«ذي عين» قرية سعودية عمرها 400 سنة..
بيوتها من صخر وسكانها يتنقلون بالدواب
تشتهر بعينها العذبة وبزراعة الموز
نبع «ذي عين» الذي يمد القرية والمزارع بالمياه
قرية «ذي عين» على أحد جبال الجنوب وتحيط بها مزارع الموز («الشرق الأوسط»)
الباحة: طارق بن جميع
ارتبط اسم قرية «ذي العين» جنوب السعودية بالعين الجوفية المتدفقة طوال العام. وقد اشتهرت القرية منذ 400 بإنتاج الموز وبمنازلها المبنية بالطراز القديم والذي يعتمد السكان في تشييدها على الصخور الجبلية. كما اشتهرت القرية ايضا باستخدام سكانها للدواب كوسائل للتنقل داخل القرية حتى يومنا هذا. تبعد قرية «ذي عين» الأثرية على بعد أكثر من 24 كلم عن الباحة في أسفل عقبة الملك فهد، ضمن المناطق المسماة بتهامة السراة، والتي اعتبرتها وزارة التربية والتعليم إحدى المناطق الأثرية في الباحة.
القرية التي بنيت على قمة جبل تضم 31 منزلاً، شيدت من الحجر الصخري وهي مسقوفة بأشجار العرعر، والتي تنقل الى القرية من الغابات المجاورة، وزينت شرفات المنازل بأحجار المرو، وتتعدد أدوارها من دورين إلى سبعة ادوار. وتضم المباني السكنية حوش للماشية في الدور الأرضي له سور صغير الارتفاع توثق حوله حيوانات الركوب، ويخصص الدور الثاني لتخزين الأمتعة والأدوات والمواد الغذائية، وتخزن المحاصيل الزراعية والحبوب في مكان يسمى «السفل». وتخصص الأسر الدور الثالث للسكن ويطلق عليه اسم «عليّة»، ويشمل صالة كبيرة ومطبخا. أما الاسطح فلها عدة استخدامات منها استخدامها كجلسة يلتقي فيها أفراد العائلة والجيران. وتخصص بعض الأسر غرفة على السطح لنوم النساء والأطفال في فصل الصيف، بينما ينام الرجال على السطوح. وتتناثر أحواض الرياحين والورود والنباتات الصغيرة على السطوح لتلطيف الجو وتعطيره.
ورغم اشتهار قرية ذي عين بإنتاج الموز وبيعه، إلا أن إنتاجها يعتبر محدودا، ولكن يعتبر من العوامل الجاذبة للسياح في هذه القرية، حيث يقصدها السياح لشراء الموز المحلي، الذي يمتاز بقصر طوله وسماكته ومتن قشره وطعمه المعتدل الحلاوة.
ويشاهد المار على طريق عقبة الملك فهد، سواء قادم من الباحة أو العكس عدد من الأكواخ التي يعرض فيها أبناء القرية منتجاتهم من الفواكه والتي يتصدرها الموز المحلي. والقادم إلى هذه القرية، يجد بها أيضا بعض الحصون العسكرية التي تعود لأزمان غابرة شهدت حروبا بين القرى والقبائل في ضل انعدام النظام والقانون.
ويقدر عمر قرية ذي عين بأكثر من 400 سنة ضمت في ثناياها عدد من المزارع التي ترتوي على ما تجود به العين الموجودة في القرية، ويتم تقسيم هذه المياه حسب نظام قروي قديم يعرف بـ«الشِرب»، يتقاسم الأهالي حسب ذلك القانون مياه العين لري المزارع بناء على حجم المزرعة.
يخترق القرية عدد من الطرقات ويتراوح عرض الطريق الواحد فيها ما بين الثلاثة والخمسة أمتار مما يسهل مرور الأشخاص والدواب والجمال عبر هذه الطرقات بسهولة، كما يوجد طريق آخر يوصل زوار القرية إلى منبع العين. وترتبط ذي العين ايضا بطريق يؤدي إلى خارج القرية يوصلها بمنطقة منبسطة تسمى «العيينة»، وهي أرض مخصصة لاحتفالات الأهالي الشعبية في مواسم الأفراح والأعياد.
وجميع طرق القرية مرصوفة بواسطة الحجارة، وتكون على أماكن مائلة وتشق الطرق من المكان المائل وتُملأ بالتراب وتصف بالحجارة بشكل هندسي جميل، يدلل على خبرة ودراية أهالي القرية بأساليب البناء وشق الطرق في تلك المناطق الوعرة. منقول للسياح مع التحيه السياحيه أبو مرهف