(( لــيـس من حـــقـــــــــــــــــك ))

[فيصل حكمي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

قد يكون ما ساكتب لاحقاً لا يهم الكثير ولكن يهم البعض على الاقل ...


الطرب و الغناء , .. الطرب كلمة لها تصاريف كثيرة وكثيرة جدا وتختلف معانيها حسب ضمها وفتحها وكسرها , وبإختصار . الطرب الذي نحن بصدده في لسان العرب قال ثعلب الطرب هو الفرح والحزن معاً وقيل الطرب خفة تعتري عند شدة الفرح او الحزن والهم وقيل ايضاً حلول الفرح وذهاب الحزن وقيل الطرب الشوق وجمعها اطراب وهناك مئات الابيات من شعراء الجاهلية والاسلام في الطرب ,, واستطرب اي طلب الطرب .وقيل طرب فلان في غنائه بشد الراء اذا رجع صوته وزينه والتطريب في الصوت مده وتحسينه الى اخره ,


والغناء ايضا كلمة لهاً تصاريف كثيرة جداً , ولكن الغناء من الصوت ما طــرّب به
. قال الشاعر , عجبت لها انى يكون غنائها ,,,, فصيحاً ولم تفغر بمنطقها فما
وقد غنى بالشعر وتغنى به , يقال غنى فلان وتغنى فلان ويغني اغنية وجمعها اغاني وغنى بالمرأة تغزل بها اي ذكرها في شعره وتغنى بالرجل اي مدحه او هجاه والكثير الكثير .

المهم الاثنين الطرب والغناء جميعها يحاكي ويلامس النفس والاحاسيس


بعد هذا التوضيح المختصر والمقدمة ربما المملة اقول ..

تختلف اذواق الناس في الاستماع فمنهم من يطربه ويحرك مشاعره طرب تكثر فيه الالات المسيقية, ومنهم من يطرب لصوت الايقاعات والطبول, ومنهم من تزعجه هذه الالات ويطرب بأقل الالات او اله واحدة فقط , والطرب الذي يعجبك قد لا يعجب غيرك وهكذا , الشاهد في الموضوع أن البيئة لها دور كبير في نوعية الاستماع فسكان الجبال غير سكان السواحل واهل المناطق الزراعية يختلفون عن اهل الصحراء واهل المدينة ليسوا كمثل اهل القرى وكذلك نوعية الاحاسيس وطباع الشخص تتحكم في نوعية استماعه فالرجل الحاد يختلف عن الرجل الهادئ وهكذا, واحيانا هناك اسباب قد تجعل الرجل يبحث عن ما يناسب الحاله التي يعيشها للاستماع فمنهم من يكون استماعه لشعوره بالغرام وميله للهوى ومنهم من يكون استماعه لفرحة وقتية ومنهم يكون استماعه لنشوى وووووووو الكثير . وايضاً الزمن والوقت لهم دور في نوعية الاستماع ونوعية الطرب والغناء فما يعجب والدك قد لا يعجبك والعكس لان الزمن الذي عاش فيه غير زمانك والضروف التي كانت في زمنه تختلف عن ضروف زمنك ...


ما اريد ان اوصل له هو الاتي ............

يجب علينا ان نحترم اذواق الاخرين في الاستماع فقد تعجبك السيدة ام كلثوم وفيروز وعبد الوهاب ومياده وغيرهم , ولكن غيرك يعجبه بشير ومزعل وسعد جمعه قد يعجبك طلال ويعجب غيرك محمد عبده حتى في الاغاني الغربية يعجبك الدسكو ويعجب غيرك الكلاسك .. وهناك اناس لا تبحث عن المطرب ولكن تبحث عن الاغنية لاي مطرب كانت المهم ان تتماشى الاغنية مع الحاله التي يعيشها , وبعض الناس قد يجذبه مطرب معين بسبب شكل او طبع يعجبه فيه من حيث لا يشعر ولكنه يعجبه مهما كان نوع اغنيته

السبب الذي جعلني اكتب هذا المقال اسمع من بعض االاخوان يقارنون ما بين المطربين فمنهم من يقول كاظم احسن من جورج او طلال افضل من محمد عبدة , وهذا خطأ بل خطأ كبير لان المقارنة هنا ليست عادلة فأنت تحكم على المطرب الفلاني بنوعية استماعك وضروفك وبيئتك وزمنك وحالتك النفسية وغيرك يرفع من شأن مطرب لان اغانيه تتماشى مع ضروفه وزمنه وحالته النفسية وووووووووووووو فليس من العدل ان نصدر احكامنا على المطربين بشئ فينا نحن وننتقص من مطربين بوضع نعيشه نحن ,, ولك ان تتخيل اخي الغالي في دولة مصر اناس لا تعجبهم ام كلثوم ولا عبد الحليم وهذا وجدته بنفسي , ولكن يعجبهم احمد عدوية ومثقال وغيره هل من حقي ان اقول عنهم اناس لا يفقهون في الطرب او لا يوجد لديهم اي نوع من الاحاسيس بالتأكيد لا . في احدى السنوات تحاشت المسارح المصرية وضع سهرة عبد الحليم في نفس سهرة احمد عدوية لان الجمهور بدأ يقل عن الاثنين بسبب أن كل قسم من الجمهور يفضل مطربه ويريد الذهاب اليه ..

اما الفروقات بين المطربين فهي موجودة تختلف اصواتهم وادائهم وثقافتهم الفنية وبعضهم يتميز بعزف اله لا يجيدها الاخر ولكن مهما حصل يضل كل مطرب له جمهوره الذي يميزه وله ادائه وصوته مهما كااااااااان
وليس من حقنا المقارنة او تفضيل مطرب عن اخر . حتى النقاد عندما يقارنون بين المطربين يقارنون بفارق الصوت والاداء ولكن لا يستطيعون ان يجعلو مطرب في المرتبه الاولى واخر في الاخيرة
فدعوا كل شخص يحب من اراد من المطربين ويستمع لما يشاء من الاغاني فالمسألة ليست من الافضل بقدر ما هي حاله تتحكم في نوع الاستماع وضروف ترتبط بنوع الطرب , ودعوا تمييز المطربين عن بعضهم فالمسألة لا تخصهم بقدر ماهي تخص المستمع


للامانة ... حكم الطرب والغناء المصاحب للمعازف عند جمهور الحنابلة التحريم ومكروه عند غيرهم إذا لم يكن يؤدي الى حرام وبعضهم ربطة بالحالة التي يؤدى بها لو صاحبه او كان معه محرم اصبح حرام ,, هذا للتوضيح

تحياتي لكم ...... سلملم