بسم الله الرحمن الرحيم
يوميات صائم(اليوم العشرون)

{ليلة القدر وفضائلها}
قال الله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر (1) وما أدراك ما ليلة القدر (2) ليلة القدر خير من ألف شهر (3) تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر (4) سلام هي حتى مطلع الفجر(5)}سورة القدر من الآية(1إلى الآية5)

قال الشيخ ابن عثمين: (وفي هذه السورة فضائل متعددة لليلة القدرومنها:


الفضيلة الاولى : أن الله أنزل فيها القرآن الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
الفضيلة الثانية: مايدل علية الاستفهام من التفخيم والتعظيم في قوله ( وما أدراك ما ليلة القدر )
الفضيلة الثالثة: أنها خير من ألف شهر .
الفضيلة الرابعة: أن الملائكة تنزل فيها،وهم لا ينزلون إلابالخير والبركة والرحمة.
الفضيلة الخامسة: أنها سلام ،لكثرة السلام فيها من العقاب والعذاب.
الفضيلة السادسة: أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة.)
فأين المشمرون لهذه الأجور والفضائل والكرامات؟
وأين الراغبون في الهدى والفلاح والفوز بالجنة والنجاة من النار؟
أين الخاطبون للحور الملاح ؟
استعجلوا شمروا عن السواعد بسرعة لجنات خلد مفتحة لها الأبواب

فضل ليلة القدر:
ليلة القدر ، أفضل ليالي السنة ، لقوله تعالي: { ليلة القدر خير من ألف شهر}.
أي العمل فيها ، من الصلاة والتلاوة والذكر خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: من قام رمضان إيمانًا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه.

لماذا سميت بليلة القدر؟؟؟ :

سميت بليلة القدر لعظم قدرها وشرفها واستحباب طلبها ويستحب طلبها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في طلبها في العشرة الأواخر.
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان }أخرجه البخاري ومسلم .
وإذا كان هناك اختلاف بين دول العالم الإسلامي في دخول رمضان فلأحوط العمل كل ليالي العشر.
منذ أن يؤذن المغرب إلى أن يؤذن الفجر في الغالب لا يتجاوز 12 ساعة.
وقال ابن حجر في الفتح – بعد أن أورد الأقوال الواردة في ليلة القدر- : وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأخيرة وأنها تنتقل كما يفهم من أحاديث هذا الباب .. وأرجاها أوتار العشر وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ليلة أحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين على ما في حديث أبي سعيد وعبدالله بن أنس .. وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين
قال العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة محددة حتى لا يقتصر الناس على قيامها والدعاء فيها.
وروى أحمد وأبن ماجه والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ! أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.

أحوال بعض الناس في هذه الليالي الفضيلة:

من المؤسف والمحزن أن نرى هذه الأيام كثيراً من المسلمين يحرمون أنفسهم من الخير الكثير والثواب العظيم ويضيعون أوقات الفرص النادرة ويقضون معظم أوقاتهم فيما يضرهم ولا ينفعهم، فإذا جاء وقت القيام كانت أحوالهم ما بين:
(أ) نائمون.
(ب) يتسامرون ويقعون في غيبة إخوانهم المسلمين.
(ج) يقضون أوقاتهم في المعاصي من مشاهدة القنوات الفضائية الهابطة، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الرمضانية – كما يسمونها- وحاشا لله أن يكون لرمضان أفلام، أو مسلسلات فيها من اختلاط النساء بالرجال، والموسيقى، وما هو أشنع من ذلك.لذلك لا بد لنا من تجديد التوبة في هذا الشهر الفضيل.
أخواني أخواتي في الله هذه فرصتنا وعلين أن نغتنمها للأسباب التالية:
أ. لأن مردة الشياطين تصفد كما روى أبو هريرة رضي الله عنه مرفوعاً {أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم} أخرجه النسائي
ب. الإقبال النفسي على فعل الخيرات في هذا الشهر ما لا تستطيعه في الأشهر الأخرى.
ج. أن الصوم في نهار رمضان يمنع من القيام بكثير من المعاصي.
ولو جعلنا نصب أعيننا أنه قد يكون آخر رمضان نصومه لسهلت علينا التوبة فكم من شخص مات قبل أن يبلغه هذا الشهر أما نحن فقد بلغنا الله عز وجل إياه فلنحمده وندعوه ونذرع إليه أن يعيننا على صيامه وقيامه والصدقة فيه.

