يقول ابن الجوزي -رحمه الله :
وفي قهر الهوى لذة ، ألا ترين إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلا ؛
لأنه قُهر ، بخلاف غالب الهوى ، فإنه يكون قوي القلب لأنه قَهَر.
أخوتى وأخواتى في الله…
يقول الله تبارك وتعالى فى كتابه:
"وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)"
فالهوى هو الدافع القوي لكل معصية وهو آفة النفس البشرية
وهو مدخل الشيطان إلى الإنسان فلولا تزيين المعصية للنفس
البشرية ما عصى الله أحد.
والخوف من الله سبحانه وتعالى هو السبيل إلى زجر النفس
وكبح الهوى .
أخوتى وأخواتى…
من منا لا تتنازعه أهوائه!؟ – إلا من رحمه الله –
فليفكر كل منا فى ما تحدثه به نفسه ويأمره به هواه
ولنبدأ فى زجر أنفسنا عن اتباع أهوائنا ولنستعين فى ذلك
بالخوف من عقاب الله والطمع فى الجنة.
وإن فشلنا فى بادئ الأمر فعلينا ألا نيأس وأن نعاود الكرة
مرات ومرات حتى ننتصر على أنفسنا وأن نتذكر دوماً
أن جهاد النفس أمر شاق وطويل الأمد ولكن :
"مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة"
ولنضع نصب أعيننا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
" المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"
وأعلموا أن من ينتصر على شيطانه قوي
ومن ينتصر على نفسه أقوى.