جانب من أعمال الفتيات في جازان في مجالي الدهان والديكور
مواهب، وفنون، ومهارات يدوية، وقدرات مختلفة جمعت بين هاجر، وصالحة، ومنال، وخديجة في مواقع متفرقة بمنطقة جازان. حيث يختلفن في المواقع، ويتجمعن في مهارات يدوية ومواهب غرست فيهن منذ الصغر . نمتها الأسر وعززتها المدارس، ومن ثم حبكتها ظروف الحياة، فحولتها من مواهب إلى مهن ومصدر مادي لاحتياجات الحياة اليومية المعاصرة.
تقول خديجة خردلي (بكالوريوس دراسات إسلامية) من إحدى قرى جازان "بدأ الأمر بموهبة بسيطة تتضمن كتابات خطية على الدفاتر، ووسائل ورقية، لطالبات المدارس بمقابل بسيط يتراوح من 15 : 30 ريالا. تطورت مع العمر حيث كنت أحب هذه الموهبة إلى أن وصلت إلى تصميم مجسمات، وأعمال يدوية متنوعة إلى جانب تنفيذ أعمال دهانات وديكور متنوعة".
وحول عمل الدهانات والديكور قالت"أشعر بمتعة كبيرة أثناء عملي في مجال الدهان الذي كنت أشعر فيه بداية بالتعب والإرهاق. على عكس ذلك في الوقت الحالي. حيث أصبحت شغوفة بالعمل في هذا المجال. بل ومتابعة لكل جديد فيه عن طريق المرور على محلات الدهانات لمعرفة المنتجات الجديدة، والسؤال عن مكوناتها وطريقة تنفيذها"، مشيرة إلى أن قيمة عمل دهان تختلف حسب عوامل معينة أهمها اختيار الموديل.
وعن الصعوبات قالت إنها كانت تتركز في المواصلات. كما إنها تواجه دائما مشكلة تصديق شهادات معتمدة يمكن المتدربة من الاستفادة من التدريب، مشيرة إلى رغبتها في تدريب الفتيات على ما لديها من خبرات في هذا المجال، لفتح مجال العمل لهن.
وتشاطرها الرأي صالحة شاجري في الصعوبات التي تواجه الفتاة في العمل في الدهانات والديكور بصفة عامة ومنها المواصلات، كذلك عادات وتقاليد المجتمع، تقول "أحيانا كثيرة نعاني من موقف الأهالي واعتراضهم على خروج الفتاة للعمل في هذا المجال. على الرغم من أن هذا العمل في وجهة نظري يناسب المرأة أكثر من الرجل . كونه يتطلب تدخلا كبيرا من ربة المنزل، وكون تنسيق المنزل وترتيبه من خصوصيتها".
وأشارت صالحة إلى ضعف التأهيل المهني في المدارس والمراكز الأخرى، وعدم الاهتمام بتنظيم دورات تأهيلية للعمل في الحرف اليدوية، وإن وجدت فهي قليلة وغير كافية.
وأكدت أن "العمل في مجال الدهانات مربح، وهناك استغلال كبير من قبل العمالة التي سيطرت على هذا المجال . حيث تصل رسوم عمل دهانات تعتيق للغرفة الواحدة إلى ثلاثة آلاف ريال " مشيرة إلى أن المنشآت التعليمية هي المواقع الأكثر استهدافا بالنسبة للعاملات في هذا المجال.
وأشارت كل من أحلام محمد ومريم مساوي إلى حصولهما على دورات قصيرة المدى في مجال الدهانات، وأنهما استفادتا منها كثيرا، إلا أنهما تفضلان العمل في المنزل والعمل على سبيل المجاملات للأقارب والأصدقاء.
من جهته أشار مدير جمعية الثقافة والفنون بمنطقة جازان الدكتور عبد الرحيم الميرابي إلى أن "جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة تستهدف جميع الفئات من فتيات المنطقة، وأنها تفتح ذراعيها لهن ليس لتنمية مواهب أو استغلال أوقات فراغ كالإجازات فقط، وإنما تحتويهن بصفة عامة، لتأهيلهن فنيا وعمليا".
أما مدير مكتب العمل بمنطقة جازان علي الحربي فقد أشار إلى أن "المرأة شريكة الرجل، وهي الطرف الثاني في بناء المجتمع، ولها حقوق وعليها واجبات، وأنه لا توجد قوانين تحرم عمل المرأة، بالإضافة إلى أن ديننا الحنيف قد ضمن للمرأة كرامتها وحريتها في مجالات الحياة المختلفة ومنها العمل". وأشار إلى أن منطقة جازان تحتضن مهنا وحرفا يدوية مرغوبة ومطلوبة لفتت انتباه ضيوف وسياح أجانب للمنطقة، وعلى مستوى المملكة منها على سبيل المثال لا الحصر حياكة الطواقي الرجالية التي اشتهرت بها سيدات المنطقة.
وأضاف الحربي أن على مثل هؤلاء الفتيات اللاتي يبدعن في مجال المهن اليدوية سواء كانت ديكوراً أو حرفاً تراثية التقدم للجهات المختصة منها أمانة المنطقة للحصول على تراخيص، كما يمكنهن التقدم إلى صندوق المئوية للحصول على الدعم المالي اللازم للمشاريع الصغيرة، كما أن مكتب العمل يوفر مجالات للعمل في القطاع الخاص مثل المستوصفات الخاصة ، ومشرفات لشركات، وأن المكتب في طريقه إلى استحداث فرص عمل لفتيات المنطقة في مجالات جديدة. سيعلن عنها في وقت لاحق.
وقال الحربي إن الإمكانات في المنطقة متوفرة.