموسهم من فرط التخاذل، جبن بليغ
وعزف على وتر الخنوع، فلا للجبن عنوان دونهم، ولا للخنوع ملوك سواهم.
سيدتي هل تعلمين لماذا انهار النظام الاقتصادي العالمي؟؟.
لان بنك المفاهيم الإنسانية فقد رصيده في سوق النخاسة. .
وهل تدركين لماذا اعتمدوا قانون الخلع ؟؟.
لان تعريف الخلع بحسب قاموس اللغة الجديدة ومصطلحاتها
التي خرطتها مخارط الفتنة العمياء يعني فيما يعني
خلع الأخ والشقيق من محل الفاعل إلى محل المفعول به.
سيدتي: أتعلمين ما هو مفهوم الجرح الدامي ؟.
هو عندما يمتلك الإنسان القدرة على الإنشطار
حينما يعلن جهرا انه قتل الحق انتقاما
من حواء التي غوت آدم. . أتدرين لماذا؟؟.
لان الخطيئة في شريعة من ليس لهم شرع ولا شريعة
تكمن في انسنة الحواس إن تجرأت وهزها شيئا من الفن والحياة،
بالرغم من جرأة أحلام مستغانمي التي جهرت بالقول ذات يوم:
إن الفن هو كل ما يهزنا. . وليس بالضرورة كل ما نفهمه.
إزاء هذه التناقضات علينا ان نضحك ملء حناجرنا لنتلمس بيت القصيد
كيف غدا الجنون من رحم الإنسانية وليداً؟.
وبات التعقل دربا من الأوهام
حيث ما زال هناك متسعٌ من إراقة الدم الحرام. .
والسؤال كم من الوقت يلزمنا كي نَحْنيَ للجنون هاماتنا؟.
وكم من الوقت سيمضي لنعلم ان التعقل يعني حضورنا؟.
لهذه الأسباب وغيرها وبينما كنتِ سيدتي تتساءلين :
من منا يمسك زمام الأمور؟.
خيروكِ بين نعمة التعقل ونقمة الجنون فماذا ستختارين؟؟؟.
مع الآخذ بعين الاعتبار ان للأولى في الدنيا بيتا وفي الآخرة دارا،
وللثانية نعت بالهذيان وغرفة اعتقال،
ولتعلمي ان في الاختيار رقصا على الأوتار.
فأجابت
ِشظايا .. طائشه ..
اصابت .. صوت تحطم ..
بقايا متناثرة .. قطرات نازفة ..
أنهار ندم .. وصرخات هائمة ..
سقوط .. اشلاء متطايرة ..
انسلاخ روح .. قلب محتضر ..
تعتصر ألما .. تضغط جراحا ..
تتعثر بالوقوف .. قدما تجر قدما ..
تنصب القامة .. والجبين معتليا ..
كرامة وكبرياء متحدا ..
أول الخطوات .. شهقات ممات ..
تتبعها انفاس انبعاث ..
تتلوها استجماع الخطوات ..
تهرول وتهرول بنا المتاهات ..
نلهث خلف بؤرة ضوء ..
هنالك بآخر المطافات ..
تنهكنا خطواتنا ..
نرتمى بأحضان الدمعات ..
يتلبسنا جنون الجنون ..
سيدى ..
للعقل لون الجنون ..
رسموا المطر بلون الدم القاتم ..
ونعتوه بقطرات تصحية ..
وهمس صارخ مجروح ..
حقنوا الاوردة بفكر مصلوب ..
شرحوا العقل بخلايا ثعبان مسموم ..
تنتفض له المسامات ..
ترتعش له الجزيئات ..
تحنط به الذرات ..
لن أستسلم للعقل ..
بزمن التعقل الاخرس ..
اخترت التمرد والجنون..
عالم لي وحدى ..
بعيدا عن العقل المعطوب ..
للجنون نكهة التحدى والشجاعة ..
للجنون ميزة سيدى ..
لا تعترف به قوانين الازمان ..
دعونى ..
أحلق بعالم الجنون ان اسميتوه جنون ..
فهو لى بوابة حرية و أمان ..
همسة :
حين يكون العقل نقمة ..
فمرحبا بنعمة الجنون
مع تحيات أحمد زكارنة و دموع المطر