قال الفاكهي (1) : أعطانى احمد بن ابراهيم كتابا ذكر انه من أشياخه من اهل مكة فكتبته من كتابه فقال : " هذه تسمية أسماء زمزم وهي هزمة جبريل ، وسقيا الله اسماعيل ، لا شرق ،ولا تذم ، وهى بركة ، وسيدة ، ونافعة ، ومضنونة ، وعونة ، وبشرى ، وصافية ، وبرة ، وعصمة ، وسالمة ، وميمونة ، ومباركة ، وكافية ن وعافية، ومغذية ، وطاهرة ، ومفداة ، وحرمية ، ومروية ، ومؤنسة ، وطعام طعم ، وشفاء سقم . ومن أسمائها على ما قيل : طيبة ، وتكتم ، وشباعة العيال ، وشراب الابرار ، وقرية النمل ، ونقرة الغراب ، وهمزة اسماعيل ، وحفرة العباس ، وشكر هذا الاسم يا قوت في مختصر معجم البلدان وهو غريب والله أعلم .
ومن أسماء زمزم همزة جبريل بتقديم الميم على الزاى ، ذكر هذا الاسم السهيلى (2) لأنه قال : وذكر ان جبريل همز بعقبة في موضع زمزم فنبع الماء . ثم قال : وحكى في أسماء زمزم حكى ذلك في المطرز وزمزم مضبوطة بالشكل على الزاي ضمة وعلى الميم الاولى شدة وفوق الشدة فتحة .
وقد اختلف في تسمية زمزم فقيل : ماؤها .قال ابن هاشم (3) : والزمزمة عند العرب الكثرة ، والاجتماع . وقيل : أنها سمية زمزم لأنها زمت بالتراب لئلا يأخذ الماء يمينا وشمالا . ولو تركت لساحت على الأرض حتى تملأ كل شيء . وهذا يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما فيا ذكر البرقى . وقيل سمية زمزم لزمزمة الماء وهو صوته ، وقاله الحربى، وقيل سمية زمزم لأن الفرس كانت تحج اليها في زمن الاول فزمزمت عليها . قال المسعودى : والزمزمة صوت يخرجه الفرس من خياشيمها عند شرب الماء . وقد كتب عمر رضي الله عنه الى عماله أن أنهوا الفرس عن الزمزمة . وقيل انها غير مشتقة والله أعلم .
ويذكر ياقوت الحموى (4) أن زمزم سميت بهذا الاسم لكثرة مائها فقال ماء زمزم وزمازم . ويروى أن البعض : يرى أنها سميت لزمزمة جبريل عليه السلام وكلامه عنها.
وقد قام بعض العلماء والمؤرخين بتفسير الأسماء التي أطلقت على زمزم فيقول الأستاذ محمد علوى الملكى (5) أما (شباعة) فبفتح الشين المعجمة وتشديد الباء الموحدة وفتح العين المهملة من الشبع ضد الجوع . سمية بذلك لحصول الشبع عند شربها بقصد ذلك .
وأما (مروية ) فبضم الميم وسكون الراء المهملة وكسر الواو وتخفيف المثناة التحتية من الرى ضد العطش يقال روى من الماء واللبن كرضى ريا بكسر الراء وريا بفتحها ، وروى بكسرها أيضا سميت بذلك لشدة قصمعها للظمأ . واما (نافعة) فبنون بعدها الف ثم فعين مهملة من النفع ضد الضر سمية بذلك لكثر منافعها التي لا حصر لها من جملتها أن شربها يقوى القلب ويسكن الروع . واما (عافية ) فالبعين المهملة والفاء بعدها مثناة تحتية من عافاة الله كذا معافاة وعافية وهب له العافية من العلل واللايا سمية بذلك لدفع كثير من العلل بشرب مائها فكم ابرأ الله بمائها من الأمراض ما عجزت عنه حذاق الاطباء . وأما (ميمونه) فبفتح الميم الأولى وسكون المثناة التحتية وضم الميم الثانية من اليمن وهو البركة سمية بذلك لأن بركتها مأثورة فقد شرها من السلف والخلف لكثير من المقاصد والمآرب فنالوها . وأما (برة) فهو بدون الـ وبفتح الباء الموحدة ضد العقوق اى ذات بر واحسان لشربها لما يناله ويحصل له من بركتها . وأما (مضنونة ) فهو بفتح الميم وسكون الضاد المعجمة وضم النون بعدها واو ثم نون مفتوحة بعدها هاء من ضن به يضن ضنا اذا منعه من غيره لنفاسته اذا الضنين النفيس سميت بذلك لأن الناس يضن بعضها على بعض بها لكونها نفيسة وقد منع الله تعالى منها قوما من العرب سكنوا حولها فعصوا وتهاونوا بحرمة الكعبة فطردهم الله عنها ومنعهم اياها .وأما (كافية أى التي تكفى من شربها عن الميل والطلب لغيرها لما يحصل له من الرى بها . وأما (معذوبة) فهو بضم الميم وسكون العين المهملة وكسر الذال المعجمة وفتح الموحدة من أعذب الماء أى صار عذبا اى مانعا للعطش لحلاوته يعني ذات عذوبة وحلاوة فهو بمعنى اللام سميت بذلك لأن شرب مائها سبب في شفاء كثير من الأسقام ودفع الالام. وأما (طعام طعم ) فهو علم اضافى ايضا بضم الطاء الثانية وسكون العين المهملة التي بعده وهو الذي يشبع من أكله سميت بذلك لحصول الشبع عند تناولها فهو بمعنى شباعة . وأما (هزمة جبريل) فبفتح الهاء وسكون الزاى وفتح الميم من همزة يهمزه اذا غمزه بيده فصارت فيه حفرة والهزمة موضع الهزم اي الغمز والضرب .
ومن تسير أسماء زمزم أيضا (حرمية ) بالحاء المهملة لكونها ، والله أعلم بالحرم . و(ظبية) بالظاء المعجمة المشاله وبعدها باء موحدة ساكنة ثم مثناه من تحت مفتوحة سميت بها تشبيها بالظبية اتى هى الخريطة . قال القاضى جمال الدين عبد الله بن طهيرة لجمعها ماء فيها ومن ذلك (تكتم) بتأمين مثناتين منفوق بينهما كاف ثم ميم في الآخر وهو فعل مضارع بفتح التاء الاولى وسكون الكا ف وضم التاء الثانية . وأخرج الازرقى أن معنى تسميتها (بنقرة الغراب ) وهو أن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم ونبه على ذلك وقيل له عند نقرة الغراب الاعصم كما تقدم
|
 |
رد مع اقتباس