مقارنة بين أعمارنا وأعمار الأمم السابقة:

عن أبو هريرة رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك" وهو حديث صحيح أخرجه الترمذي
كان أعمار السابقين مئات السنين، فنوح عليه السلام لبث في قومه يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاما.
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون السابقون يوم القيامة.
فكيف يكون لنا السبق ونحن أقل أعماراً؟! يكون ذلك باستغلال فرص مواسم العبادة والتسابق عليها أكثر مما نتسابق على التجارة وجمع المال والوظائف والتسجيل في الجامعات وعلى التخفيضات أيضاً.
ومن أعظم هذه الفرص الحرص على قيام جميع ليالي رمضان وخصوصا العشر الأواخر منها .
فكم سنة تعدل ليلة القدر؟ أكثر من ثلاث وثمانين سنة!! فلو حرصت كل الحرص على هذه الليلة فلا تفوتك، وذلك بقيام كل ليالي العشر الأخيرة، واستغلال كل ليلة منها كأحسن ما يكون الاستغلال كقدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم- كما روت عنه عائشة رضي الله عنها في الحديث التالي:
عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت : ‏ ‏كان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا دخل العشر ‏‏ شد مئزره ‏ ‏وأحيا ليله وأيقظ أهله ) رواه البخاري‏
وإذا حسبنا عمر واحد منا حرص على القيام في جميع ليالي رمضان أو ليالي العشر الأخيرة أو ليالي الوتر لمدة عشر سنوات لوجدنا أنه يساوي أكثر من 830 سنة بإذن الله ولو عاش عشرين سنة بعد بلوغه وكان ممن يستغل كل ليالي العشر بالعبادة لكان خير من 1660 سنة بإذن الله وبهذا نحقق السبق يوم القيامة وذلك باستغلال فرص مواسم عبادة لم تكن للأمم السابقة من اليهود والنصارى.
ولذلك علينا منذ أن يدخل شهر رمضان أن ندعوا الله أن يعيننا ويوفقنا لقيام ليلة القدر فمن أعانه الله فهو المعان ومن خذله فهو المخذول.

