بدأت المعركة بصراعاتٍ دامية بين القلب والقلب
سقط فيها حبي صريعاً أمام قسوة الزمن لم يحتمل مفاجئات الواقع
سار كل شيء عكس الاتجاه والمعركة كانت شديدة
جُرحت الآمال و ماتت فيها الأحلام ودُفنت الأماني
وبقي الحبُ مجرد سراب وقلبي يتبعه وهو يتنقل هنا وهناك
مرة أراه فوق كف حبيبتي ومرة يكون فوق قبري
فمسحتُ الدموع بدموع و كانت قيودي أحزان
اختبأتُ وراء أسواري فدكتها الآم و الآم
وسهامُ الهمومِ نافذة في أحشائي
فأرجعتني الأيام أسيرً في قبضه الحب الضائع
فسمعتُ خطوتي الراحلة تجمع أشلائي
و تودع قلبي وحنين الشوق قد ذاب في داخلي
كنتُ أموت من اجل أن أعيش الحياة
هل رأيتِ حبا مثل حبي هل وجدتي قلبا مثل قلبي
خاض المعركة من غير سلاح وخرج منها و بيده أكفانه
وغسلته دموع العين وقبره كان في حجرات قلبكِ
مازال حيا لم يمت ألا تشعرين بي أتحرك
عندما تسرقكِ الوحشة مني اصرخُ عندما اشعر بنسيانكِ
فحذاري أن يتوقف نبضكِ أخاف أن يتبدل حبكِ
فأنا في روضة أزهاركِ وجنةٌ في أحضانكِ
ودمعةٌ في عينيكِ معلقة لا تسقطيها مهما حصل مهما يكون
ولكن لحظات الضعف كانت قاسية جعلت أجفانكِ تاهتز أجرتني على كثبان خديكِ
واعتقدت أن كفيكِ كانت في انتظاري
و لكني سقطتُ ولم تستطع راحة كفيكِ أن تحملني
انتهت المعركة وتلاشى الغبار فإذ بكل جوارحي تنزف دما
وكل عبارة حب تبعثرت وكل لحظات السعادة تلاشت
وكل ابتسامة لبست ثوب الحداد و أصبح الظلام سجني
وسنواتُ الغربة موكله على تعذيبي و الفراق قطع أوصالي
وبعد هذا كله كانت معركتي فاشلة .