صدام حسين يقابل محاميا لأول مرة
قال فريق الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين انه قابل محاميا يوم الخميس لأول مرة منذ إلقاء القبض عليه قبل عام وذلك بعد أيام من احتجاج فريق الدفاع من عدم السماح لهم بالوصول اليه أو الى معتقلين أخرين من المسؤولين العراقيين السابقين.
واضاف فريق المحامين ومقره عمان في بيان ان المقابلة استمرت أكثر من أربع ساعات وان صدام بدا في صحة جيدة وفي حالة أفضل كثيرا مما كان عندما مثُل أمام المحكمة لأول مرة.
وقال الفريق في بيانه ان صدام ثمن عاليا جهود لجنة الدفاع عنه.
وقال محام عراقي من فريق الدفاع الذي يضم 20 محاميا ان أحد أعضاء الفريق زار صدام وسكرتيره المعتقل أيضا حمود محمود التكريتي وأحجم عن ذكر اسم المحامي.
وزار محام آخر اللواء سلطان هاشم احمد وزير الدفاع في عهد صدام ومن المقرر ان يلتقى طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق مع مستشاره القانوني خلال الايام القادمة.
وصدام محتجز منذ اعتقلته القوات الامريكية بعد العثور عليه مختبئا في حفرة قرب مسقط رأسه في تكريت في 13 ديسمبر كانون الاول العام الماضي ومن المقرر محاكمته بتهمة جرائم حرب مع 11 من كبار مساعديه.
وكان فريق الدفاع عن صدام قال في وقت سابق هذا الاسبوع انه لا يعترف باجراءات الحكومة العراقية المؤقتة لمحاكمة الرئيس السابق (67 عاما) ومعاونيه لانه لم يتم السماح للمحامين بمقابلة موكليهم كما انهم لم يتلقوا أي وثائق قانونية تتيح لهم إعداد دفاعهم.
وقال رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي يوم الثلاثاء ان محاكمة بعض كبار مساعدي صدام بتهم جرائم حرب ستبدأ الاسبوع القادم.
وقالت المحكمة العراقية الخاصة انها ستبدأ جلسات تحقيق قريبا. وقال مسؤول بالسفارة البريطانية التي تعمل بشكل وثيق مع الحكومة العراقية انه سيتم الاسبوع القادم عقد جلستين او ثلاث جلسات تحقيق.
وقال وزير الدفاع حازم الشعلان ان علي حسن المجيد ابن عم صدام المعروف باسم "علي الكيماوي" بسبب استخدامه المزعوم للغازات السامة سيكون أول من سيحاكمون.
غير ان دبلوماسيين غربيين قالوا ان الاجراءات المشار اليها لا تعني بدء محاكمات خاصة بجرائم الحرب لكنها مجرد جلسات تحقيق تمهيدية. وينظر بعض العراقيين لتوقيت بدء الجلسات على انه جزء من مساعي علاوي لتعزيز مكانة حكومته التي تدعمها الولايات المتحدة قبل انتخابات 30 يناير كانون الثاني.
ومن المتوقع ان يكون صدام ضمن آخر دفعة تمثل أمام المحكمة.
وقال المحامي زياد خصاونة المتحدث باسم فريق الدفاع في العاصمة الاردنية عمان ان الفريق لا يعرف متى سيمثل موكله أمام المحكمة.
وتتولى قوات أمريكية حراسة 12 مسؤولا سابقا من حكومة حزب البعث التي أُطيح بها بينهم صدام في قاعدة عسكرية قرب بغداد انتظارا لمثولهم أمام المحاكمة أمام قضاة عراقيين.
ومثل هؤلاء المعتقلون أمام محكمة في يوليو تموز الماضي لابلاغهم بالاتهامات الموجهة اليهم والتي تتضمن جرائم حرب وجرائق في حق الانسانية. وأضرب بعضهم عن الطعام لفترة قصيرة في وقت سابق من الاسبوع الحالي كجزء من احتجاج لم يستمر طويلا على اعتقالهم.
وهدد خصاونة الذي اختارته ساجدة خيرالله زوجة صدام للدفاع عنه باجراء قانوني ضد الادارة الامريكية اذا لم يتم السماح لأعضاء من فريق الدفاع بلقاء موكلهم.
لكن بدا هذا الاسبوع ان الاجراءات تمضي قدما باعلان عضو من الفريق القانوني مقره بغداد ان من المقرر ان يلتقى بعض اعضاء فريق المحامين مع مسؤولين بوزارة العدل يوم السبت على أقرب تقدير. وأحجمت وزارة العدل عن التعقيب.
ومن المتوقع ان تأتي معظم الادلة ضد المعتقلين الذين سيواجهون المحاكمة من 283 مقبرة جماعية اكتشفت في العراق منذ أطاحت القوات التي تقودها الولايات المتحدة بالحكومة السابقة قبل 21 شهرا.
واكتشفت أحدث مقبرة جماعية يحتمل انها تضم 500 جثة قرب مدينة السليمانية في المنطقة الكردية المتمتعة بحكم ذاتي في شمال العراق والتي سبق اكتشاف مقابر اخرى بها ايضا.
وشن صدام هجمات عسكرية في اواخر الثمانينات على الاكراد واستخدمت قوات تحت قيادة "علي الكيماوي" غازات سامة ضد قرية حلبجة في عام 1988 مما اسفر عن مقتل نحو خمسة الاف شخص.
وأحد الأسباب التي قدمتها السلطات الامريكية والعراقية لتأجيل مثول صدام ومساعديه امام المحاكمة هو صعوبة جمع الادلة من المقابر الجماعية وأطنان من الوثائق التي خلفتها حكومة البعث السابقة.
وقال بختيار أمين وزير حقوق الانسان العراقي يوم الاربعاء ان الامر سيتطلب أكثر من 25 عاما لمعرفة مصير ما قال انهم مئات الالاف من الذين اختفوا اثناء حكم صدام.
المصدر
: أنتفاضة فلسطين + وكالات
17/12/2004
|
 |
رد مع اقتباس
