لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: غربة العرب الثلاثة:

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ga3bor
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    06 2007
    المشاركات
    2,376

    غربة العرب الثلاثة:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أغربة العرب الثلاثة :
    1-عنترة ابن شداد
    2-خفاف ابن ندبة
    3-السليك ابن سلكة
    وكلهم نسب إلى أمه وأطلق عليهم اسم أغربة العرب لسواد بشرتهم وقد تميز الثلاثة بثورتهم على واقعهم الاجتماعي وعلى التمييز والظلم والحيف الذي لحق بهم بسبب سواد بشرتهم , وكانوا فرسانا أشداء كراما ذوي نخوة وقد قال رسول الله (ص) : ما وصف لي أعرابي قط وتمنيت أن أراه إلا عنترة .
    وسوف نتطرق لذكر شيء عن أغربة العرب الثلاثة في ثلاث حلقات حيث نتحدث في كل حلقة عن واحدا من الثلاثة.
    1-عنترة بن شداد:
    هو عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن مخزوم بن ربيعة، وقيل بن عمرو بن شداد، وقيل بن قراد العبسي، على اختلاف بين الرواة. أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الولى. من أهل نجد. لقب، كما يقول التبريزي، بعنترة الفلْحاء، لتشقّق شفتيه. كانت أمه أَمَةً حبشية تدعى زبيبة سرى إليه السواد منها. وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة. كان مغرماً بابنة عمه عبلة فقل أن تخلو له قصيدة من ذكرها. قيل أنه اجتمع في شبابه بامرئ القيس، وقيل أنه عاش طويلاً إلى أن قتله الأسد الرهيفي أو جبار بن عمرو الطائي.
    قيل إن أباه شدّاد نفاه مرّة ثم اعترف به فألحق بنسبه. قال أبو الفرج: كانت العرب تفعل ذلك، تستبعد بني الإماء، فإن أنجب اعترفت به وإلا بقي عبداً. أما كيف ادّعاه أبوه وألحقه بنسبه، فقد ذكره ابن الكلبي فقال: وكان سبب ادّعاء أبي عنترة إياه أنّ بعض أحياء العرب أغاروا على بني عبس فأصابوا منهم واستاقوا إبلاً، فتبعهم العبسيّون فلحقوهم فقاتلوهم عمّا معهم وعنترة يومئذ بينهم. فقال له أبوه: كرّ يا عنترة. فقال عنترة: العبد لا يحسن الكرّ، إنما يحسن الحلابَ والصرّ. فقال: كرّ وأنت حرّ فكرّ عنترة وهو يقول:
    أنا الهجينُ عنتَرَه- كلُّ امرئ يحمي حِرَهْ
    أسودَه وأحمرَهْ- والشّعَراتِ المشعَرَهْ
    الواردات مشفَرَه
    ففي ذلك اليوم أبلى عنترة بلاءً حسناً فادّعاه أبوه بعد ذلك والحق به نسبه. وروى غير ابن الكلبي سبباً آخر يقول: إن العبسيين أغاروا على طيء فأصابوا نَعَماً، فلما أرادوا القسمة قالوا لعنترة: لا نقسم لك نصيباً مثل أنصبائنا لأنك عبد. فلما طال الخطب بينهم كرّت عليهم طيء فاعتزلهم عنترة وقال: دونكم القوم، فإنكم عددهم. واستنقذت طيء الإبل فقال له أبوه: كرّ يا عنترة. فقال: أو يحسن العبدُ الكرّ فقال له أبوه: العبد غيرك، فاعترف به، فكرّ واستنقذ النعم.
    وهكذا استحق عنترة حرّيته بفروسيته وشجاعته وقوة ساعده، حتى غدا باعتراف المؤرخين حامي لواء بني عبس، على نحو ما ذكر أبو عمرو الشيباني حين قال: غَزَت بنو عبس بني تميم وعليهم قيس بن زيهر، فانهزمت بنو عبس وطلبتهم بنو تميم فوقف لهم عنترة ولحقتهم كبكبة من الخيل فحامى عنترة عن الناس فلم يُصَب مدبرٌ. وكان قيس بن زهير سيّدهم، فساءه ما صنع عنترة يومئذ، فقال حين رجع: والله ما حمى الناس إلا ابن السّوداء. فعرّض به عنترة، مفتخراً بشجاعته ومروءته:
    إنيّ امرؤٌ من خيرِ عَبْسِ منصِباً- شطْرِي وأَحمي سائري بالمُنْصُلِ
    وإذا الكتيبة أحجمت وتلاحظتْ- ألفيت خيراً من مُعٍِّم مُخْوَلِ
    والخيلُ تعلمُ والفوارسُ أنّني- فرّقتُ جمعَهُم بضربةِ فيصلِ
    إن يُلْحَقوا أكرُرْ وإن يُسْتَلْحموا- أشدُد وإن يُلْفوا بضنْكٍ أنزلِ
    حين النزولُ يكون غايةَ مثلنا- ويفرّ كل مضلّل مُسْتوْهِلِ
    وعنترة- كما جاء في الأغاني- أحد أغربة العرب، وهم ثلاثة: عنترة وأمه زبيبة، وخُفاف بن عُميْر الشّريدي وأمّه نُدْبة، والسّليك بن عمير السّعْدي وأمه السليكة.