ماذا علينا أن نعمل في هذه الليلة؟

1-الاستعداد لها منذ الفجر فبعد صلاة الفجر تحرص على أذكار الصباح كلها ومن بينها احرص على قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة لماذا؟
لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في اليوم مئة مرة كان له عدل عشر رقاب وكتبت له مئة حسنة ومحيت عنه مئة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك. أخرجه البخاري
الشاهد: كانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي حتى لا يدخل عليك الشيطان فيصرفك عن الطاعة.
2-احرص على أن تفطر صائماً إما بدعوته أو بإرسال إفطاره إليه أو بدفع مال لتفطيره وأنت بهذا العمل تكون حصلت على أجر صيام شهر رمضان مرتين لو فطرت كل يوم منذ أن يدخل الشهر إلى آخره صائماً لماذا؟؟؟
لما رواه زيد بن خالد الجهني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من فطر صائماً كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء)أخرجه ابن حبان في صحيحه.
3-عند غروب الشمس ادع أيضاً أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر.
4-جهز صدقتك لهذه الليلة من ليالي العشر وليكن لك ادخار طوال السنة لتخريجه في هذه الليالي الفاضلة فلا تفوتك ليلة من ليالي الوتر إلا وتخرج صدقتها فالريال إذا تقبله الله في ليلة القدر قد يساوي أكثر من ثلاثين ألف ريال، و 100 ريال تساوي أكثر من 300 ألف ريال وهكذا لماذا؟؟؟
لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل) أخرجه البخاري
وروى أبو هريرة أيضاً قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال: (أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان) أخرجه البخاري
فإن أخفيتها كان أعظم لأجرك فتدخل بإذن الله ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، لما رواه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) أخرجه البخاري
4-منذ أن تغرب الشمس احرص على القيام بالفرائض والسنن فمثلاً منذ أن يؤذن ردد مع المؤذن ثم قل بعد فراغ الآذان: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولا للحديث التالي:
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا غفر له ذنبه) أخرجه مسلم وأحمد وأبو داود
5-ثم قل: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة.
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقاماً محموداً الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة" رواه البخاري .
5-ثم عجل الإفطار احتساباً وعند تحضير الإفطار وليكن رطباً محتسباً أيضاً ولا تنس الدعاء في هذه اللحظات، وليكن من ضمن دعائك: اللهم أعني ووفقني لقيام ليلة القدر ثم توضأ وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بادر بالنافلة بين الأذان والإقامة.
لما رواه أنس رضي الله عنه أنه قال: كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يبتدرون السواري حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء) أخرجه البخاري
ثم صل صلاة مودع. للحديث: عن أبي أيوب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قمت في صلاتك فصلِّ صلاة مودع ولا تكلم بكلام
تعتذر منه واجمع الإياس مما في أيدي الناس( رواه ابن ماجه ( 4171 ) . وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة ( 401 ) .
والتكن صلاتك كلها خشوع واطمئنان ثم اذكر أذكار الصلاة ثم صل السنة الراتبة ثم اذكر أذكار المساء إن لم تكن قلتها عصراً ومنها (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مئة مرة لتكون في حرز من الشيطان ليلتك هذه حتى تصبح، كما سبق أن ذكرنا ثم نوِّع في العبادة:
6-لا يفتر لسانك عن الذكر والدعاء بـ (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)
7-إن كان لك والدان على قيد الحياة فبرهما وأحسن إليهما وتقرب منهما واقض حوائجهما وافطر معهما.
وإذا كانا في أعداد الأموات فأكثر من الترحم عليهما والدعاء لهما وتصدق عنهما.
8-ثم بادر بالذهاب إلى المسجد قبل الأذان إن استطعت لتصلي تحية دخول المسجد ولتتهيأ بانقطاعك عن الدنيا ومشاغلها علك تخشع في صلاتك ثم إذا أذن المؤذن ردد معه وقل أذكار الأذان ثم صل السنة الراتبة ثم أو اقرأ ما يتيسر لك من القرآن وأكثر من اذكر الله والتسبيح والاستغفار حتى تقام الصلاة واعلم أنك ما دمت في انتظار الصلاة فأنت في صلاة للحديث:
روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه والملائكة تقول اللهم اغفر له وارحمه ما لم يقم من صلاته أو يحدث) أخرجه البخاري
9-إذا أقيمت الصلاة فصل بخشوع فكلما قرأ الإمام آية استشعر قراءته وكن مع كلام ربك حتى ينصرف الإمام.
10-ثم عد إلى بيتك ولا يكن هذا هو آخر العهد بالعبادة حتى صلاة القيام بل ليكن لبيتك حظ ونصيب من العبادة سواء بالصلاة أو بغيرها.
11-ولا تنس قبل خروجك من المسجد أن تضع صدقة هذه الليلة وإذا كان يصعب عليك إخراج صدقة كل ليلة من هذه الليالي فمن الممكن أن تعطي كل صدقتك قبل رمضان أو قبل العشر الأواخر لجهة خيرية توكلها بإخراج جزء منها كل ليلة من ليالي العشر.
12-ولا تنس وأنت في طريقك من وإلى المسجد أن يكون لسانك رطباً بذكر الله ولا تنس سيد الاستغفار هذه الليلة: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك ابن عبدك ابن أمتك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت للحديث: قال صلى الله عليه وسلم: (من قاله فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة) أخرجه البخاري
وما بين تهليل وتسبيح وتحميد وتكبير وحوقلة. لما رواه أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (استكثروا من الباقيات الصالحات قيل وما هن يا رسول الله؟ قال: (التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله) أخرجه البخاري في صحيحه (ك الدعوات ب أفضل الاستغفار 5/2323 ح (5947).
وما بين صلاة على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم- ثم الدعاء بخيري الدنيا والآخرة فإذا دخلت بيتك تلمَّس حاجة من هم في البيت سواء والداك أو زوجتك أو إخوانك أو أطفالك فقم بخدمة الجميع بانشراح الصدر واحتساب واستغل القيام بحوائجهم بقراءة القرآن عن ظهر قلب.
فقراءة قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن في الأجر. لما رواه أبو الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قال:"وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: قل هو الله أحد ثلث القرآن) أخرجه مسلم في صحيحه.
فإذا قرأتها ثلاث مرات حصلت على أجر قراءة القرآن كاملاً ولكن ليس معنى هذا هجر القرآن ولكن هذا له أوقات وهذا له أوقات وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن في الأجر للحديث:عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا زلزلت" تعدل نصف القرآن، و"قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن، و "قل يا أيها الكافرون" تعدل ربع القرآن) رواه الترمذي، وقال الألباني صحيح دون فضل زلزلت.
وآية الكرسي أعظم آية في كتاب الله للحديث عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم"؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم"؟ قال قلت: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" فضرب في صدري وقال: "ليهنك العلم يا أبا المنذر" (مسلم ).
ثم قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة؛ ليكون لك عدل عشر رقاب، ولتكتب لك مئة حسنة، وتمحى عنك مئة سيئة، ولتكن حرزاً لك من الشيطان حتى تصبح ولم يأت بأفضل مما جئت به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، واحرص على كل ما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- من الأذكار ذات الأجور العظيمة، كما قال صلى الله عليه وسلم لعمه: ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار تقول: (الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملء ما خلق الحمد لله عدد ما في السموات والأرض الحمد لله عدد ما أحصى كتابه الحمد لله ملء ما أحصى كتابه الحمد لله عدد كل شيء والحمد لله ملء كل شيء وتسبح مثلهن ثم قال: تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك) ذكره الألباني في صحيح الجامع الصغير ح (2612).
وقال صلى الله عليه وسلم: (من قال سبحان الله وبحمده مئة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) أخرجه مسلم في صحيحه ح (2691).
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مئة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه) أخرجه مسلم في صحيحه ح (2692).
13-فإذا فرغت من خدمة الجميع والأعمال البدنية، ليكن لك جلسة مع كتاب ربك فتقرأه، وليكن لك قراءتان في شهر رمضان إحداهما سريعة "الحدر" والأخرى بتأمل مع التفسير إذا أشكل عليك آية، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه:"لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله.
فإذا أنهك جسدك فألقه على السرير وأنت تذكر ربك بالتهليل والتسبيح والتحميد والحوقلة والتكبير والاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
14- فإن نمت فأنت مأجور بإذن الله ثم استيقظ لصلاة قيام الليل في المسجد وليكن لك ساعة خلوة مع ربك ساعة السحر فتفكر في عظمة خالقك ونعمه التي لا تحصى عليك مهما كنت فيه من حال أو شدة فأنت أحسن حالاً ممن هو أشد منك كما قال صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلا من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله) أخرجه مسلم في صحيحه (7430).
15-تذكر هادم اللذات علها تدمع عينك فتكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما قال صلى الله عليه وسلم: (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) أخرجه البخاري في صحيحه ح (660) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
16-وتذكر ما رواه جابر بن سمرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أتاني جبريل فقال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله، قل آمين. فقلت: آمين) ذكره الألباني في صحيح الجامع الصغير ح (75).
فهذه العشر هي والله الغنيمة العظيمة الميسرة بإذن الله تعالى وفي هذا الشهر فرص ومواسم من لم يستغلها تذهب ولا ترجع..
17-أخيراً وقبيل الفجر لا بد من السحور ولو بماء مع احتساب الأجر لما رواه أنس رضي الله تعالى عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة) أخرجه البخاري في صحيحه ح (1923).
18-ثم تسوك وتوضأ واستعد لصلاة الفجر وأنت إما في ذكر أو دعاء أو قراءة قرآن.

