كبارُ السن أوعى في الحياة من الصغار وصغير السن يغلب عليه قصر الأفق وعدم إدراك عواقب الأمور فيفعل في شبابه أعمالاً ينتقد بها نفسه إذا بلغ الأشد في حياته .
فما تجد شاباً عصم من التدخين في شبابه ثم لمَّـا بلغ الأربعين بدأ في التدخين ، وذلك لاتساع عقله وعلمه بمخاطر التدخين ، وأنه سبب وفاة معجلة له ؛ لذا فشركاتُ التدخين اغتنمت غفلة وعي الشباب بمخاطر التدخين ووجهت إعلاناتها لذلك الجيل البريء الغافل السالم من الآفات ليكونوا ضحيةَ أمراض ذلك الوباء وليرتقوا بتجارتهم على أموال أولئك البريـئـين .
المرأة والتدخين
يسبب التدخينُ للنساء سرطانَ عنق الرحم وسرطان الثدي ، وقد أظهرت الدراسات أن 29% من حالات الوفيات بسبب سرطان عنق الرحم تحدث بين المدخنات وخلال الحمل تتعرَّض المدخنةُ الحامل لمخاطر الإجهاض والأوضاع المعيبة للمشيمة والولادة المبكرة والولادة المُعْسِرة أو ميت مشوه أو عيوب في التكوين الخلقي لرئة المولود .
وبعد الولادة ، يسبب تدخينُ الأم إصابةَ طفلها بنـزلات شعبية متكررة أو الإصابة بفقر الدم وحساسية الصدر والجلد والإصابة بالقيء وضعف الشهية وتأخر تطور الطفل وانخفاض نسبة الذكاء .
فماذا تجني المرأةُ من التدخين ؟!.
شرب الدخان حرام ، لأنه من الخبائث وقد حرم الله ورسوله الخبائث ، وقال تعالى في صفة النبي ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ولمـا فيه من الضرر بالصحة وتلف المال ، وقد جاءت الشريعة بوجوب حفظ الأبدان وحفظ الأموال ، وجعل العلماءُ قديماً وحديثاً حفظهما من الضروريات الخمس، التي لابد منها في حفظ كيان الأمة ، وقيام أمرها على وجه ينتظم به شأنها ، وثبت في الحديث النهي عن إضاعة المـال ، ولا شك أن إنفاقه في شراء الدخان إنفاق فيما لا جدوى فيه ، بل إنفاق له فيما فيه مضرة لشاربه وللمجتمع ، فكان من إضاعة المـال
لا تقل لا أستطيع التوقفَ عن التدخين ؛ فالصحابةُ رضي الله عنهم في أوائل النبوة كان شرب الخمر مباحاً ويجاهرون بشربه ويدار في مجالسهم ولمـا نزلت آيةٌ واحدة في تحريمه مع اعتيادهم لشربه المستمر أخرجوه من بيوتهم وأراقوه في طرقات المدينة امتثالاً لأمر الله وهم يقولون انتهينا. انتهينا لمـا نزل قوله تعالى فاجتنبوه لعلكم تفلحون ، فالإيمانُ بالله وقوة العزيمة وعلو الهمة والبحث عن رضا الله ومحافظة المرء على دينه وعدم الخدش في مروءته أو التنقُّص من قدره وبالبعد عن القَدْح فيه والتعلُّق بالله دوماً، والتذكر بأن كيدَ الشيطان ضعيف ؛ وبكثرة الدعاء يعتق المرء بإذن الله من تلك العادة الذميمة ويصبح رجلاً موقراً محترماً في مجتمعه مقدراً بين أقرانه، ومعظمُ الأطباء ينصحون بالتوقف عن التدخين مرة واحدة .
فاجلسْ مع نفسك جلسة صادقة تتذكر فيها عواقب التدخين وأضراره عليك وعلى أسرتك وعلى سمعتك .
واعقدْ العزمَ من هذه اللحظة على مفارقة هذا السم المقيت ، واسلك طريقَ عافية البدن والدين ، وتذكر أن الشيطان يزين لك الرجوع إلى المعصية ، واعلم أن الإنسان إذا أقلع عن معصية بصدق فإن نفسه تراوده الرجوع إليها ، وهذا من الابتلاء لتنظر هل التوبة صادقة أم لا قال ابن القيم : " كل تائب لا بد له في أول توبته من عصرة وضغطة في قلبه من هم أو غم أو ضيق أو حزن ولو لم يكن إلا تألمه بفراق محبوبه فينضغط لذلك وينعصر قلبه ويضيق صدره فأكثر الخلق رجعوا من التوبة ونكسوا على رؤوسهم لأجل هذه المحبة، والعارف الموفق يعلم أن الفرحة والسرور واللذة الحاصلة عقيب التوبة تكون على قدر هذه العصرة فكلما كانت أقوى وأشد كانت الفرحة واللذة أكمل وأتم " ا.هـ ) (1) .
وإذا لم توفق في ترك التدخين من أول محاولة فلا تيأس حاول مرةً أخرى ومرة .. ومرة .. حتى تخلص نفسك من هذا المرض القاتل .
فكن شجاعاً واجعلها آخر سيجارة .
أسألْ الله أن يجعلك من عباده الموفقين في الدنيا والآخرة ، وأن يجعل لك من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً وأن ييسر لك كل أمر عسير .
وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اجعلها الأخيرة للشيخ عبد المحسن القاسم
هذا رقم هيئه مكافحات التدخين
لن يضر الاتصال
جرب وجربي
فلن تخسروا
012780006
انشروا هذا الرقم
دمتم