عمر بن الخطاب رضي الله عنه
تاريخه في سطور
1 - ولد قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثين سنة .
2 - كان عدد المسلمين يوم أسلم تسعة وثلاثين .
3 - كان صهر رسول الله وأبا أم المؤمنين حفصة .
4 - كان عمره يوم الخلافة خمسا وخمسين سنة .
5 - كانت مدة الخلافة عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام .
6 - فتحت في عهده بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان
7 - بنيت في عهده البصرة والكوفة .
8 - أول من أرخ بالهجرة ، ودون الدواوين ، وصلى بالناس التراويح .
9 - دفن مع رسول الله وصاحبه أبي بكر في غرفة عائشة .
10 - تزوج في الجاهلية ، قريبة أم كلثوم بنت جرول ، وفي الإسلام زينب بنت مظعون ، وأم كلثوم بنت علي رضي الله عنه ، وجميلة بنت ثابت ، وأم حكيم بنت الحارث ، وعاتكة بنت زيد ، وقد توفي وبعضهن في عصمته .
11 - كان له من الولد اثنا عشر ستة من الذكور هم : عبد الله وعبد الرحمن وزيد وعبيد الله وعاصم وعياض ، وست من الإناث وهن : حفصة ورقية وفاطمة وصفية وزينب وأم الوليد .
اسمه ولقبه
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى ، يجتمع نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي ، فهو قرشي من بني عدي . وكنيته أبو حفص ، والحفص هو شبل الأسد ، كناه به النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر. ولقبه الفاروق ، لقبه بذلك النبي صلى الله عليه وسلم يوم إسلامه ، فاعز الله به الإسلام ، وفرق بين الحق والباطل .
صفته وبيئته
نشأ في مكة عاصمة العرب الدينية ، من بيت عرف بالقوة والشدة ، كما كانت إليه السفارة في الجاهلية ، إذا وقعت بين قريش وبين غيرها حرب ، بعثته سفيرا يتكلم باسمها ، وإن نافرهم منافر، أو فاخرهم مفاخر، بعثوا به منافراً عنهم ، ومفاخراً بهم . وكان طويلا بائن الطول ، إذا مشى بين الناس أشرف عليهم كأنه راكب ، أسمر، مشربا بحمرة ، حسن الوجه ، غليظ القدمين والكفين ، أصلع خفيف العارضين ، جلداً شديد الخلق ، ضخم الجثة ، قوي البنية ، جهوري الصوت . قالت فيه الشفاء بنت عبد الله : كان عمر إذا تكلم أسمع ، وإذا مشى أسرع ، وإذا ضرب أوجع ، وهو الناسك حقا
جاهليته
كان من أنبه فتيان قريش وأشدهم شكيمة ، شارك فيما كانوا يتصفون به من لهو وعبادة . فشرب الخمر ، وعبد الأوثان واشتد بالأذى على المسلمين في سنوات الدعوة الأولى ، وكان يعرف القراءة والكتابة .
إسلامه
كان عمره يوم بعث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين سنة ، أو بضعا وعشرين سنة ، على اختلاف الروايات . وقد أسلم في السنة السادسة من البعثة ، في قصة مشهورة في السيرة النبوية . ومنذ أسلم انقلبت شدته على المسلمين إلى شدة على الكافرين ، ومناوأة لهم ، فأوذي وضرب ، وقد سبقه إلى الإسلام تسعة وثلاثون صحابيا فكان هو متمما للأربعين ، وقد استجاب الله به دعوة رسوله صلى الله عليه وسلم إذ قال : " اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك : أبي جهل بن هشام أو عمر بن الخطاب " رواه الترمذي
فكان إسلامه دون أبي جهل ، دليلاً على محبة الله له ، وكرامته عنده .
صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم
كان في صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم مثال المؤمن الواثق بربه ، المطيع لنبيه ، الشديد على أعداء الإسلام ، القوي في الحق ، المتمسك بما أنزل الله من أحكام . شهد المعارك كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بما يدل على عظيم منزلته عنده ، وبلائه في الإسلام . ومما ورد فيه قوله : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ، وفرق الله به بين الحق والباطل " رواه الترمذي
وكان ذا رأي سديد ، وعقل كبير ، وافق القران في ثلاث مسائل قبل أن ينزل فيها الوحي .
كان من رأيه تحريم الخمر فنزل تحريمها بقوله تعالى :
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
وكان من رأيه عدم قبول الفداء من أسرى بدر، فنزل القرآن مؤيدا رأيه ، كما أشار على النبي باتخاذ الحجاب على زوجاته أمهات المؤمنين فنزل القرآن بذلك . ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جزع لذلك جزعا شديداً ، حتى زعم أن رسول الله لم يمت ، وأنه ذهب يناجي ربه ، وسيعود إلى الناس مرة أخرى ، وأعلن أنه سيضرب كل من زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات .
وهكذا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمثل الشدة على أعداء الله من مشركين ومنافقين ، وكان إذا رأى أحداً أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقول أو فعل ، قال لرسول الله : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق . . وقد شهد له رسول الله بالجنة ، وهو أحد العشرة المبشرين بها ، وحسبه شرفاً ومكانة عند الله أن رسول الله توفي وهو عنه راض .
في خلافة أبي بكر
وكان عمر في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وزير صدق ، ومساعد خير، به جمع الله القلوب على مبايعة أبي بكر يوم اختلف الصحابة في سقيفة بني ساعدة ، وكان إلهاما موفقا من الله أن بادر عمر إلى مبايعة أبي بكر، فبادر الأنصار والمهاجرون بعد ذلك إلى البيعة . ولقد كان أبو بكر أجدر الصحابة بملء هذا المكان الخطير ، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل لقد علم الصحابة جميعا ، أن الرسول حين استخلف أبا بكر على الصلاة إنما أشار بذلك إلى أهليته للخلافة العامة ، ولكن فضل عمر في مبايعة أبي بكر ، إنما كان في حسم مادة الخلاف الذي كاد يودي بوحدة المسلمين ، ويقضي على دولة الإسلام الناشئة .
وكانت شدة عمر في حياة النبي عليه السلام ، هي في حياة أبي بكر ... فأبو بكر كان رجلا حليماً تملأ الرحمة برديه ، ويغلب الوقار والعفو على صفاته كلها ، فكان لا بد من رجل قوي الشكيمة كعمر ، يمزج حلم أبي بكر بقوة الدولة ، وهيبة السلطان ... فكان عمر هو الذي قام هذا المقام ، واحتل تلك المنزلة ، ولذلك كان أبو بكر يأخذ برأيه ، ويعمل بقوله . أمر أبو بكر يوما بأمر فلم ينفذه عمر، فجاءوا يقولون لأبي بكر : والله ما ندري : الخليفة أنت أم عمر ؟ فقال أبو بكر : هو إن شاء ! …
وتلك لعمري نفحة من نفحات العظمة الإسلامية التي أرادها الله بشير خير للمسلمين وللعالم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم … عمر يقول لأبي بكر يوم السقيفة : أنت أفضل مني ، وأبو بكر يجيبه بقوله : ولكنك أقوى مني . . فيقول عمر لأبي بكر : إن قوتي مع فضلك .. وبذلك تعاونت العظمتان في بناء صرح الدولة الإسلامية الخالد ... فضل أبي بكر وحلمه وعقله وحزمه ، مع قوة عمر وباسه وشدته وهيبته .
عمر في الخلافة
ويتولى عمر الخلافة ، وهي أشد ما تكون حاجة إلى رجل مثله ، المسلمون يشتبكون في حروب طاحنة مع فارس والروم ، والبلاد الإسلامية التي فتحت تحتاج إلى ولاة أتقياء أذكياء ، يسيرون في الرعية سيرة عمر في حزمه وعفته وعبقريته في التشريع والإدارة ، والعرب الفاتحون قد أقبلت عليهم الدنيا فهم منها على خطر عظيم ، أن يركنوا إليها ، ويملوا حياة الجهاد والكفاح ، و يعبوا من لذائذها وزينتها وترفها ...
