الطائر اليمني المهاجر..

الجمعة - 12 - يونيو - 2009 - كتب/محمـدعـبـده الـواشـعي
فنانون في الظل ، لا نعرف عنهم القليل أو الكثير، فنانون طواهم النسيان وغيبتهم الذاكرة وهمشهم الإعلام بقصد أو بغير قصد، فهم ساهموا في بناء الفن واجتازوا بأصواتهم وألحانهم الحدود، أسسوا لهم تجربتهم الخاصة بهم التي عبروا بها عن الذات والمجتمع والوطن ، لهم مساهمات فنية غنية لم تنل ما تستحقه من تسليط الضوء بالصورة التي تتناسب مع تجربتهم الفنية التي وصلوا إليها ولم يتناولها الإعلام والصحافة اليمنية رغم أن كلمات الإعجاب والثناء على أعمال هؤلا الفنانين تملاء الصحف والمنتديات والمواقع الخليجية والعربية ،
وهنا ولأول مرة على الصحافة اليمنية نسلط الضوء على صانع الكبار فنان كتب القصيدة بكل عذوبة شعرية ، تفنن في قوافيها وبحورها وأغراضها، رسم بحروفها إحساسه الراقي وثقافته المتدفقة ، وصاغ ألحانها بسمفونيته الخاصة به والتي تعددت ألوانها بين معاني الحب والحنان ، ومرارة البعد والفراق ، ولهفة الشوق والحنين الى الأهل والوطن بعد 50 عاما من الهجرة والاغتراب بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية ، لم يكن همه الاعلام والشهرة رغم علاقاته ومعرفته بكبار الفنانين أمثال الفنان محمد عبده والفنان عبدالمجيد عبدالله وعلي عبدالكريم وغيرهم الكثير ، بل كان همه الفن والإبداع ،التجديد والابتكار إنه الفنان والملحن المخضرم طاهر حسين.
> من هو طاهر حسين ؟
طاهرحسين الذي أعتقد أن الكثير ممن سيقرأون هذا الموضوع لم يسمعوا أو يعرفوا عنهُ أو عن حياتهِ الفنية شيء لكن الفنان طاهر حسين يُعدً أحد أعمدة الفن اليمني وأركانهُ الأساسية فتميًز بإبتكار ألحان راقية وفي غاية الروعة فهي تُرى اليوم أحد الأوجة المُختلطة للأغنية الصنعانية والتي لا شك قد أسهمت في إضفاء لون جديد ومُميًز للأغنية اليمنية بشكل عام.
الفنان طاهر حسين من مواليد منطقة تنن عبيدة الحدا بمحافظة ذمار وهو شاعر وملحن ومطرب ومؤدي ساهم في اكتشاف الفنانين محمد عمر وعلي عبدالكريم وعبد المجيدعبدالله وهو شاعر من الطراز الاول وصوته جميل بالذات في الغناء الصنعاني وهو يعيش في مدينة جدة وله فيها اكثر من 50 سنة وله كثير من الاغاني من كلمات الامير بدر بن عبدالمحسن وكاتب مقالات صحفية وهو الذي كتب بأن الفنان محمد عبدالوهاب ليس موسيقار وقد أثار هذا الموضوع ضجة إعلامية في الوطن العربي وقد أثبت بأن مصطلح موسيقار يجب أن ينطبق على الذي يضيف لآلة العود أو أي آلة موسيقية شيء جديد، وقبل حوالي 30 عاما كان قد دعا لإقامة محاضرة عن الفن اليمني والخليجي في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة.
هو ليس مجيدا للفن اليمني عامة والصنعاني خاصة،بل هو معلم كبير وكبير جدا.فهو من علم الفنان محمد عبدة طريقة الغناء الصنعاني على الطريقة والإيقاع الصنعاني البحت ليس كما يفعل أهل الحجاز من تحويل الاغنية الصنعانية الى وزن وايقاع الدانه الحجازية وهناك جلسات عدة تجمعه بمحمد عبده أيضا له جلسات فنية جميلة مع الفنان الراحل طلال مداح ، كما قام بتوزيع أغاني لعدد من الفنانين لعل أهمهم الفنان أيوب طارش عندما تعاون معه في الشريط الذي به اغنية " من يبلغ غزال رامه".
