استقبلت الماضي واستحضرت الطفولة وأوقدت نيران الذكريات لأنعم ببعض الدفء
تنبعث هنا الأيام الخوالي كما هي..ممطرة بالمرح
كنت الحاضر دومآ سيدي كأنك لم تغب كل هذا الموت
ضحكتك كانت فيضانآ جرفني وكسر أجود أضلعي
كنت بهذا الوادي..أشجاره السامقة متشكلآ
كنت غبيآ جدآ فقد آثرت هجران أصدقائي والركون إليك وإظهار جنوني..واستعذبت الموت
رسمتك بريشة البقاء حيآ ..كما كنت وأكثر ..وإن ثار إعصار الحاجة فأنت معي
ويدك كانت غزالة تلهو ودماء الوجد شرك لها..
اخترت الإنفراد بي..
وأخذت سهم الشوق لأضعه بقوس من الدمع كي أصطاد طيفك ففشلت كما أنا دائمآ معك
كنت محاطآ بالجميع..ولكنهم كانوا خارج مدارات النظر مني
حاولت عد الرمال كي أعوم إليك ولو بغفوة ..فتشاركنا ..لكني رسبت
أحببتك أعلم..كما لو أنني خلقت وقلبي خاتم بيدك..حتى عندما ذهبت ذهب معك..فكان جوفي فراغ مدقع

يائس جدآ..ملمس هذا الصبح ومفتقد لتجسيدك فقط ليحيا

نعم زرعت قلبآ بسواعد إخوتي النبلاء..ولكنه ضئيل العطاء
نعم عشقت سيدة الأوقات والأمكنة ..ولكنها مازالت تحاول أن تلحق بركبك
نعم أنا أتنفس..ولكن أنفاسي ممتلئة بوحل من الإختناق لا يزول


وبشوق مكلوم أمشي..نحو الضفة والميعاد..
لأمزق من فوقي نعشي..وأكسر آلاف الأصفاد..
وأزيل عن الدرب بقايا..رميت من كف الأوغاد..
أخلق من روحي روحآ..اختارت عيش الأسياد..
روح كسرت واندثرت..لما حان بك الميعاد..


كل مافي هذا الوادي عقل..أنت هذيانه
وكل مافي تلك الوجوه وحي..أنت وجدانه
وكل مافي اللقاء وهم..أنت عنوانه
وكل مابي...همس من شفتي غيابك


هذا أنا محبك....فلتبقى سيدي