تولى عمر الخلافة فسجل أروع الآثار في تاريخ ا لإسلام :
** أتم ما بدأ به أبو بكر من حرب فارس والروم ، فانتهت باستيلاء المسلمين على مصر والشام والعراق ومملكة فارس .
** نظم جهاز الدولة ، فدون الدواوين ، وفرض الأعطيات ، وجبى خراج الأراضي المفتوحة بأعدل طريق ، وأقوم سياسة ، وواجه حاجات الدولة الإسلامية في الأنظمة والقوانين ، بأعظم عبقرية تشريعية عرفها تاريخ الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
** حكم البلاد المفتوحة بيد تجمع بين القوة والرحمة ، وبين الرفق والحزم ، وبين العدل والتسامح ، فكان حكم عمر مضرب الأمثال في ذلك ، في تواريخ الأمم كلها ، وقل أن عرفت الإنسانية حاكما مثله خلده التاريخ بعدله ورحمته .




سفيان الثورى

هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثورى , ولد سنة خمس (أو سبع) و تسعين من
الهجرة ب الكوفة و توفى ب البصرة سنة احدى و ستين و مائة.
حياته :

كان أبوه من مشاهير المحدثين, فاتجه تلقائيا لدراسة الحديث و طلبه, و عن ذلك يقول: "طلبت العلم فلم تكن لى نية, ثم رزقنى الله بالنية",و شجعته والدته على هذا الاتجاه, فعن
وكيع أن والدة سفيان قالت له: "يابنى اطلب العلم و أنا أعولك بمغزلى, و إذا كتبت عشرة أحرف , فانظر هل ترى فى نفسك زيادة فى الخير, فإن لم تر ذلك فلا تتعبن نفسك". و عن يحيى بن يمان قال سفيان:"لما هممت بطلب الحديث و رأيت العلم يدرس, قلت : أى يارب, أنه لابد لى من معيشة, فاكفنى أمر الرزق, وفرغنى لطلبه, فتشاغلت بالطلب فلم أر الا خيرا". و اشتغل بالتجارة و سافر متاجرا , و كان يرى بذلك ليكفى العابد نفسه الاحتياج الى سؤال الناس.وفى ذلك يروى عبد الرازق , أن سفيان سافر الى اليمن متاجرا, فلما حضر من اليمن ذهب اليه ابن عيينه, فسلم عليه ورد وهو متكئ على عصاه, فقال ابن عيينه: يا أبا عبد الله, عاب عليك الناس خروجك الى اليمن , فقال:عابوا غير معيب, طلب الحلال شديد, وخرجت أريده. و لم تكن تجارته فى الغالب تدر الربح الضخم, بل كانت تكفيه مؤونة الوقوف بأعتاب الملوك و سؤال الناس, و يروى عبد الله بن محمد الباهلى: جاء رجل الى الثورى فقال : يا أبا عبد الله تمسك هذه الدنانير؟ و كان فى يد سفيان خمسين دينارا. فقال سفيان: اسكت , لولا هذه الدنانير لتمندل (جعلونا كالمناديل فى أياديهم) بنا هؤلاء الملوك. و عن أبو نعيم , قال سفيان: لولا بضاعتنا , لتلاعب بنا هؤلاء.