    ومن أخبار عنترة التي تناولت شجاعته ما جاء على لسان النضر بن عمرو عن الهيثم بن عدي، وهو قوله: قيل لعنترة: أنت أشجعُ العرب وأشدّه قال: لا. قيل: فبماذا شاع لك في هذا الناس قال: كنت أقدمُ إذا رأيت الإقدام عزْماً، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزماً ولا أدخل إلا موضعاً أرى لي منه مخرجاً، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطيرُ لها قلب الشجاع فأثنّي عليه فأقتله.
    وعن عمر بن الخطاب أنه قال للحطيئة: كيف كنتم في حربكم قال: كنا ألف فارس حازم. وقال: وكيف يكون ذلك قال: كان قيس بن زهير فينا وكان حازماً فكنّا لا نعصيه. وكان فارسنا عنترة فكنا نحمل إذا حمل ونحجم إذا أحجم. وكان فينا الربيع بن زياد وكان ذا رأي فكنا نستشيره ولا نخالفه. وكان فينا عروة بن الورد، فكنا نأتمّ بشعره. فكنا كما وصفت لك. قال عمر: صدقت.
    وتعدّدت الروايات في وصف نهايته، فمنها: أنّ عنترة ظل ذاك الفارس المقدام، حتى بعد كبر سنه وروي أنّه أغار على بني نبهان من طيء، وساق لهم طريدة وهو شيخ كبير فرماه- كما قيل عن ابن الأعرابي- زر بن جابر النبهاني قائلاً: خذها وأنا ابن سلمى فقطع مطاه، فتحامل بالرمية حتى أتى أهله ، فقال وهو ينزف: وإن ابنَ سلمى عنده فاعلموا دمي- وهيهات لا يُرجى ابن سلمى ولا دمي
    رماني ولم يدهش بأزرق لهذَمٍ- عشيّة حلّوا بين نعْقٍ ومخرَم
    وخالف ابن الكلبي فقال: وكان الذي قتله يلقب بالأسد الرهيص. وفي رأي أبي عمرو الشيباني أنّ عنترة غزا طيئاً مع قومه، فانهزمت عبس، فخرّ عن فرسه ولم يقدر من الكبر أن يعود فيركب، فدخل دغلا وأبصره ربيئة طيء، فنزل إليه، وهاب أن يأخذه أسيراً فرماه فقتله. أما عبيدة فقد ذهب إلى أن عنترة كان قد أسنّ واحتاج وعجز بكبر سنّه عن الغارات، وكان له عند رجل من غطفان بكر فخرج يتقاضاه إيّاه فهاجت عليه ريح من صيف- وهو بين ماء لبني عبس بعالية نجد يقال له شرج وموضع آخر لهم يقال لها ناظرة- فأصابته فقتلته.
    وأيّاً كانت الرواية الصحيحة بين هذه الروايات، فهي جميعاً تجمع على أن عنترة مات وقد تقدّم في السنّ وكبر وأصابه من الكبر ضعف وعجز فسهل على عدوّه مقتله أو نالت منه ريح هوجاء، أوقعته فاردته. وعنترة الفارس كان يدرك مثل هذه النهاية، أليس هو القائل ليس الكريم على القنا بمحرّم". لكن يجدر القول بأنه حافظ على حسن الأحدوثة فظلّ فارساً مهيباً متخلّقاً بروح الفروسية، وموضع تقدير الفرسان أمثاله حتى قال عمرو بن معدي كرب: ما أبالي من لقيتُ من فرسان العرب ما لم يلقَني حرّاها وهجيناها. وهو يعني بالحرّين: عامر بن الطفيل، وعتيبة بن الحارث، وبالعبدين عنترة والسليك بن السلكة.
    مات عنترة كما ترجّح الآراء وهو في الثمانين من عمره، في حدود السنة 615م. وذهب فريق إلى أنه عمّر حتى التسعين وأن وفاته كانت في حدود السنة 625م. أما ميلاده، بالاستناد إلى أخباره، واشتراكه في حرب داحس والغبراء فقد حدّد في سنة 525م. يعزّز هذه الأرقام تواتر الأخبار المتعلّقة بمعاصرته لكل من عمرو بن معدي كرب والحطيئة وكلاهما أدرك الإسلام.
    وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن عنترة في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: من بين كل شعراء ما قبل الإسلام، كان عنترة، أو عنتر كما هو أكثر شيوعاً، أكثرهم شهرة، ليس لشعره بل لكونه محارباً وبطل قصة رومانسية من العصور الوسطى تحمل اسمه. وكان بالفعل فارساً جوالاً تقليدياً من عصر الفروسية، ومثل شارلمان والملك آرثر، صاحب شخصية أسطورية يصعب فصلها عن شخصيته في التاريخ.
