ليست هذه القصة من نسج الخيال بل من الواقع للأسف
حدث ذلك في صبيحة يوم الاثنين 13/6/1424هـ
كنت مساء الأحد في أمسية عمل تحت زخات المطر الذي استمتعت به كغيري ممن كانوا في المنطقة ليلتها. وعندما عدت إلى المنزل كانت الساعة بين الواحدة والنصف والثانية صباحاً، ولم أسطع أن أنعم بإغفاءة قبل ذهابي إلى الدوام الصباحي كون الجو قد أغرى الكل للتخلي عن النوم ، عموما كانت المفاجأة بالنسبة لي بعد أن استعديت لامتطاء ظهر ذلك المركوب (السيارة) في رحلة روتينية يومية في حدود السابعة والربع صباحاً وعندما لمحتها وجدتها مثخنة بجراها (حلوة هذي..) تمعنتها تفحصتها بالنظر فإذا بزجاج الراكب الأمامي مهشماً وإذا بأوراقي الفوضوية التي تملأ (درج)سيارتي متناثر على مقاعدها وإلى جوارها.. أيقنت ساعتها أن ما تعرضت له سيارتي هو سطو واعتداء على عذريتها (كونها لازالت جديدة)ابتعدت عنها ولم ألمسها خوفاً من أن أضيع بعضا من معالم الجريمة قبل أن يأتي المختصون.المهم ذهبت لأبلغ -وتلك حكاية يطول شرحها- بعد أن خلصنا ولم نخلص جاء معي أحد رجال الأمن ومعه من المعدات ما معه وأخذ يلتقط صوراً للسيارة . المهم أن سيارتي نالت نصيباً من الصور لم تنله ملكة جمال في ليلة تتويجها . بعد ذلك أخذ ينثر البودرة هنا وهناك بحثاً عن البصمات التي لم يسطع الحصول على أي أثر لها متعللاً بأن الجاني كان محتاطاً لذلك . استدار بعدها وطلب مني أن أتفقد ما بقي في السيارة وحصر ما فقد منها وركب خلف مقود سيارته دون أن يكلف نفسه حتى السؤال عن اسمي واكتفى بدعوته لي (الله يعوض عليك). لحقت به وقلت له ماذا بعد؟ قال لاشيء إن كان لديك متهمين احضر إلينا وسجل بلاغاً ، تفاجأت !!! هذا كله وإلى الآن لم يتم البلاغ . على العموم أخوكم حريص على دوامه واكتفى برحلة العناء الصباحية و(أخذها من قاصرها )على مايقولون ، وأدار محرك سيارته ذاهباً إلى حيث ينتظره استجواباً عن سبب تأخره وهو الأول من نوعه منذ 14عاماً قضاها في الوظيفة . أما عن زجاج السيارة فقد ذهب صاحبكم إلى الوكالة فأكلت ما تبقى في جيبه بعد القسط الذي دفعه لها قبل أيام ولم تبق له ما يسد رمق صغاره حتى يأتي يوم 25 من الشهر ليحشر نفسه مع آلاف المتكدسين على آلة الصراف تلك التي تذكرني بتكدس ذوي الحاجة في العشر الأواخر من رمضان أمام بيوت ومحلات التجار الكبار وذوي الخير. أنهيت القضية بنفسي وسجلتها ضد جيبي المتواضع وعزفت عن النوم مكرساً نفسي لحراسة سيارتي لعلي أجد من يتربص بها وحتى يحين ذلك الموعد أدعوكم لزيارتي مقدماً في السجن لأني سأكون ساعتها أنا الجاني كوني منعته بالقوة من ممارسة هوايته وربما أكون في المستشفى مجنياً عليه عرض نفسه للمخاطر ولم يترك الأمر لأهله ، والأمران أحلاهما مر.
أخيراً : أعلم أن هناك من سيواسي وهناك من سيلوم وهناك...وهناك.. ولكن لتعلموا أيها الأعزاء أن طرحي للموضوع ليس لاستجداء الشفقة و إلا وفرت على جيبي بعض الهللات القابعة في قاعه التي ستذهب ثمناً لهذا الاتصال ، ولكن الذي حدث لي قد يكون حدث لغيري وقد يحدث فما هو السبب وما هو الحل ؟ وما هو العلاج؟ نقاش موضوعي يتحلى بالعقلانية نحن بحاجة إليه للوصول إلى ما يخدمنا جميعاً .فلماذا لا نلوم أنفسنا أليس من الممكن أن نكون نحن المقصرين ؟ أو نحن المتهاونين؟ لماذا نحمل رجال الأمن نتائج تقصيرنا؟ أليس كلنا رجال أمن لهذا البلد!!!؟ ما مدى تعاوننا مع رجل الأمن ؟ وكيف نفعّل ذلك؟
أملي أن لا يقول كل منا:
أنام ملء جفوني عن شواردها*******ويسهر الخلق جراها ويختصم
مع اختلاف شواردها التي عناها المتنبي عن شواردها التي أعنيها في استشهادي .
ولنكن متعاونين على البر والتقوى.
تحياتي.