صدامه مع المنصور :

كان سفيان الثورى يتجنب العمل مع الخلفاء و الولاة, و كثيرا ما دعاه الخليفة
أبو جعفر المنصور فكان يرفض, و يقول فى ذلك:"مايريد منى أبو جعفر ؟ فوالله لئن قمت بين يديه لأقولن له: قم من مقامك فغيرك أولى به منك". و يلتقي سفيان بابى جعفر فى منى, فيقول له سفيان:"اتق الله ,فإنما أنزلت هذه المنزلة , و صرت فى هذا الموضع بسيوف المهاجرين و الأنصار و أبناؤهم يموتون جوعا.حج عمر بن الخطاب فما أنفق الا خمسة عشر دينارا, وكان ينزل تحت الشجر.فيقول له المنصور:أتريد أن أكون مثلك؟فيقول له سفيان:لاتكن مثلى, ولكن كن دون ما أنت فيه, وفوق ما أنا فيه.فيقول له المنصور:أخرج. و يحكى عبد الرازق:أخذ أبو جعفر بتلباب الثورى و حول وجهه الى الكعبة فقال: برب هذه البنية أى رجل رأيتنى؟قال: برب هذه البنية , بئس الرجل رأيتك. و بسبب هذا الجفاء المتواصل, و شدة الثورى على أبا حعفر, يأمر أبا جعفر بصلب سفيان الثورى, و لكن يموت المنصور قبل تنفيذ هذا الأمر.
صدامه مع المهدى :

و يحاول المهدى مع سفيان فيما فشل فيه المنصور, فلا يستطيع, فعن
يحيى بن يمان يقول: سمعت أبى يقول,سمعت سفيان الثورى يقول:قال لى المهدى:أبا عبد الله , اصحبنى حتى أسير فيكم سيرة العمرين, قال:قلت:أما وهؤلاء جلساؤك فلا,قال:فإنك تكتب الينا حوائجك فنقضيها, قال سفيان:و الله ما كتبت اليك كتابا قط. قال:وقال لى سفيان:إن اقتصرت على خبزك و بقلك , لم يستعبدك هؤلاء.
شيوخه:


يقال أن عدد شيوخه600 شيخ وكبارهم الذين حدثوه عن أبي هريرة وجريربن عبدالله وابن عباس وامثالهم
أما الرواة يقال انهم اكثر من 20000 الف

مصنفاته :

كتاب الجامع
من أقواله :

[LIST][*]سلونى عن المناسك و القرآن فإنى بهما عالم. [*]عليك بعمل الأبطال: الكسب من الحلال , و الانفاق على العيال. [*]لما سأل عن الحلال ماهو ؟ قال: تجارة برة, أو عطاء من إمام عادل, أو صلة من أخ مؤمن,أو ميراث لم يخالطه شئ. [*]لأن أخلف عشرة ألاف درهم أحاسب عليها, أحب الى من أن أحتاج الى الناس. [*]اذا أردت أن تتعبد, فاحرز الحنطة(أى اكف نفسك من كسب يدك). [*]اذا كان فى البيت بر فتعبد, و إذا لم يكن فالتمس. [*]يا عباد , ارفعوا رؤوسكم: فقد وضح الطريق, ولا تكونوا عالة على الناس. [*]اذا فسد العلماء , فمن بقى فى الدنيا يصلحهم. [*]يا معشر العلماء يا ملح البلد من يصلح الملح إذا الملح فسد؟. [/LIST]قالوا عنه :
[LIST][*]"و منهم الامام المرضى , و الورع الدرى, أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثورى, رضى الله تعالى عنه, كانت له النكت الرائقة, و النتف الفائقة, مسلم له فى الامامة, مثبت به الرعاية, العلم حليفه, و الزهد أليفه" أبو نعيم. [*]"إنى لأرى الرجل يصحب سفيان فيعظم" أبو بكر بن عياش. [*]"سمعت أبى يقول: كان يحيى بن سعيد , لايعدل بسفيان الثورى أحدا" عبد الله بن أحمد بن حنبل. [*]"مارأيت أحدا أفضل من سفيان, و لا أرى سفيان مثل نفسه" سفيان بن عيينه. [*]سأل إبراهيم بن محمد الشافعىعبد الله بن المبارك : هل رأيت مثل سفيان الثورى؟ فيقول ابن المبارك: و هل رأى سفيان الثورى مثل نفسه؟. [*]"لولا الثورى لمات الورع ولولا أحمد لأحدثوا فى الدين" قتيبة. [/LIST]الشيخ حافظ الحكمي
