بينما يشعل العالم شموع سنة 2005 فإن رفقاء الأدب على امتداد الحبر والورق يباركون مولودتهم الجديدة (مجلة جهات) التي جاءت إلينا أخيرا في حلة ذهبية موشاة بأحرف ثلة من الأدباء والمثقفين وإبداعات أقلام مميزة ترصدها (جهات) وتقدمها لقارئيها الذين يستحقون كل نفيس.
(جهات) في عددها الأول بأقسامها المتفردة تضم ما لا يسع الإيجاز أن يوفيه حقه، ولكن نأمل أن يشي البحر بما يكمن في أعماقه من خلال اللعب بأطراف أقلامنا على شواطئه الأخاذة.
بدأت جهات بـ "في مهب الجهات" التي كتبها رئيس التحرير و جاءت بعنوان" التنويريون: السلطة/الجماهير .. وهلاميّة المفاهيم" والتي جاء فيها:
"لم تدرك الحكومات العربية – على ما يبدو للآن- أن فئة النخبة المثقفة هي الفئة القادرة على أن تنتج أفكارا / معاني ودلالات لها معنى اجتماعي يحظى بثقة الجماهير، و أن هذه الفئة هي البديل الأفضل لإعادة التوازن المفقود بين السلطة والجماهير في ظل تشككك الجماهير في كل ما يصدر عن الإعلام الرَّسمي، وتوجس السلطة من كل خطاب نقدي يراد له أن يسهم في البناء الوطني.
لقد وقع المثقف النخبوي- الذي أتخذ خياره المتمثِّل في وجوب ممارسة التنوير كرسالة- في مأزق الاتهام من قِبل الجماهير بمداهنة السلطة عند تصديه لكل دعوة تفتقد للطرح السياسي النّاضج حينما يرى فيها هدما للكيان الوطني، كما وقع في مأزق اتهامه بهدم الكيان الوطني أو السعي في سبيل ذلك كلما انتقد بموضوعية تامّة مؤسسات السلطة لدفعها للارتقاء بأدائها في سبيل خدمة مجتمعها وتحقيق متطلباته".
ثم بعد ذلك توالت موضوعات العدد التي انقسمت إلى أربعة أقسام في عدد جهات الأول البالغة عدد صفحاته (202) صفحة من القطع الكبير.
تضم جهة التنوير مواضيع متميزة مثل: الفضاءات المقدّسة في ألف ليلة و ليلة، نحلق فيها مع د. محمد عبد الرحمن يونس. ونطلع بعمق على ثقافة الموزايكو مع أحمد محجوب.
وفي جهة النص يساور المرء خدر الليل الشتوي اللذيذ وهو يتنقل بين قصائد مجدولة بندى الفجر، فنقرأ للشعراء: "خط الخواطر"، لمفيد عزيز البلداوي، و"رؤيا"، لعبد السلام العطاري، و"راودت الغزالة عن شرودها"، لموسى حوامده، و"أبواب بين مفاتيحها"، لتيسير النجار، و"بخشيش لملائكة"، لكابي حنّا، و"وطن شاسع للخطيئة"، لقاسم زهير. إضافة لماجد خطاب ، وزهران القاسمي وهدى الجهوري ودخيل الخليفة وورود الموسوي وصباح حسني وحمدان الحارثي ، وريم اللّواتي ، ونورة الخاطر ، وغيرهم الكثير من الشعراء العرب ، وقد احتوت جهات على ما يتجاوز الخمسة وأربعين نصّا شعريا .
وتفرش (جهات) بساط النثر لقرائها، فنتجول في جهة السرد مع نصوص نثرية روائية وقصصية مثل: "بائعة الصبار"، لحسن حميد، و"حكاية عن الحلاج"، لعصام الزهيري، و"حين تكلم الموت في داخلي"، لإيمان الوزير، و"نهاية خط سير"، لإبراهيم حسن، إضافة إلى فهد الخليوي، و عواض شاهر العصيمي وعبدالواحد الأنصاري وعبدالله البقالي . كما قدّمت جهات قراءة نقدية بقلم أحمد محجوب لرواية كائن مؤجّل للروائي فهد العتيق مع نشر فصل "يقظة غير صريحة" من الرواية، و قراءتين نقديتين لقصة ( الـ ) لطامي السميري الأولى بقلم هديل الحسن والثانية بقلم السيد نجم.
هذا بالإضافة إلى ما تمطرنا به جهة الحوار و المراجعة، فيصمت القارئ شارد اللب في حضرة الروائية الأردنية سميحة خريس التي تحاورها (جهات). يليها بعض المراجعات مثل: "شعرية البداية في القصة القصيرة لدى محمد كمال محمد وفكري داوود، يقدمها محمد عبد الحليم غنيم، و"قلق التأثير"، لعبد الله الحسني، مراجعة لمصطلح "الغابة والصحراء" في الأدب السوداني للدكتورة: نجاة محمود.
من الجدير بالذكر أن (جهات) مجلة أدبية ثقافية ربع سنوية، تجمع في المملكة العربية السعودية، وتطبع في مصر، وتوزع في جميع دول العالم العربي بالإضافة إلى بريطانيا. وتضم أسرة تحريرها: حامد بن عقيل رئيسا للتحرير، وأحمد محجوب نائبا لرئيس التحرير، و يدير تحريرها: أمل إسماعيل وعبير الأنصاري، كما يتكون فريق التحرير من: مسعد الحارثي، وفهد الخليوي، وعصام الزهيري، ونادي حافظ، وياسمين محمد مسلم.
و يرأس هيئتها الاستشارية الأستاذة ليلى الجهني القاصة والروائية السعودية، إضافة إلى د. كامل صالح من لبنان، وجاكلين سلام من سوريا، وهناء حجازي من السعودية، وميس خالد العثمان من الكويت، إضافة إلى عبد الحكيم الفقيه من اليمن.
![]()