تتذكر .. كيف كنا .. معاً .. نتشاطر مشاعرنا بتساوي .. أحبك .. تحبني .. هكذا كانت القسمة العادلة .. تتحرق شوقاً للقائي وتعد الثواني إذا تأخرت عن موعدي .. حتى وإن كنا معاً في بيتنا الدافئ .. لوحدنا .. لا يشاركنا أحد صوت الإبتسام أو هدير تمتمتك عندما نكون في مخدعنا .. لا تريد مني الذهاب بعيداً عنك .. كيف إذن سأحضر لك كوب الماء الذي طلبته .. لم تسأل نفسك حينذاك كيف أطيق فراقك لساعات طوال أثناء ذهابك لعملك .. أليس المفترض أن أكون أنا كل عملك .. أليس لدينا من المال ما يكفي لنعيش حياةً كريمة مديدة .. ألا تكل من جمعه .. هو يكفي لأحفادنا .. أم هو روتين عودت نفسك عليه أكثر من روتين حبنا المتجدد يوماً بعد يوم ..

أعذرني .. قد نسيت أنك لا تريد الإنجاب .. أحياناً أكاد أجزم أنك شخص لا أعرفه .. فأني أعرف عنك حب الأطفال .. بل تكاد تتمنى لو أن أطفال العالم أبناؤك .. ألم تقل لي أن أحدى أمنياتك أن تخصص جزءً من ثروتنا لبناء مقر لأيتام العالم وتكون أنت أباهم الروحي ؟ .. عذرك دائماً يبقى مقبولاً لدي .. خوفك منهم وعليهم يجنبك التفكير في إنجابهم .. يالهذا المنطق من منطق .. بصراحة أنا أيضاً لا أريدك أن تنشغل عن حبي حتى وأن كان بأبنائنا .. فحبنا لبعضنا لا يكاد يجعلنا نرى في العالم سوى أنفسنا .. نعم هذا ضرب من الأنانية .. ولتكن كذلك .. مادامت القسمة عادلةً ..

إذن ماذا حدث .. أين ذهب زمن الذهب .. لماذا تتركني .. لماذا قررت الرحيل عني !.. لماذا علي أن أقبل بالفراق .. أرجوك بكل ما تحمله أرجاء الكلمة والدنيا من رجاء .. لا تفارقني .. لا تتوقف عن حبي .. هذا ما يهمني .. أن لا تتوقف عن حبي .. لأني لن أتوقف عن حبك .. أرجوك عش للأبد .. لا تسبقني .. دعني أتحسس قلبك .. هل ما زال ينبض .. يا ألهي .. أكاد أموت حزناً .. نبضاتك ما زالت متوقفة منذ الخمس ساعات الماضية .. قد أقنعتهم حبيبي بأن جهاز الإنعاش الذي حاولوه مع جسدك لن يعطي نتيجة .. بل حديث حبي لك هو ما سيعيدك .. كلهم ينظرون إلي بإستغراب ! يا لسخافة أصحاب المعاطف البيضاء .. يظنون أني أعيش لحظات الصدمة .... قد يكونوا محرومين من نعمة فهم الحب .. ألم يخبرهم أحد بأن البقاء للحب والحبيب ..

هيا قم حبيبي .. يكفيك إسترخاءً .. لم أعد أطيق رؤية عينيك التي كانت ترمقني بكل محبةٍ مغمضة .. لم أعد أطيق سكون شفتاك التي لطالما ملأت روحي من قبلاتها .. حرك ذراعاك وأحضني .. ضمني إلى حضنك .. لطالما كنت تقضي معظم وقتك معانقاً لي .. سامحني حبيبي فقد كنت أتململ أحياناً .. بصراحة .. كدت أختنق ذات مرة .. وياليتني أختنقت من شدة حبك .. الآن عرفت فقط لم أطلت في إحتضاني هذا اليوم.. وكأنك تعلم أنك لن تستطيع ذلك مجدداً .. كلا .. لن أقبل بهذا .. قم حبيبي فقد غسلت دموعي قميصك الملطخ بالدماء .. قم وضمني .. أحضني .. ضمني .. أعدك .. أن أبقى .. بين أحضانك .. حتى أرحل .. قبلك .. معك .. لكن ليس هكذا بدوني حبيبي .. إذا لم تعد لي حبيبي ..فسأكتب على قبرك عتبي وجزعي وحزني .. سأكتب - أنك تدين لي بواحدة .. فالقسمة لم تكن عادلة هذه المرة .. ولأول مرة .. لم تكن عادل .