    وكان عنترة من قبيلة عبس، ابن شيخها شداد وأمه جارية حبشية أورثته بشرتها والطعن في شرعيته، عادة ما زالت سارية في الجزيرة عند البدو، كما أن قوانين الإسلام عجزت عن التخلص منها. لذا أحتقر وأرسل في صباه ليرعى إبل والده مع بقية العبيد. مع ذلك أحب ابنة عمه النبيلة عبلة، ووفقاً للعادة العربية تكون الأفضلية في زواجها لابن عمها، فطلب يدها، لكنه رفض ولم يتغلب على تعصبهم إلا لحاجة القبيلة الملحة لمساعدته في حربها الطويلة مع قبيلة ذبيان. عندما هددت مضارب القبيلة بالسلب، طلب شداد من عنترة الدفاع عنها، لكن عنترة الذي يمكنه وحده حماية القبيلة من الدمار والنساء من السبي لشجاعته، قال إن مكافأته الاعتراف به كابن وهكذا تم الاعتراف به وأخذ حقوقه كاملة رغم رفضها مراراً في السابق.
    باستثناء حبه لعبلة وأشعاره لها، كانت حياته سلسلة متواصلة من الغزوات والمعارك والأخذ بالثأر ، ولم يكن هناك سلام مع العدو طالما هو على قيد الحياة. مات أخيراً قتيلاً في معركة مع قبيلة طيء قرابة العام 615. بعد تدخل الحارث تم إحلال السلام.
    كتبت قصة حب عنترة في القرن الثاني الهجري، وهي تحمل ملامح شخصية قبل الإسلام المنحولة مع الجن والكائنات فوق الطبيعية التي تتدخل دوماً في شؤون البطل، إلا أنها مثيرة للاهتمام كسجل للعصر المبكر الذي كتبت فيه، وإن لم يكن قبل الإسلام، وما تزال أهم القصص الشرقية الأصيلة التي قامت عليها قصص المسيحيين الرومانسية في العصور الوسطى. منع طولها من ترجمتها كاملة إلى الإنجليزية، لكن السيد تريك هاملتون نشر مختارات كافية لأحداثها الرئيسة تعود إلى العام 1819، وذكر في استهلاله لها الآن ولأول مرة تقدم جزئياً إلى الجمهور الأوروبي ." اشتهرت في الشرق بفضل رواية المواضيع المحببة فيها في أسواق القاهرة ودمشق، لكنها غير مفضلة لدى الدارسين الذين لم يتسامحوا مع البذاءة التي تسربت للنص. مع ذلك، تحتوي على شعر جيد إذا أحسن ترجمته إلى الإنجليزية. قدمها هاملتون كاملة بشكل نثري، نثر على الطريقة اللاتينية التقليدية، الشائع في إنجلترا آنذاك.
    وقال كلوستون عن عنترة، في كتاب من تحريره وتقديمه عن الشعر العربي: ولد عنترة بن شداد، الشاعر والمحارب المعروف، من قبيلة بني عبس في بداية القرن السادس. كانت أمه جارية أثيوبية أسرت في غزوة، فلم يعترف به والده لسنوات طوال حتى أثبت بشجاعته أنه يستحق هذا الشرف. يوصف عنترة بأنه أسود البشرة وشفته السفلى مشقوقة.
    وعد والد عنترة ابنه بعد أن هوجمت مضارب القبيلة فجأة وسلبت أن يحرره إذا أنقذ النساء الأسيرات، مهمة قام بها البطل وحده بعد قتله عدداً كبيراً من الأعداء. أعترف بعنترة إثر ذلك في القبيلة وإن لم تتردد النفوس الحسودة عن السخرية من أصل أمه.
    حفظت أعمال عنترة البطولية وشعره شفوياً، وأثمرت قصة فروسية رومانسية تدور حول حياته ومغامراته، تتسم بالغلو في الأسلوب (الذي تاريخياً ليس له أساس من الصحة). يقول فون هامر قد يعتبر العمل كله رواية أمينة للمبادىء القبلية العربية، خاصة قبيلة بني عبس، التي ينتمي إليها عنترة في عهد نيشوفان، ملك بلاد فارس.
    يعيد موت عنترة - كما يرويه المؤلفون - صدى التقاليد التي يصعب أن تدهش، لكنها ربما ليست أقل انسجاماً مع قوانين الإنصاف الشعري كما وردت في القصة الرومانسية. يقال أثناء عودته مع قطيع من الإبل غنمه من قبيلة طيء، أن طعنه أحد أفرادها بحربة بعد أن تبعه خفية حتى واتته الفرصة للأخذ بثأره. كان جرحه قاتلاً ورغم أنه كان طاعن السن إلا أنه ملك قوة كافية ليعود إلى قبيلته حيث مات ساعة وصوله.
