اليوم يتقاطر الطلاب والطالبات إلى مدارسهم وكلياتهم من غير أية مراجعة لما يحدث من تفريخ عاطلين سيقفون في نهاية السلم ولن يجدوا (سلماية واحدة) يضعون عليها مستقبلهم.
فلازال التعليم العام يلقي بحمولته إلى التعليم العالي والأخير يقذف بمخرجاته كيفما اتفق.
ومخرجات التعليم العالي هي مخرجات يقول عنها سوق العمل بأنها غير مهيأة للعمل، وبالتالي يقذف عشرات الآلاف من الخريجين والخريجات على قارعة الطريق وكأن أمر هؤلاء لايعني أحداً.
ولازلنا على هذا الحال منذ سنوات حتى غدا تكدس الخريجين مسألة تؤرق أولياء الأمور فقط بينما بقية الوزارات المعنية (تتفرج) أو كل وزارة تلقي تبعات المشكلة إلى جهة اخرى.
ويبدو أن وزارة التربية والتعليم أرادت تنظيف ساحتها تماما من أية مسؤولية قانونية أو أدبية حيال الخريجات الجامعيات بمناسبة تقاطر طلابها لمدارسهم وكأنها تتخفف من كثرة الشكوى التي يلاحقها بها منتسبوها أو من لشهادته علاقة وطيدة بالتعليم أي أن شهادته لاتنفع الا بالانتساب اليها كمعلم أو معلمة، ومن أجل هذا وفي عملية استباقية شددت الوزارة على إخلاء مسؤوليتها من تعطل توظيف 295900 سعودية تقدمن للوظائف التي أعلن عنها أخيرا ضمن 300 ألف مواطنة بمؤهل جامعي، ولم يقبل منهن سوى 4100 معلمة.
ولكي ترمي الوزارة الكرة إلى ملعب آخر (كونها ستعطل هذا العدد المهول من الخريجات اللاتي لاتصلح شهادتهن إلا في التعليم ) أكدت الوزارة أنها لا تستطيع إحداث وظائف أكثر من التي تحددها وزارة الخدمه المدنية.
وإذا خاطبت وزارة الخدمة المدنية عن سبب تعطيل هذا العدد، قالت (روحوا اسألوا وزارة المالية) واذا قلت يامالية ايه الحكاية جاء الجواب هذا هو المخصص من الوظائف لهذه الوزارة.
وفي كل هذه (الحوسة) من الذي ضاع.؟
لا أحد يسأل.
الآن ماهو مصير كل هؤلاء الخريجات المستبعدات ويضاف إليهن من لم يتم قبولها خلال السنوات الماضيات من خريجات معهد المعلمات حيث استبعدت وزارة التربية والتعليم أن تكون الفرصة مازالت متاحه أمام خريجات المعاهد والمتأخر تعيينهن منذ سنوات، للتعيين على وظائف معلمات.
يعني قفلت بالضبة والمفتاح..
ياناس، هذا يعني أن الوزارة لم تكن تسير وفق خطة زمنية في تخريج الأعداد التي يحتاجها البلد بعد سنة أو أربع سنوات، يعني أن قبول الطلاب كان يتم عشوائياً حتى إذا تخرجوا أو تخرجن من كان بارا بوالديه توظف..هل يعقل هذا.؟
طيب، والآن ماذا يفعلن هؤلاء الخريجات، فهن ليست واحدة ولا اثنتين بل عشرات الآلاف من الخريجات اللاتي سهرن الليالي ودرسن طوال 16 سنة، لننسى هذا المدخل، ونتذكر أن هؤلاء الآلاف درسن طوال سنوات طويلة دفعت الدولة مليارات الريالات كي يتعلمن ويتخرجن كنوع من الاستثمار البشري..ليصبح السؤال: على من تدون كل هذه الخسائر.
هل تدون على الخطط الخمسية أم على مسؤولية عشوائية القبول أم على قاعدة خليها تمشي؟!؟
اللهم ارقني وارزق شباب المسلمين با يلهيهم عن الضياع والفراغ
اللهم ارزق بنات المسلمين بما يسليهن ويفرج عنهن كربتهن
تحياتي