بدايــــــــــــاتــــــه
بدأت لمسات فنه كملحن للروائع الغنائية التي كان يقدمها بصوته أو بأصوات فنانين، ساهم وبشكل قوي ومؤثر في دعم بداياتهم كعبد المجيد عبد الله الذي تغنى لطاهر في بداياته بعدّة أعمال لعل أشهرها (أهلا بمن زارت ولا همها شيء)، وهي بالإضافة إلى كونها من ألحان طاهر حسين، فإنها أيضاً من كلماته، كما تغنى له الفنان علي عبد الكريم بأعمال جميلة، وكذلك الفنان عبد الله رشاد، إلاّ أن نجاحاته مع الفنان محمد عمر ما زالت في ذاكرة المتابع حتى الآن، خاصة وأن لحنه (تسامحنا) هو الأول لمحمد عمر مع الإذاعة السعودية، ولحنه (نوى المرواح) هو الأول لمحمد عمر مع التلفزيون، مـــــــن الاغاني التي قدمها بصوته وأيضا التي قام بتأليف كلماتها وألحانها أهلا بمن زارت ، بيني وبينك ، دنيا وتبي صبر طويل ،رب هبلي ،سلام لله ياقاسي ، سلام مني عليكم ،سوى سوى ،ياربة الصوت الرخيم ،يامكحل عيوني،صادت فؤادي،عادها شمس،غنى على نايف،لله مايحويه هذا المقام،مكانني ظمآن ،هل أعجبك،ياحارق فؤادي بنارك،ياجزيل العطاء ،يامستجيب للداعي ،يقرب الله ،ياهلال الفلك،طير ياحالي الفنون، ربى حاجر.وغيرها الكثير ولا يتسع المجال هنا لسردها.
أغنية "سوى سوى في الهواء" والتي هي من كلماته وألحانه ولاقت انتشارا واسعا عند اطلاقها تقول كلماتها :
سوا سوا في الهوى والهم متساوية
أحوالنا يا مداري الهم مداوية
إرم جراحك على جرحي وربك يعين
من ذله الجرح عزه فراج العافية
من ترضي اليوم يالي ما لقيت الرضى
في ما مضى عانت الحرة من الجارية
دنياك فيها عبر صيادها من صبر
وسنة الله في خلقه هي الجارية
وايضا اغنية " أهلا بمن زارت ولا همها شيء " التي هي من كلماته وألحانه أيضا وغناها الفنان عبدالمجيدعبدالله وتقول كلماتها "
أهلاً بمن زارت ولا همها شيئ من شوقها طارت على صهوة الريح
ساعة سجى طرف الدجى وانتشر الضوء
وضحك الخزامي وأزهر الفل والشيح
مياسة القامة طوت خوفها طي
وأنا طوتني موجبات التباريح
لو في يدي أعطي لها الشمس والفئ
واجعل من التلميح في الحب تصريح
وأرقص وأغني اقتفي زامر الحي
واشق ثوب الصمت في الحال وأصيح
والوي زمام النفس عن مسلك الغي
واشعل بناني للوانسة مصابيح
وقالوا إنّ آخر علاج العليل كي
أنا علاجي في السلا والتفاريح
دور مؤثر
وللفنان طاهر حسين دور كبير ومؤثر في الاغنية هنا وفي المنطقة لا يعرف الكثير عنه ، والسبب يعود للفنان طاهر حسين نفسة ، فهو مقل جدا في ظهوره الإعلامي حتى وانه وفي 45 عاما من مشواره الفني لم يجر سوى لقاءين إعلاميين ، تاركا بقية الحديث لاعماله رغم تواجده القريب والمؤثر مع عمالقة الفن في الوطن العربي وله علاقات كثيرة مع فنانين عرب وخليجيين لعل أهمهم الفنان يوسف دوخي من الكويت والفنان محمدعبده الذي يعشق كل ما يقدمه طاهر حسين من فن.


منقول من صحيفة الثورة اليمنية