    أعجب الرسول بالقصص التي تروى عن شجاعته وشعره وقال لمأسمعوصف عربي أحببت أن أقابله أكثر من عنترة
    ومما قاله عنترة ابن شداد:
    لا تسقنـي مـاء الحيـاة بذلـة بل فاسقني بالعز كـأس الحنظـل
    حكم سيوفك فـي رقـاب العذل***وإذا نـزلــت بــدار ذل فـارحـل
    وإذا بلـيــت بظالـم كـن ظالمـا***وإذا لقيت ذوي الجهالـة فاجهـل
    وإذا الجبان نهـاك يـوم كريهـة***خوفا عليك من ازدحـام الجفـل
    فاعص مقالتـه ولا تحفـل بهـا***واقـدم إذا حـق اللقافـي الأول
    واخـتر لنـفسك منزلا تعلـو بـه***أو مت كريما تحت ظـل القسطـل
    فالموت لا ينجيـك مـن آفاتـه***حصـن ولـو شيدتـه بالجنـدل
    مـوت الـفـتـى في عـزة خيـر له***من أن يبيت أسير طرف أحكـل
    إن كنت في عدد العبيد فهمتي***فوق الثريـا والسمـاك الأعـزل
    أو أنكرت فرسان عبـس نسبتـي***فسنان رمحي والحسام يقـر لـي
    وبـذابـلي ومهنـدي نلـت العـلا***لا بالقرابـة والعديـد الأجـزل
    ورميت مهري في العجاج فخاضه***والنار تقدح في شفـار الأنصـل
    ولـقـد نكـبـت بنـي حـريقـة نكبـة***لما طعنت صميم قلـب الأخيـل
    وقتلت فارسهـم ربيعـة عنـوة***والهيذبـان وجابـر ابـن مهلـل
    وابني ربيعة والحريـش ومالكـا***والزبرقان غدا طريـح الجنـدل
    وأنا ابن سـوداء الجبيـن كأنهـا***ضبع ترعرع في رسوم المنـزل
    الساق منها مثـل سـاق نعامـة***والشعر منها مثـل حـب الفلفـل
    والثغر من تحـت اللثـام كأنـه***برق تلألأ في الظـلام المسـدل
    يا نازلين على الحمـى وديـاره***هلا رأيتـم فـي الديـار تقلقلـي
    قد طال عزكم وذلي فـي الهـوى***ومن العجائـب عزكـم وتذللـي
    لا تسقنـي مـاء الحيـاة بذلـةبل*** فاسقني بالعز كـأس الحنظـل
    مـاء الحيـاة بـذلـة كجهـنـم***وجهنـم بالعـز أطيـب منـزل
    2-خُفاف بن نَدبة السُّلميِّ:
    غاية هذا البحث، هو استدراك ما فات من شعر خُفاف بن نَدبة السُّلميِّ، وتسليط مزيد من الضوء على الشاعر وشعره، وإغناء بعض الجوانب في حياة خفاف مثل الملاحاة والمهاجاة التي نجمت عن صراعه مع العباس بن مرداس من اجل الزعامة على بني سُليم.
    تمهيد:
    للشعر عند العرب –خاصة- أهمية بالغة، ومكانة سامقة؛ فهو ديوان العرب، وسجل مفاخرها، ومخلد آثارها؛ لهذا كانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها، وصُفَّت الأطعمة، واجتمع النساء يلعبن بالمزاهر، كما يصنع في الأعراس، ويتباشر الرجال والولدان؛ لأنه حماية لأعراضهم، وذبٌّ عن أحسابهم، وتخليد لمآثرهم، وإشادة بذكرهم(1).
    ومن هنا كان اهتمام الباحثين في التراث العربي بتحقيق دواوين الشعراء، أو لَمِّ شتات ما تبعثر من شعرهم –بعد أن عدت عليه الأيام؛ فضاع فيما ضاع من تراثنا الأدبي والعلمي –عملاً جاداً، ومحاولة هادفة لإحياء هذا التراث الذي ننتمي إليه، ونعتز به جميعاً أيما اعتزاز. إن هذه المحاولات المخلصة تعد أساساً هاماً، وركيزة أساسية لفهم حياة أجدادنا والتعرف على القيم التي كانت تسود حياتهم بشكل أعمق؛ حيث سجل الشعراء في شعرهم أدق تفاصيل حياة مجتمعهم، ورصدوا كل ما كان يحكم هذا المجتمع من قيم ومثل.
    ومع اجتهاد الباحثين في جمع شعر هؤلاء الذين لم يحالفهم الحظ في جمع أشعارهم في ديوان خاص بهم كغيرهم من الشعراء، أو أولئك الذين جمع شعرهم ثم عدت عليه يد الزمان، فإنه قد لا يصل إلى أيديهم كل ما تركه هؤلاء الشعراء من ميراث شعري لسبب ما، ثم يشاء الله أن تتوافر لباحث آخر الأسباب التي يتوصل من خلالها إلى استكمال هذا الشعر أو بعضه. وهكذا تتواصل الحلقات باحثاً بعد باحث يفيد اللاحق من السابق دون أن يجحد سبقه أو ينكر فضله.
