صحيفة الوطن السعودية________________________________________ كثيرة هي المصاعب والعقبات التي يواجهها الإنسان في حياته، خصوصا في هذا الزمن المتقلب الذي نعيشه ووسط هذه المعمعة التي تغلف أجواءنا، ولكنه أي الإنسان لا يزال يواصل المسير والمضي قدما نحو مستقبله الذي رسم ملامحه سلفا بكل عزيمة وإصرار مستمدا العون والتوفيق من رب العزة والجلال قبل كل شيء. ولكن.. هناك من المصاعب والعقبات ما لا يستطيع الإنسان تجاوزها والتغلب عليها إلا بقدرة قادر، كان يعيش ومصيره بيد غيره من البشر من المدعين للمثالية والمتلبسين بالدين أحيانا.. وأقصد المرأة (المعلقة) وما تعانيه بواقعها المرير.. لعدم قدرتها على تحديد مصيرها بعد أن استحالت الحياة الزوجية على الاستمرار بينها وبين المدعو زوجها; (المثالي المتلبس);، الرافض لمبدأ الطلاق ليس رغبة في العودة إليها بل نكاية وانتقاما ليس إلا. هذا الزوج الذي تجرد من إنسانيته متجاهلا قوله تعالى; (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان); صدق الله العظيم. تاركا إياها تعيش تحت مظلة القهر والحرمان.. سالبا منها إرادتها وحريتها وملحقا بها أضرارا نفسية واجتماعية.. جراء جرمه بحق هذه المسكينة بفرضه هذا الواقع المؤلم عليها والذي ربما يستمر لسنوات كافية لأن تسلب منها بريقها وتطفئ وهجها. في الوقت الذي لا تستطيع هي أن تقدم لنفسها النفع، وإن ذهبت للمحكمة طالبة إنقاذها من مخالب الزمن المفروض عليها قسرا سواء بالخلع أو الطلاق، فالبيروقراطية لدينا حتما ستتكفل بتكسير ما بقي من مجاديف الأمل، لعجزها عن إحضار الزوج في مثل هذه الحالات. وفي حال تحققت بعض المساعي من هنا أو هناك مع هذا الزوج فستجده يلوح مساوما بشعار (المهر مقابل الطلاق) أو إبقائها وسط الركام خلف الجدار العازل.. وبينما الأحداث تسير بهذا الاتجاه، فبكل تأكيد ستجده قد تزوج بثانية وثالثة وربما رابعة وهذا من حقه شرعا، أما هي فحقها أن تبقى معلقة حتى إشعار آخر، حسب قوله، فكم من معلقة تعيش بمجتمعنا بسبب من هم على شاكلة هذا الزوج..؟ كان الله بعون أخواتنا المعلقات. إبراهيم عسكر آل عسكر ________________________________________حقوق الطبع © محفوظة لصحيفة الوطن 2009