عندما كنا صغارا في صبيحة يوم من الأيام كنا نرعى الغنم جنوب قرية (مسودية) على الحدود اليمنية بوادٍ يسمى (وادي مثعان) وكان هذا الودي يشتهر بمراعيه الخصبة وأشجاره الطويلة المتشابكة ويوجد به بعض الوحوش كالضباع والذئاب وغيرها ويعرف ذلك (المقحومة)
وفجأة ظهر من بطن الوادي رجل وعلى كتفه بندقية وكانت معه إمرأة وراحوا يسوقون أغنامنا على مرأى ومسمع منا جهة اليمن
ونحن الصغار لم نحرك ساكنا ولا تكافئ بين البندقية والعصي اللتي بأيدينا نهش بها على الغنم . فما كان منا إلا الرجوع إلى القرية جريا حتى وصلنا وأخبرناهم بما حدث لنا بذلك الوادي
فكان هناك مركز لسلاح الحدود في قريتنا إسمه مركز القيوس
فهرع جنود منهم وحركوا سيارتهم نوعها فور بافور وانطلقوا نحو الجناة الغاصبين ولحقوا بذلك الرجل والمراة اللتي معه واستردوا الاغنام وإني لأذكر بأن أهل القرية خرجوا عن بكرة أبيهم لإستقبال الجنود البواسل الذين اعادوا حلالهم .
وكذلك ألقوا القبض على المجرمين لينالوا جزاءهم
فلنفخر بحماة الوطن .