    جهود سابقة:
    قد قام بجمع شعر خفاف بن ندبة السلمي، وتقديمه لقراء العربية، الباحث المدقق والعالم المحقق الدكتور نوري حمودي القيسي –رحمه الله- الذي أغنى المكتبة العربية بجمع وتحقيق العديد من شعر الشعراء، إضافة إلى دراساته العميقة في تراثنا الأدبي القديم(2). ولما كان الكمال لله وحده؛ فقد فات الدكتور القيسي بعض من شعر خفاف، وشاء الله تعالى أن أكون المتمم لهذا العمل الكبير، وذلك بعد صحبة طويلة لخِفاف؛ حيث إنه كان موضوع دراستي للماجستير، منذ خمس وعشرين سنة، وكان موضوع الرسالة خُفاف بنُ نَدْبَةَ السُّلَمِيُّ: حياته وشعره، ثم وجدت نفسي بعد انتهاء مرحلة الماجستير مندفعاً إلى جمع شعر خفاف من جديد، وبعد جهد جهيد عثرت لخفاف على جملة من شعره تبلغ واحداً وثلاثين بيتاً، جاءت في أربع مقطوعات وبيتين منفردَيْن. وأكثرها في مهاجاة العباس بن مرداس(3)، منافسه على زعامة بني سليم.
    نبذة عن الشاعر:
    هو خُفَاف بن عمير بن الحارث بن الشريد السلمي من مضر، أبو خراشة (... -
    نحو 20 ه). من أغربة العرب، كان أسود اللون (أخذ السواد والنسب من أمه ندبة). لُقِّب بالسلمي نسبة إلى سليم بن منصور، وهو ابن عم الخنساء شاعرة بني سليم المشهورة(4).
    وهو أحد فرسان قيس وشعرائها المعدودين، فقد ذكر الأصمعي أن خفاف بن ندبة، وعنترة، والزبرقان بن بدر، ودريد بن الصمة أشعر الفرسان(5). وقال عنه الثعالبي: كان شاعراً شجاعاً، وقَلَّ ما اجتمع الشعر والشجاعة في واحد(6).
    وخفاف مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. أسلم وحسن إسلامه، وله مع النبي صلى الله عليه وسلم صحبة، وروى عنه حديثاً واحداً(7). شهد فتح مكة وكان معه لواء بني سليم، وشهد حُنيناً والطائف، وثبت على إسلامه في الردة، وبقي إلى زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه(8).
    ومن المعالم البارزة في حياة خفاف الجاهلية مهاجاته العباس بن مرداس، منافسه على زعامة القبيلة؛
    لأنه أظهر فيها شخصيته، وصور صفاته، وأبرز الجوانب الحقيقية التي كانت تدور في نفسه
    (9). وتعد هذه المهاجاة من أولى النقائض في الشعر العربي، التي تؤصل لهذا الفن، وتضيف إليه رصيداً فنياً.
    وفيما يأتي ما استطعت جمعه واستدراكه على شعر خفاف بن ندبة السلمي، مما لم يرد في مجموع شعره، الذي قام به الدكتور القيسي –رحمه الله- أضعها بين يدي محبي أدبنا العربي وقرائه، راجياً أن يحقق جهدي إضافة جديدة تسلط مزيداً من الضوء على الشاعر وشعره، وآملاً أن يكون قد اكتمل بها مجموع شعره، أو صار قريباً من التمام.
    وأزعم أن هذه الاستدراكات ستُغني جانباً هاماً في حياة خفاف؛ وتضيء معلماً من معالمها، وهو تلك الملاحاة والمهاجاة التي نجمت عن الصراع الذي دار بينه وبين العباس بن مرداس، على زعامة بني سليم، كما أشرت آنفاً.
    كان بين خفاف والعباس بن مِرداس تنافس على زعامة القبيلة، أدت إلى مشاحنات ومهاجاة بينهما، وكثيراً ما سعى أهل الفساد فأججوا الصراع بين شاعري سليم.
    وفي هذه الأبيات يرد خفاف على العباس الذي اتهمه بالفساد والجبن
    لَعَمْرُ أَبيك يا عباسُ إني *** لَمُنْقَطِعُ الرِّشاءِ من الأعادي
    وإني قد تُعاتِبُني سُلَيْمٌ *** على جَرِّ الذُّيول إلى الفسادِ
    أَكُلَّ الدَّهرِ لا تَنْفَكُّ تَجري *** إلى الأمرِ المُفَارِقِ للسَّدادِ
    إذا ما عايَنَتْكَ بنو سُلَيْمٍ *** تَبيتُ لهم بداهيةٍ نآدِ
    فَزَنْدُكَ في سُلَيْمٍ شرُّ زَنْدٍ *** وزادُكَ في المعاشِرِ شرُّ زاد
