ربما نوقش كثيراً هذا الموضوع ,
رغم ذلك سأفتحه أو قل سأعيد افتتاحه ,
سأفتح باب اليوم الوطني,
أو الليلة الوطنية التي أحوز براءة اختراع هذا الإسم,
أو العيد الوطني الذي أسماه الشيخ سلمان العودة بذلك على الهواء مباشرةً,
في هذا اليوم الذي نستذكر فيه أمجاد أمتنا
و وطننا الغالي
وجهود الرجال الغابرة
في توحيد ولم شمل معظم أرض الجزيرة العربية
تحت لواء واحد,
في هذا اليوم الذي كان من المفترض أن تجدنا نظهر بعض ملامح وطنيتنا و وحدتنا,
أصبحنا فيه أضحوكة للعالم,
لأننا بصراحة لا زلنا حتى اللحظة لا نفقه الوطنية !
خاصة نحن معظم الشباب .
فمن ذا الذي يعترض ويقول
بل نحن نفهمها و نطبقها على أرض الواقع ,
فليسأل نفسه هل تعطيل مصالح الناس يسمى وطنية ؟
هل إقفال الطريق يسمى وطنية ؟
هل إزعاج الناعسين في مخادعهم يسمى وطنية ؟
نعيد صياغة الأسئلة مرة أخرى :
عندما تنفس امرأة في سيارة ما
بسبب الجواري من الشباب التي تتراقص يمنة ويسرة
في منتصف الطريق المغلق بسياراتهم, يسمى وطنية ؟
عندما يموت مريض يحتاج التدخل الطبي السريع
في سيارته العالقة ضمن موكب الوطنية
الماشي بسرعة الحلزون
أو العالق داخل ملهى ليلي متحرك يسمى وطنية ؟
تسيب بعض الموظفين في المنشآت الحكومية
وخاصة الطبية منها هل يسمى وطنية ؟
أخلاق الرجولة والفضيلة تمحى في اليوم الوطني
- بل أطالب بتسميته الليلة الوطنية كما أعلاه لأن كل الوطنية لا تظهر إلا في آخر الليل -
لنعد للرقاصات والجواري من الشباب المايع
المتشبع وطنيةً حد التخمة افتراءً
الذين يهزون الأرداف
ليتهم رقصوا العرضة
بدل الهيص والشكشكة و المياعة ,
لكان أهون من السامبا التي لا يجيدونها
و آذوا أنظارنا و أسماعنا بها ,
تفحيط وحفلات خاصة ,
كائنات فضائية نزلت من المريخ
مصبوغة بالأخضر من أطول شعرة
إلى ظفر أصغر إصبع في القدم , ثوبٌ يقوم بغمسه في علبة بويا خضراء
ويلبسه كوطني مختالا بنفسه ,
ألا أعطاه فقيراً لا يجد ما يستر عورته ليكسب أجراً
ويقدم مساعدة لابن وطنه في نفس الوقت ؟
أهذه وطنيتهم التي يدّعون ؟
وكل ذلك تحت أنظار حكومتنا الرشيدة
التي لا تحرك ساكناً فالشرطة حائرة ,
أتوقفهم عند حدهم رغم التجاوز الواضح عياناً
أم تكف أيديها بحجة خوفهم من اتهامهم بعدم الوطنية ؟
أين الهيئة الموقرة ؟
أين النصح ؟
أين النهي عن المنكر ؟
هل هذا يندرج تحت عملهم ؟
أم هم في سبات ؟
متـــــــــــــــى سنعرف معنى الوطنية الحقة ؟
سؤال أخير :
هل توافقونني بأن اليوم الوطني أصبح فرصة وستاراً للبعض من هواة التفحيط وهواة هز الأرداف و التمكيج, وللبعض من الذئاب البشرية الخبيثة؟
كلها تساؤلات تدور في رأسي لا تلقى إجابة.
سأحاول التناسي ,
لكني أطلب دعواتكم
بألا أتذكرها الليلة الوطنية القادمة ,
إما لموتي ,
أو الخيار الأصعب ,
اختفاء تلك المظاهر السلبية !
__________________