مولده /
ولد رحمه الله لأربع وعشرين ليله خلت من شهر رمضان سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة وألف بقرية السلام الواقعة شرق مدينة المضايا حاضرة قبيلة الحكامية التي ينتسب إليها الشيخ حافظ 0
انتقل منها وهو صغير رفقة أبيه أحمد بن علي الحكمي إلي قرية الجاضع التي بها كثير من مصالح والده من أراضي زراعية وغيرها , فنشأ بها فى كنف والديه فربياه على الطهر والعفاف و التقي , ولما اشتد عوده قليلا بدأ يشارك أخاه الأكبر محمد الحكمي فى رعى غنم والده و لكنه كان متميزا عن أقرانه إذ كان كثير الحياء قليل المزاح يعتزل بغنمه*****


نسبه
هو الإمام العلامة الجليل المحدث الحافظ المحقق في شتى العلوم حافظ ابن أحمد بن على بن أحمد بن ميين بن على بن مهدي بن أحمد ابن الحسين بن على بن صغير بن على بن محمد بن على بن عبده بن عبد الهادي بن صديق بن الطاهر بن أبي القاسم بن على بن أبي بكر الحكمي الأصغر بن محمد بن على بن عمر بن عثمان بن محمد بن أبي بكر ابن عبدالله بن عبدالواحد بن الشيخ محمد العواجي بن أبي بكر الحكمي الأكبر والحكمي نسبة الحكم بن سعد العشيرة بن مذحج – أشهر وأعظم قبيلة من شعب كهلان – بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان0
وأسرة الحكمى عريقة بالمخلاف اشتهر عدد من أفرادها بالعلم والصلاح ففى القرن السابع الهجري بنى جدهم عريشا بمدينة أبو عريش للتعليم ونسبت المدينة إليها.


لقاءه بشيخه القرعاوي
لما استعار الشيخ محمد الحكمي من فقيه أبو حجر رسائل فى التوحيد أرشده إلى عالم فى سامطة يدعي عبدالله القرعاوي , وأخبره أنه قد بنى مدرسة ووضع بها خزانة وفى يوم الاثنين (سوق سامطة ) كان الشيخ عبدالله يلقى المواعظ فى مسجد السوق فعاد أهل قرية الجاضع يذكرون حٌسْن تلك المواعظ وسعة علم الواعظ , فتأكد لدى الشيخ محمد مادله عليه فقيه أبى حجر فأخبره أخاه حافظ بذلك وعزما كعادتهما على استعارة بعض الكتب وخاصة كتب التوحيد , فكتب الشيخ حافظ إلى الشيخ عبدالله كتابا يطلب فيه كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب وفي نفس الوقت يطلب قدوم الشيخ مع بعض طلابه إلىالجاضع فصدر الخط بالبيتين التاليين
إن الذى رقم الكتاب بكفه *** يقرى السلام على الذى يقراه
وعلى الذى يقراه ألف تحية***مقرونه بالمسك حين يراه
وقد أشار الشيخ عبدالله إلى هذا الخط فى حوادث عام 1359هـ
حيث قال نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي وفيها أتانا محمد بن أحمد الحكمى أخو حافظ برساله من أخيه يطلب كتابا فى التوحيد ويعتذر من عدم قدومه باشتغاله فى خدمة أبويه فى رعى الغنم , ويطلب منا وصولنا للقرية التى هم بها فأجبت حالا إلى ذلك ومعى جملة من الطلبة فكان ولله الحمد لا ألقى درسا إلا ويحفظه ويفهمه , فأقيمت بقرية الجاضع أياما وكنت اتيهم مرة ويأتينى أخرى لطلب الافادة من التعليم والتعلم إلخ
وبعد إنأعطا الشيخ محمد الخط للشيخ عبدالله القرعاوي فستقام وقرأه وعجب من جودة الخط فسألني عن كاتبه فأخبرته أنه أخي حافظ , فسألني عن مكانه وعمله فأخبرته أنه راعى غنم أبويه بقرية الجاضع ولايمكنه الحضور للمدرسة فأخذ الشيخ الخط وشرع يعرضه على طلابه ويقول : هذا خط راعى غنم 0 وبعد انقضاء صلاة الظهر اجتمع الشيخ بطلابه وعرض عليهم الخط فاشتاقوا جميعاَ لرؤية كاتبه فأخبر حامله بأنه عازم مع طلابه على زيارة الجاضع يوم الخميس الموافق11/8/1359هـ
عاد الشيخ محمد إلى أخيه حافظ وقص عليه الخبر وأخذ يفكر أين ينزل الشيخ عبدالله وطلابه ؟ اذ لا يستطيع ضيافتهم فى بيته لفقر أبويه فأرسل بعض أعمامه إلى شيخ القرية مديش بن على بجوى وأخبره أنه طلب حضور الشيخ عبدالله إلي الجاضع بناءاَ على رغبة الشيخ مديش , فاستعد لاستقبالهم وبعد صلاة العصر من يوم الخميس اتجه الشيخ وكبار طلابه إلى الجاضع ونزل فى ضيافة شيخها وصلى بهم المغرب وألقى موعظة فى التوحيد والصلاة وبعد صلاة العشاء كان على موعد بلقاء تلميذ حافظ فلما وصل الشيخ حافظ استقبله الشيخ عبدالله وطلب منه ان يسمعه بعض آيات القرآن الكريم فقرأ من حفظه وبكى الشيخ عبدالله وبعد أن انتهي من القراءة أخذ بيده وأجلسه عن يمينه وأجلس أخاه محمد عن حامل الخط عن يساره وأخذ يسألهما فى بعض مسائل التوحيد والفقه والفرائض وهما يجيبان فازداد اعجاب الشيخ بحافظ وقرر المبيت فى الجاضع وفى صباح الجمعة تولى الخطبة في المسجد الجامع وأعلن بعد ذالك عن افتتاح المدرسة من يوم السبت13/8/1359هـ فى الجامع بقرية الجاضع 0
استمر الشيخ حافظ في الدراسة على شيخه عبدالله القرعاوى فى قرية الجاضع فقرأ القرآن وأشبع الشيخ نهمته حيث أحضر بعض المتون فى التجويد والحديث والفقة والفرائض , وبدأ الشيخ فى نقل بعض هذه المتون بخطه فنقل تحفة الأطفال فى التجويد وحفظها , ودرس على الشيخ الأربعين النووية وشرحها , وبلوغ المرام , والرحبية , وبعض مبادئ الفقه , وبعض مبادئ الحساب , وكان اليوم الدراسي من بعدصلاة الفجر إلى صلاة العشاء يتخلله بعض أوقات الراحة
واستمرت الدراسه في الجاضع إلى نهاية شهر شعبان عام1359هـ وبعد ذلك اشتكى كبار طلاب الشيخ إلى شيخهم المشقة التى يلاقونها من الحضور إلى الجاضع وطلبوا إعادة المدرسة إلى سامطة لتوسطها فوافق الشيخ على ذلك بعد أن وافق الشيخ حافظ وأخوه محمد وابن حسين بن عبدالله الحمكى وموسى بن حاسر سهلى على الدراسة فى سامطة , وفى شهر رمضان من نفس العام 1359هـ وصلوا الدراسة فى سامطة وهنا وجد الشيخ حافظ مايشبع بعض نهمته حيث سلمه الشيخ عبدالله خزانة كتب فيها الصحيحان وسنن النسائي وأبي داود وغيرها من أمهات الكتب , فأكب حافظ على قراءتها , وواظب على حضور دروس الشيخ عبدالله , وكان إذا تأخر فى خدمة أبويه أتاه الشيخ بنفسه فى الجاضع وأملى عليه ما فاته من الدروس , واستمر الحال على هذا حتى عام1360 * حيث تفرغ الشيخ حافظ للدراسة وسكن سامطة فى المدرسة أغلب الأوقات