    أَلا لـلـهِ دَرُّكَ منْ رئـيسٍ *** إذا عادَيْتَ فانْظُرْ مَنْ تُعادي
    جَريتُ مُبَرِّزاً وجريتَ تكبو *** على تعبٍ فهل لك من مَعاد؟
    ولم تَقْتُلْ أسِيرَكَ مِنْ زُبَيْدٍ *** بخالي بل غَدَرْتَ بمُستَقادِ
    كان خفاف قد كف عن العباس، حتى أتاه غلام من قومه، فقال: أبى العباس إلا جرأة عليك، وعيباً لك؛ فغضب خفاف ثم قال في ذلك:
    لن يَتْرُكَ الدهرَ عباسٌ تَقَحُّمَهُ *** حتى يذوقَ وبالَ البَغْيِ عباسُ
    أمسكتُ عن رَمْيِهِ حَوْلاً ومَقْتَلُهُ *** بادٍ لِتَعْذُرَني في حَرْبِهِ النَّاسُ
    عَمْداً أجُرُّ لَهُ ثَوْبِي لأَخْدَعَهُ *** عن رَأْيِهِ ورَجائي عنده ياسُ
    فالآن إذْ صرَّحَتْ منه حَقِيقتُهُ *** ظُلْماً فليس بِشَتْمِي شاتمي باسُ
    أَجُدُّ يوماً بقولي كُلَّ مُبتِدئٍ *** كما يَجُدُّ بِكَفِّ الجازِرِ الفاسُ
    تَأْبَى سُلَيْمٌ إذا عَدَّتْ مَساعِيَها *** أنْ يُحْرِزَ السَّبْقَ عباسٌ ومِرداسُ
    أَوْدَى أبو عامرٍ عباسُ مُعتَرِفاً *** أنّا إذا ما سُلَيْمٌ حصَّلَتْ راسُ
    وقال خفاف مجيباً العباس:
    عَجَـبـتْ أُمامةُ إذْ رأتني شاحباً *** خَلَقَ القميصِ وأنَّ رَأسِيَ أصلعُ
    وتنفستْ صُعُداً فقلت لها اقصري *** إني امرؤٌ فيما أضرُّ وأنفعُ
    مهـلاً أبـا أنــــسٍ فــإنـي لــلــذي *** خَلَّى عليك دُهَيَّةٌ لا تُرْفَع
    وضربتُ أمَّ شؤون رأسك ضربةً *** فاستكَّ منها في اللقاء المَسْمَعُ
    نَـعـْـلــَيَّ حَــذْوُ نـعـالــهــا ولـربَّما *** أحذو العِدا ولكلِّ عادٍ مَصْرَعُ
    لا تَـفـْخَـرَنَّ فإن عودِيَ نَبْعَةٌ *** أعْيَتْ أبا كَرِبٍ وعودُكَ خَرْوَعُ
    ولقد أقودُ إلى العدوِّ مُقَلِّصاً *** سَلِسَ القياد له تَليلٌ أَتْلَعُ
    نَهْدَ المـراكِلِ والـدَّسيعُ يَزينُهُ *** شَنِجُ النَّسا وأَباجِلٌ لا تُقْطَعُ
    وعَـلتَيَّ سابِغةٌ كأنَ قَتِيرَها *** حَدَقُ الجنادبِ ليس فيها مَطْمَعُ
    زَغَفٌ مُضاعفةٌ تَخَيَّرَ سَرْدَها *** ذو فائشٍ وبنو المُرارِ وتُبَّعُ
    في فتية بيضِ الوجوه كأنهم *** أُسْدٌ على لَحْمٍ ببيشةَ طُلَّعُ
    لا ينكَلون إذا لقوا أعداءهم *** إن الحِمامَ هو الطريق المَهْيَعُ
    وقال خفاف في تعيير الربيع بن أبي الحُقَيْقِ بعرجه، وكان أعرج:
    فسوف ترى إن رَدَّتِ الأوْسُ حِلْفَها *** وزالتْ وأَحسابُ الرجالِ تَزَيَّلُ
    ولاقَيْتَها شَهْباءَ تَخْطرُ بالقَنا *** وسَعْيَةُ يُدْعَى وسطها والسَّمَوَّلُ
    وأبصرتَها وسطَ البيوتِ كأنها *** إذا بَرقَتْ في عارض الصبحِ أعْبَلُ
    وغُودِرَ وسط القوم لما اصطففتمُ *** ثلاثةُ رَهْطٍ أَعرجانِ وأحْوَلُ
    وقال خفاف::
    وأَشْهَدُ الغارةَ مسروحةً *** تغدو لماء النعم الوارِد:
    نزلت جماعة على بني سليم بمعدن فران –وهو ماء لبني سليم منسوب إلى فران بن بَلِيِّ بن عمرو- فدخلوا فيهم وصاروا منهم، فكان يقال لهم: بنو القين. وخاصم رجل منهم يقال له: عُقَيْل بن فُصَيْل بني سليم في معدن فاران، في خلافة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-؛ فقال خفاف في ذلك:
    متى كان لِلْقَيْنَيْنِ: قَيْنِ طَمِيَّةٍ *** وقَيْنِ بَلِيٍّ مَعْدِِنٌ بفران
    3- سليك بن السلكة:
    أما السليك فمنسوب إلى أمه سلكة وهي سوداء كان من صعاليك ورجالات العرب وذا بأس ونجدة , وكان أدل من القطاة في مسالك الطرق في البراري وأسرع الناس في العدو حتى انه كان يلبس الدرع الثقيلة وهو كبير السن فيسبق بها العدائين الشباب وهم خفاف من الأحمال .
    و كان السليك يقول : اللهم انك تهيئ ما شئت لمن شئت إذا شئت اللهم إني لو كنت ضعيفا لكنت عبدا ولو كنت امرأة لكنت أمة اللهم إني أعوذ بك من الخيبة فأما الهيبة فلا هيبة وهو القائل:
    وليلة جابان كـررت عليهـم000 على ساحة فيها الاياب حبيب
    عشـية كدت بالحرامي ناقـة000 بحـيهلا يــدعـــو بها فـتجـيـب
    فضاربت أولى الخيل حتى كأنما 000اميل عليها ايدع وصبيب
    سليك بن السلكة
    اولا / لابد ان نعرف ان ((السلكة)) الأنثى من أولاد الحجل والذكر سلك وبهما سمي سليك بن السلكة
    ثانيا/ العدائين نظراً لفقر الصعاليك وعدم وجود مال لديهم يكفل لهم شراء فرس يركبونها في غاراتهم
    اعتمد أكثرهم على أرجلهم في طلب رزقهم وفي الحصول على معاشهم وعلى خفة حركاتهم
    وسرعتهم في الهروب من تعقب المتعقبين لهم
    في حالتي الفشل أو النجاح. وكان من بينهم من ضرب به المثل في
    زمانه في شدة العدو، وفي سرعة الركض ورويت عنه الأقاصيص في ذلك وقد عرفوا
    لذلك ب((العدائين)) جمع عداء
    وقد صار العدو من أهم صفاتهم ومميزاتهم التي امتازوا بها عن غيرهم، حتى
    قيل إن الخيل لم تكن تلحق بهم. ونعتوا بأنهم كانوا أشد الناس عدواً، وانهم
    لايجارون عدواًولايلحقون
    وسليك شاعر من الفتاك اللصوص و من صعاليك العرب العدائين الذين كانوا لا يلحقون ولا تعلق بهم الخيل إذا عدوا.
    وهم: السليك بن السلكة والشنفري وتأبط شراً وعمرو بن براق
    ونفيل بن براقة والاعلم الهذلي اخو صخر الغي الهذلي . والمنتشر بن وهب الباهلي، وأوفى بن مطر المازني0
    ولقد نسيت في اي كتاب قرات
    ان عمـرو بن معد يكرب الزبيـدي رضي الله عنه وهو فارس اليمن
    ومن فرسان الجاهليةالمعدودين وبطل من أبطال الإسلام المعروفين قال
    ((اني أتي بالضعينة من الشام إلى اليمن لااخشى عليها مالم يقابلني حراها او عبدها
    وقصد بالعبدين (( عنترة بن شداد وسليك بن السلكة ))
    وسواء صدقت هذه المقولة ام لا فهي تدل على مالسليك من شجاعة وبطش
    أخبار السليك بن السلكة ونسبه
    نسبه:
    هو السليك بن عمرو وقيل: بن عمير بن يثربي.
    أحد بني ((مقاعس)) وهو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
    والسلكة: أمة وهي أمة سوداء. وكان يغير على القبائل، و لاسيما القبائل اليمانية وقبائل ربيعة. وكان من العارفين باقتفاء الأثر. ومن العالمين بالمسالك وبالطرق وبالأرض
    ويقول الأخفش عن السكري عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي
    قال: وفرئ لي خبره وشعره على محمد بن الحسن الأحوال عن الأثرم عن أبي عبيدةقال
    أخبرني ببعضه اليزيدي عن عمه عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي عن المفضل
    وقد جمعت رواياتهم فإذا اختلفت نسبت كل مروي إلى روايه.
    يستودع بيض النعام ماء في الشتاء ليشربه في الصيف:
    كان السليك بن عمير السعدي إذا كان الشتاء استودع ببيض النعام ماء السماء ثم دفنه
    فإذا كان الصيف وانقطعت إغارة الخيل وأغار. واحتاج إلى الماء،
    جاء إلى مواضع البيض، فاستخرج البيض منها وشرب ما فيه من ماء. وكان أدل من قطاة -
    يجيء حتى يقف على البيضة. وكان لا يغير على مضر وإنما بغير على اليمن فإذا لم يمكنه ذلك أغار على ربيعة.
    صفاته:
    وقال المفضل
    وكان السليك من أشد رجال العرب وأنكرهم وأشعرهم. وكانت العرب تدعوه سليك
    المقانب وكان أدل الناس بالأرض وأعلمهم بمسالكها وأشدهم عدواً على رجليه لا تعلق به الخيل.
    وكان يقول: ((اللهم إنك تهيئ ما شئت لما شئت إذا شئت. اللهم إني لو كنت
    ضعيفاً كنت عبداً ولو كنت امرأة كنت أمة. اللهم إني أعوذ بك من الخيبة فأما الهيبة فلا
    هيبة.))