التنبيه عن بعض الأخطاء ومنها:

1-أن البعض قد يشيع في ليلة 23 أو 25 أن فلاناً رأى رؤياً وأن تعبيرها أن ليلة القدر مثلاً ليلة 21 أو 23. فماذا يفعل البطالون؟ يتوقفون عن العمل باقي ليالي العشر حتى أن البعض قد يكون في مكة فيعود لماذا؟ انقضت ليلة القدر في نظره. وفي هذا من الأخطاء ما فيها ومنها: أن هذا قد يكون حلماً وليس رؤياً. أن المعبر حتى وإن عبرها بأنها ليلة 21 أو 23 أو غيرها ليس بشرط أن يكون أصاب فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه عبر رؤيا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: (أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً) أخرجه البخاري في صحيحه ح (7046).
2- فإذا كان أبو بكر وهو خير الخلق بعد الأنبياء يصيب ويخطئ فما بالك بغيره؟. والذي يظهر أن هذا من تلبيس إبليس، ليصد المؤمنين عن العمل باقي ليالي العشر. والله أعلم.
وأخيراً أخواني أخواتي في الله الأيام معدودة والعمر قصير ولا نعلم متى يأتينا الأجل ولا ندري لعلنا نعيش ونكمل شهر رمضان أم لا وإن أكملنا هذا الشهر لا نعلم هل ندرك شهر رمضان القادم في حياتنا.
وكما نعلم ونشاهد هذا يخرج من بيته سليماً معافى فينعى إلى أهله وهذا يلبس ملابسه ولا يدري هل سينزعها أم سينزعها عنه الذي يغسل الجنازة؟
ولذلك كله علينا أن نستحضر هذه النعمة العظيمة وهي أن بلغنا الله رمضان ووفقنا لصيامه وقيامه ولصالح الأعمال فيه.
فكم شخص مات قبل أن يبلغ هذا الشهر؟؟؟ وكم من مريض مر عليه رمضان كغيره من الشهور وكم من عاص لله ضال عن الطريق المستقيم ما ازداد في رمضان إلا بعداً وخسارا وأنا وأنتم أسأل الله أن يوفقنا للصيام والقيام وأعمال البر والتقوى فلنحمد الله على هذه النعمة الجليلة واستغلها خير استغلال.
فلنعمل ونجتهد ونحتسب الأجر والثواب والمغفرة من خالقنا سحانه وتعالى
وأصلي وأسلم على خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
المراجع:
1-القرآن الكريم
2-الأحاديث النبوية
3-كتاب الفتاوى المهمة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين