"وش رايك بالهيئة" أو بلغة أكثر تثقفاً ما هو توجهك الفكري ؟ وش تشجع؟ وش ترجعون؟ من وين ؟ وغيرها من الأسئلة التي تأتي بها "كثر الرغي" وتنتظر إجابات من شعب الهيكليات السقيمة.


ولأنهم علموا أن التعصب نقطة تنتهي عندها كل المشاكل، ويلقي الجميع همومهم إلى الوراء ويشمر كُلٌ عن ساعده، محاولاً "طحن" الآخر والانتصار للنقطة التي يعتقد بأنه يحمل هم الدفاع عنها. ولا يعلم أن هذه النقطة لم تعلم عنه، وأنها لو علمت "لقلبت" فاصلة من القهر عله يغرب عن وجهها قليلاً.


فقط لأنهم يعلمون أن فرق تسد، ويعلمون أيضاً عن قوانين إضاعة الجهد داخلياً، ليأتيك تيار ضعيف في النهاية غير قادر على إضاءة "لمبة".


بدوي حضري، قبيلي خضيري، هلالي نصراوي اتحادي، رجل وامرأة، جيزاني حجازي نجدي وقصمنجي, إسلامي ليبرالي صحوي علماني أمريكاني ... الخ.


والكل يصطدم بالآخر، ومن فوقهم أناس ينامون ملء جفونهم عن شواردها، ويحضرون الفشار مستمتعين بالخلق التي تسهر وتختصم.


هنالك من يستمتع بانقساماتنا، يشعل النار ببراميل التعصب القابلة للاشتعال والتي تملأ أدمغتنا، ولا يكتفي بذلك، بل يحضر أعوانه ممن يجيدون "الهفهفة" ليزيدوا النار اضطراما.


لم يحدث أن تناول رجل "قاتوه" كامل في عيد ميلاد، ليس لأنه يجب أن يشاركه البقية به، بل لأنه غير قابل للأكل دونما تقسيم.


هنالك من يقسمنا كـ"قاتوه" مملوء بقطران التعصب، والحق يقال أنه لن يستمتع بمذاقنا، فنحن شعب غير مستساغ الطعم، لكن مصلحته الشخصية تستلزم ذلك، والجوع أفضل طباخ كما يقولون، لذلك تجده يلتهم حزباً تلو الآخر وعلى طريقة "ياكلك حبة حبة"!.


فقط قليلاً من الالتفات هو الذي يلزمك لتعرف مدى الانقسامات التي نعيشها، والأمور التي نضيع أوقاتنا محاولين الانتصار لها !، مما جعلنا ننشغل عن حقوقنا المهضومة، وعن أننا آخر دول العالم الثالث، أو بمعنى آخر متخلفين عن دول العالم المتخلفة ولك أن تتخيل !.


لا حق لنا بالمطالبة بشيء في الحقيقة، ليس لأننا لا نستحق، لكن المشكلة لو قرروا إعادة ما سلب منا سيسألون لمن نعطيه؟، للـ بدوي حضري، قبيلي خضيري، هلالي نصراوي اتحادي، رجل وامرأة، جيزاني حجازي نجدي وقصمنجي, إسلامي ليبرالي صحوي علماني أمريكاني...لمن !!.و "يكركرون" ضحكاً علينا.


ويبقى السؤال كم حبة متوافرة بقيت من لعبة الـ "ياكلك"؟.

وبما أنها سلسلة, لعلها تتبع، في بحث عن هيكليات المجتمع السعودي.


بقلم الكاتب : ايمن الجعفري