* قال شيخ الإسلام ابن تيمية ــ رحمه الله ــ ت 728هـ كما في مجموع الفتاوى 22/ 240 ــ241
(( ...... ومَنْ نَسبَ إلى رَسُولِ اللهِ الباطلَ خَطأً، فإنَّه يُعرَّف، فإنْ لَمْ يَنتَهِ؛ عُوقِب .
ولا يحلُّ لأحدٍ أنْ يتكلَّمَ في الدِّينِ بِلا عِلمٍ، وَلا يُعِينُ مَن تَكَلَّمَ في الدِّينِ بِلا عِلْمٍ، أَو أَدخَلَ في الدِّينِ مَا لَيسَ مِنهُ .
وَأمَّا قَولُ القَائِلِ: (كلٌ يعملُ في دِينِهِ الذِي يَشتَهِى)
فَهي كلمةٌعَظِيمةٌ، يَجِبُ أَنْ يُستَتَابَ مِنهَا، وَإِلاَّ عُوقِبَ، بَلِ الإِصرَارُ عَلَى مِثلِ هَذِهِ الكَلِمَةِ؛ يُوجِبُ القَتْلَ ،
فَلَيسَ لأَحدٍ أَنْ يَعمَلَ فِي الدِّينِ إلا مَا شَرعَهُ اللهُ وَرسُولُهُ، دُونَ مَا يَشتَهِيهِ، وَيهْوَاهُ؛
قال الله ـ تعالى : ( ومَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيرِ هُدَى مِنَ اللهِ )
وقال ـ تعالى : ( وَإنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيرِ عِلْم ..)
( وَلا تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله )
وقال: (وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَومٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل )
وقال ـ تعالى ـ : ( أَفَرَأيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيهِ وَكِيلا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا )
وقال ـ تعالى ـ : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجَاً مِمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيما )
وقد رُوِي عَنهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أنَّه قال : ( وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ، لا يُؤمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعَاً لِمَا جِئتُ بِهِ )
قَالَ ـ تَعَالَى ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيطَانُ أَنْ يُضِلَّهُم ضَلالاً بَعِيدَا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيتَ المُنافِقِينَ يَصُدُّوْنَ عَنْكَ صدوداً )
وقال ـ تعالى ـ : ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأَذَنْ بِهِ اللهُ ..)
وقال ـ تعالى ـ : ( المَصَ * كِتَابٌ أُنزِلَ إِليْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكرَى لِلمُؤمِنِين * اتَّبِعُوا مَا أُنْزَلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُون )
وقال ـ تعالى ـ : ( وَلَوِ اتَّبَعَ الحَقُّ أَهوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرَضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ..)
وَأَمثَالُ هَذا فِي القُرآنِ كَثِير .
فَتَبَيَّنَ أَنَّ عَلَى العَبدِ أَنْ يَتَّبِعَ الحَقَّ الَّذِى بَعَثَ اللهُ بِهِ رَسُولَهُ، وَلا يَجعَلْ دِينَهُ تَبَعَاً لِهَوَاهُ
والله أعلم .