طلبه للعلم
تعلم الشيخ حافظ القراءة والكتابه فى الجاضع إن أخاه الأكبر محمد كان قد عرف مبادئ القراءة والكتابة , فقد حدثني أنه دخل كتاب القرية فعرف الحروف الهجائية بحركاتها و سكناتها فى يوم واحد حيث وصل إلى أبجدهوز,وفى اليوم سمع بالفاتحة , وعندما وصل إلى سورة الفجر عرف القراءة والكتابة , وبعد أن تمكن من ذلك علم أخاه حافظ فعرف القراءة والكتابة فى أيام يسيرة ولم يشعر به إلا وهو يفتح المصحف ويقرأ بنفسه وهنا استبشر أخوه خيراَ , فأخذ يدرس فى الكتاب فإذا عاد رجع مع أخيه مادرس حتى وصلا سورة التحريم وبعدها انقطع الشيخ محمد عن الكتابة وأخذ يقرأ مع أخيه فى بيتهما بالجاضع حتى ختما المصحف فى وقت يسير حيث انتهيا من ذلك عام تسعة وأربعين و ثلاثمائة وألف من الهجرة وعمر الشيخ حافظ لم يتجاوز السابعة استمر الأخوان في طلب العلم واجتهد الشيخ محمد فى جلب الكتب إذ كان كلما سمع بفقيه فى قرية ذهب إليه واستعار منه بعض الكتب الموجودة
عنده فقد استعارمن الفقيه حسن المعجمي فى قرية الدغارير كتاب الرحبية فى الفرائض , وقام الشيخ حافظ بنسخه فى وخفظاه فى ثلاثة ليالي ، واستعار من قرية مجعر الأصول الثلاثة وكشف الشبهات وقرأه أخيه حافظ حتى أتقنا النسختين0
واستعار من قرية أبى حجر الأسفل مجموع الرسائل النجدية من الفقيه اليمني عبدالله بن علي , وهنا استنارت لهما التوحيد وزالت بعض الشبه التى يحوكها الجهال حول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب (رحمه الله ) إذ كان من الشائع في المنطقة أن النجديين لايصلون على النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان الشيخ محمد يقرأ فى هذا الكتاب على أهل الجاضع بعد الصلوات ويشرح لهم عقيدة التوحيد ويزيل مايعلق بأذهانهم 0
استمر الشيخ حافظ فى طلب العلم بهذه الطريقة واطلع فى هذه الفترة على تفسير الجلالين , وكتاب التجريد الصريح مع شرح مبسط عليه , وبعض مبادئ التجويد , وحفظ بعض المتون , ومنهالامية الافعال لابن مالك حيث خفظها وهو راع من غير أن يفقه معناها وإنما حفظها ليعاى بها الرعاة الذين كانوا يعرضون كلمات تتكون من حروف متقاربة فى المخرج فحفظ الشيخ حافظ هذه المنظومة وكان يعرضها عليهم فيحارون فى تكرارها كما حفظ الجزرية والأجرومية وغيرها مرت السنون والشيخ حافظ على هذه الحالة يقرأ كلما ظفر به , وربما ظفر ببعض الكتب التى لا تصلح قراءتها ككتب الموالد التى تقرأ عند وفاة الميت وفى الفترة لم يشتغل فحسب بل اجتهد فى تجويد خطه فقد يسر الله له مصحفا مخطوطا بخط بي النسخ الكوفي , وكان علي قراءة نافع فاجتهد فى تقليد خطه الجميل حيث كان يكتب فى لوحة أكثر من ست مرات كل يوم حتى صار خطه قمة فى الجمال كما سيأتي عرض نماذج منه 0
وفي نفس الوقت اجتهد فى حفظ كتاب الله تعالى وتجويده إذ كان يصطحب مصحفه معه إلى المراعى فاذا حان وقت الصلاة توضأ ودعى الرعاة للصلاة معه