    من أنباء قدرته على الاحتمال:
    قال أبو عبيدة:
    وبلغني أن السليك بن السلكة رأته طلائع جيش لبكر بن وائل وكانوا جازوا منحدرين
    ليغيروا على بني تميم ولا يعلم بهم أحد فقالوا: إن علم السليك بنا أنذر قومه
    فبعثوا إليه فارسين على جوادين فلما هايجاه خرج يمحص كأنه ظبي وطارداه سحابة يومه
    ثم قالا: إذا كان الليل أعيا ثم سقط أو قصر عن العدو فنأخذه. فلما أصبحا وجدا أثره
    قد عثر بأصل شجرة ((فنزعها ))فندرت قوسه فانحطمت فوجدا قصدة منها قد ارتزت بالأرض
    فقالا: ما له أخزاه الله ما أشده! وهما بالرجوع ثم قالا: لعل هذا كان من أول الليل
    ثم فتر فتبعاه فإذا أثره متفاج قد بال فرغا في الأرض وخدها فقالا: ما له قاتله
    الله ما أشد متنه! والله لا نتبعه أبداً فانصرفا. ونمى إلى قومه وأنذرهم فكذبوه
    لبعد الغاية فأنشأ يقول:
    لعمرك ما ساعيت من سعى عاجـز00000ولا أنا بالـواني ففيـم أكذب
    ثكلتـكما إن لـم أكـن قـد رأيــتـها000كراديس يهديها إلى الحي موكب
    كراديس فيها الحوف_زان وقـومه00000 فوارس همام متى يدع يركبوا
    تفاقـدتـم هـل أنـكرن مـغـيرة000000مع الصبح يهديهـن أشـقر مغـرب
    يعني الحوفزان بن شريك الشيباني
    تفاقدتم: يدعو عليهم بالتفاقد. قال وجاء الجيش واحتطمهم
    لماذا لقب بـ: سليك المقانب:

    قال في ذلك فرار الأسدي - وكان قد وجد قوماً يتحدثون إلى امرأته من بني عمها
    فعقرها بالسيف فطلبه بنو عمها فهرب ولم يقدروا عليه - فقال في ذلك:
    لزوار ليلى منكم آل برثن 000على الهول أمضي من سليك المقانب
    يزورونها ولا أزور نساءهما00000 لهـفى لأولاد الإمــاء الحــــواطــــب
    وله:
    جزى الله عنا مرة اليوم ما ج_زى000000000شرارالموالي حين يجزي المواليا
    إذا ما رأى من عن يميـني أكلباً00000000عـوين عوى مستحـلباً عن شـماليا
    ويـسـألني أن كيـف حالي بعـده 00000000على كل شـيء ساءه الدهـر حاليا
    وحالي إني سوف أهدي له الخسا000 وأمشي له المشي الذي قد مشى ليا
    (( فكيهة))امراة تجير سليك
    وهي واحدة من ثلاث نسوة يسمون بالوافيات
    وكان الذي ذكر من وفاء فكيهة أن السليك ابن السلكة غزا بكر ابن وائل
    فلم يجد غفلة فكان ينتظر بها فرأوا أثر قدم لم يعرفوها فقالوا: والله
    إن هذا لأثر رجل يرد الماء، ما نعرفه فاقعدوا له وأمهلوه حتى يروى، فإذا روى
    فشدوا، ففعلوا فورد عندما قام قائم الظهيرة، حتى امتلأ وجعل يصب الماء على رأسه
    ووجهه، ففاعوا به فأثقله بطنه فعدى حتى ولج قبة فكيهة فاستجارها فأدخلته تحت درعها
    وجاءوا يطـلونه فذبت عنه حتى انتزعوا خمارها، ونادت إخوتها وولدها فجاءوا عشرة
    فمنعوه، قال: وسمعت سنبلاً يقول: إن سليكاً كان يقول: ((كأنى أجد سبد شعرها على ظهري ))
    حين أدخلتني تحت درعها، وقال سليك:
    لعـمر أبيـك والأنباء تـنمى00لنعم الجار أخت بني عوارا
    من الخفرات لم تفضح أباها00ولم ترفع لأسـرتها شنارا
    نعود الى سليك
    وله قصيدة ذكر فيها أنه التقى بالغول
    وصارجاراً للغيلان، وقد وصف حاله معها، حيث قال:
    وأدهم قد جبت جلبابه كما 00احـتابت الكاعـب الخيعلا
    إلى أنسحدا الصبح اثناءه 00000ومـزق جـلبابه الأليلا
    عـلى شــيـم نار تـنورتـها0000فـبت لها مـدبراً مـقـبلا
    فأصبحت والغول لي جارة0000فيا جارتا أنت ما أهـولا
    وطالبتُـها بعضـها فالتـوت 000بوجـه تهـول فاسـتهـولا
    وهي قصيدة ذكرها ابن قتيبة، وقد اكتفيت منها بالأبيات المتقدمة.
    وفاته
    بقي ان نعرف ان قاتل سليك بن السلكة يسمى (( أسد بن مدرك الخثعمي))
    وقيل ((يزيد بن رويم الذهلي الشيباني)) وتوفي سنة 605 م
    المصادر والمراجع:
    1-أسد الغابة: ابن الأثير
    2-الاستيعاب في معرفة الأصحاب
    3-الإصابة: ابن حجر العسقلاني
    4-الأصمعيات
    5-الأغاني للأصفهانير.
    6-جمهرة اللغة
    7-خزانة الأدب للبغدادي

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هديل صوت الحمام
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    الدولة
    morocco
    العمر
    38
    المشاركات
    377

    رد: غربة العرب الثلاثة:

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أحمد مساوى
    تاريخ التسجيل
    05 2007
    العمر
    42
    المشاركات
    184

    رد: غربة العرب الثلاثة:

    موضوع شيق جدا

    عافاك ربي
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •