أجمل ما قيل في حب الأبناء
قصيدة للشاعر بهاء الدين الأميري وذلك لما سافر أولاده الثمانية من المصيف إلى حلب
أين الضجيج العذب والشغب
أين التدارس شابه اللعب؟
أين الطفولةفي توقدها ؟
أين الدمى في الأرض والكتب؟
أين التشاكس دونما غرض ؟
أين التشـــــاكي ماله سـبب ؟
أين التباكي والتضاحك في
وقت معا والحــزن والطرب ؟
أين التسابق في مجاورتي
شغفا إن أكلــوا وإن شربوا ؟
يتزاحمون على مجالستي
والقرب مني حيـــــثما انقلبوا
يتوجهون بسوق فطرتهم
نحوي إذارهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم بابا إذا فرحــــوا
ووعـــيدهم بابا إذاغـــضبوا
وهتـــافاتهم بــابا إذا ابتعدوا
ونجــــيهم بابا إذااقتربوا
بالأمس كانوا ملء منزلنا
واليوم ويح اليــــــوم قد ذهبوا
ذهبواأجل ذهبوا ومسكنهم
في القلب ما شطوا وما قربوا
إني أراهم أينما التفتت
نفسي وقد سـكنوا وقد وثبوا
وأحس في خلدي تلاعبهم
في الدار ليس ينالهم نــصب
وبريق أعينـــــهم إذا ظفروا
ودموع حرقــــتهم إذا غلبوا
في كل ركـــن منهم أثـــر
وبكـــل زاويــــة لهم صـــــخب
في النافذات زجاجهاحطموا
في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزلاجه
وعليه قدرســــموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا
في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا
في فضلة الماء التي سكبوا
إني أراهم حيثمااتجهت
عيني كأسراب القطا سربوا
دمعي الذي كتمته جلدا
لماتباكوا عندمـا ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نـــزعوا
من أضلعي قلبا بهم يجب
ألفيتني كالطفل عاطفة
فإذا به كالغيث ينسكب
قد يعجب العذال من رجل
يبكي ولو لم أبك فالعجب
هيهات ما كل البكا خور
إني وبي عزم الرجال أب