
عكاظ - منصور مجلي ـ جازان
تقف مشدوها، وأنت تشاهد إرثا تاريخيا لمنطقة جازان يحتضنه متحف مصغر، جسده مواطن في صومعة بدافع هوايته، مصوراً التاريخ والتراث والآثار في أروع ما يكون وما كان عليه الأسلاف.
الشيخ محمد محسن دغريري ــ الذي استهواه جمع التراث والآثار، وكل ما يتعلق بتراث الآباء والأجداد ــ قام بتصميم متحفه على نمط خاص ومذهل، جعل أبناء محافظتي أحد المسارحة وصامطة يعدون منزله مزارا لمشاهدة تلك التحف الثمينة والنادرة.
ويشير الدغريري إلى أن متحفه يضم أكثر من 6 آلاف قطعة أثرية، تضم أخشابا، أشجارا متحجرة، أحجارا بركانية، تعود بعضها إلى العصور الحجرية، وأغلبها يعود إلى الحضارة السبئية قبل أكثر من 4 آلاف سنة، إضافة إلى الأواني الفخارية المخطوطة بالخط السبئي المعروف بالمسند، التي تعود لآلاف السنين، والمحتويات الحديثة والتراثية من السيوف، الخناجر، البنادق، أدوات الحراثة، الملبوسات والمصوغات الذهبية والفضية. كما يضم المتحف عددا من المخطوطات القديمة، الرسائل والمنشورات، وكتبا تصنف بالنادرة.
يشير العم محمد دغريري أن هواية جمع التراث لازمته منذ قديم الزمن، وما قام به حاليا ليس سوى تطوير لهذا المتحف، حيث صمم متحفا يليق بالتراث عن طريق بناء غرفة تلائم الأجواء التراثية لمتحفه، «والحمد لله كل ما قمت بجمعه والبحث عنه لقي استحسان الزوار، وإن كنت آمل أن يتم التوسع في هذا المتحف، ويتم الإشارة إلى محتوياته النادرة».ما تم رصده في هذا المتحف لا يتعلق بتراث المنطقة فحسب، بل امتد لتراث المناطق الأخرى كالقاضوعة (وهي أداة الصيد البري المعروفة في الحجاز)، إضافة إلى السيوف اليمانية والحبشية، الرماح الحبشية، والسروج، إلى جانب العملات النقدية القديمة لمختلف البلدان والأمصار.
أما ما يخص التدوين والتأليف والبحث فهو الآخر لقي نصيبه عند الشيخ، فمن ضمن محتويات المتحف كتب ومؤلفات عن المفردات الجازانية المهجورة والفصيحة، إضافة إلى كتاب قيم عن تاريخ المنطقة بداية بالعصور القديمة وحتى تاريخ المخلاف السليماني إلى العهد الحديث، عرج في فصول هذا الكتاب إلى وضع تراجم لعدد من المشاهير في كل عصر، وصولا إلى أدباء ورجال المنطقة في العصر الحديث.
وأشار إلى أن هذا الكتاب إلى الآن لم يجد طريقه للنور، وبإذن الله سيتم طبعه ونشره؛ ليتسنى لأبناء المنطقة والمتتبعين للتراث متابعته وقراءة فصوله.