حوار بين مخزن وزوجته

--------------------------------------------------------------------------------





سلا خاطري يا هند عودان في متكى***** أرى الهند والصومال والسند والتركا


لقد بالغ المفتـون فـي حكـم أكلـه***** وما أجمعوا ، والأمر لما يزل شكـا


فمـاذا بأعـواد ؟ إذا مـا أكلتـهـا***** من الغابة الخضـراء أعلكهـا علكـا


إذا ذقتهـا قلـت : المـدام تحلـبـت***** ورائحة العود المعتـق، بـل أذكـى


بصحبة إخـوان صفـا الـود بينهـم***** جعلتهم للدهر – من ضيقه – مشكـى


أحاديثهـم تنسـي الهمـوم ، لذيـذة***** يدبجهـا الـراوي ويحبكهـا حبكـا


بعيداً عـن الأهليـن ، لا در درهـم***** فقد دكت الأعصاب من شغبهـم دكـا


فقالـت لـه : إن السفاهـة كأسمـها***** لها راية ، لم ترض حكماً ولا صكا


إذا فتـن العقـل الرشـيـد بفتـنـة***** غـداً رأيـه زوراً وحجتـه إفـكـا


تأمـل هــداك الله شــر بلـيـة***** بليت بها ، وأترك مزخرفهـا عنكـا


جميع أسارى القات فـي كـل بلـدة***** ظواهرهـم تبكـي وباطنهـم أبكـى


لهم منظر يحكي الأسى في عيونهـم***** ويفتك فـي أوصالهـم سمـه فتكـا


أضاعـوا أمانـات وعاثـوا بنعمـة***** فأعمارهم هـدر ، وأموالهـم هلكـى


وأقواتهـم ديــن قلـيـل وفــاؤه***** وأبناؤهم يحيون - من عيشهم ـضنكا


لهم صحبة مـن شكلهـم فـي بليـة***** بصائرهم خرقى وأحلامهـم نوكـى


أحاديثهم مـن أبخـس القـول كلهـا***** هراء ، أقاموا بين طياتهـا ضحكـا


يصوغون من دون الأماني عظائمـا***** ملبسـة كـذبـاً مبطـئـة محـكـا


إذا اتكأ { المجعور } في سـؤ فعلـه***** وفـي شدقـه ورم كقاصعـة سكـا


تخلفـه الشيطـان فـي أهـل بيتـه***** وسدد فـي أغلاهـم طعنـة سلكـى


وربى بنيه فـي الشـوارع عرضـة***** لكل دعـاة السـوء تسبكهـم سبكـا


يعبـون مـن أخـلاط كـل رذيلـة***** مساوئ قد تحكى وأشيـاء لا تحكـى


وزيـن لـلأم التـي غـاب بعلهـا***** مناهج نحـو السـوء تهتكهـا هتكـا


ومن غاب بين الناس عن حفظ شاتـه***** غدا حبلهـا نهبـاً ومنحتهـا شركـا


ولا قى من الأبنـاء سـوء عقوقهـم***** ومن أمهم ـمن طول جفوته ـفركـا


فعاقبة العوديـن يـا عمـرو نكبـة***** مـؤزة جمـراً ، ملحـفـة شـوكـا


على كـل أنـواع الحلـول عصيـة***** ولو جبت أرض الهند والسند والتركا



=======

للأستاذ / حسن بن يحيى الضائحي
موجه بإدارة العامة للتربية والتعليم بجازان