- الأطـــلال -
يـا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى - ** - كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ - ** - وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً - ** - وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى
وَبِسَــاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ - ** - هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى
- - - -
يَارِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا - ** - نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا
وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا - ** - وَأَفي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ - ** - لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا
وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ - ** - كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا
- - - -
يَاغَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي - ** - قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ
مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ - ** - وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ - ** - وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي - ** - أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ
- - - -
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني - ** - بِفَمٍ عَذْبِ المُنَـادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَــدٍ تَمْتَـدُّ نَحْتـوي كَيَـدٍ - ** - مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُـدَّتْ لِغَرِيْقْ
آهِ يَا قِيْــلَةَ أَقْدَامــي إِذَا - ** - شَكَتِ الأَقْدَامُ أَشْوَاكَ الطَّرِيْـقْ
يَظْــمَاُ السَّــاري لَـــهُ - ** - أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْـقْ
- - - -
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني - ** - بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُوحْ
أَنْــتِ رُوحٌ فـي سَمَـائــي - ** - وَأنَالَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ
يَا لَــهَا مِــنْ قِــمَمٍ كُنَّا بِهَا - **- نَتَــلاَقَـى وَبِسِــرَّيْنَا نَبُـــــــوحْ
نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا - ** - وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً في السُفُوحْ
- - - -
أَنْتِ حُسْنٌ في ضُحَاهُ لُمْ يَـزَلْ - ** - وَاَنَا عِنْدِيَ أَحْزَانُ الطَّفَــــلْ
وَبَقَايَا الظِّلِّ مِنْ رَكْبٍ رَحَـلْ - ** - وَخُيُوطُ النُّــورِ مِنْ نَجْمٍ أَفَـــلْ
أَلْمَــحُ الدُّنْيَـا بِعَـيْنيْ سَئِــمٍ - ** - وَأَرَى حَــوُلِيَ أَشْبَــاحَ المَــلَلْ
رَاقِصاتٍ فَوْقَ أَشْلاْءِ الهَوَى - ** - مُعْــولاَتٍ فَــوْقَ أَجْدَاثِ الأَمَلْ
- - - -
ذَهَبَ العُمْـــــرُ هَبَــــــاءً فَاذْهَبــتي - ** - لَمْ يَكُـــنْ وَعْــــدُكِ إلاَ شَبَــحَا
صَفْحَةً قَـــــدْ ذَهَـبَ الدَّهْــرُ بِهَــا - ** - أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَــا وَمَحَـــا
اُنْظُري ضِحْكِي وَرَقْصي فَرِحــــاً - ** - وَأَنَــا أَحْمِـــلُ قَلْــباً ذُبِحَــــا
وَيَرَانـــي النَّــاسُ رُوحَـاً طَائِـــراً - ** - وَالجَـوَى يَطْحَنُنِي طَحْنَ الرَّحَى
- - - -
كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى - ** - المَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي
وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ - ** - حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ مَعْبَدِي
يَا حَيَاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِد ِ - ** - يَا يَبَـــاباً مَا بِهِ مِنْ أَحَدِ
يَا قَفَاراً لافِحَاتٍ مَا بِهَا - ** - مِنْ نَجِيٍّ .. يَا سُكُونَ الأَبَدِ
- - - -
أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ - ** - فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً - ** - ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى - ** - سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
مُشْرِقُ الطَّلْعَةِ في مَنْطِقِهِ - ** - لُغَةُ النُّورِ وَتَعْبِيْرُ السَّمَاءْ
- - - -
أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ - ** - فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ - ** - وَخَيَالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُلٌ بَيْنَنَا - ** - وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَا
وَسَقَانَا فَانْتَفَضْنَا لَحْظَةً - ** - لِغُبَتارٍ آدَمِيٍّ مَسَّنَا
الشاعر القدير : ابراهـيم ناجي
أصدق وأرق تحيّـاتي
حـــــذيفـــة