بينما يستمتع الكثيرون حول موائد الافطار في انتظار صوت الأذان، هناك آخرون يكونون في ميادين العمل همهم الأول مساعدة الصائمين وتوفير الأمن والأمان لهم، إنهم رجال يستحقون منا كل تحية وتقدير وإعجاب، يستحقون الإشادة والثناء مع أنهم لا ينتظرونها، إنهم رجال الأمن كل في موقعه، والأطباء والممرضون كل في مستشفاه، وإضافة لهؤلاء شباب يتطوعون للعمل في مشروع الافطار الجوال الذين ينتشرون في الطرقات وعند الإشارات لتفطير الصائمين الذين اضطرتهم ظروفهم لأن يكونوا خارج منازلهم في ذلك الوقت، هذه الصور المضيئة التي تبرز خلال هذا الشهر الفضيل تستحق منا تسليط الضوء عليها.
ففيما يمضي الناس إلى منازلهم بعد غروب الشمس وتخلو الشوارع والطرقات من المارة، تجد رجال الأمن يواصلون الاضطلاع بمسؤولياتهم الأمنية كل في موقعه ومركزه في سبيل المحافظة على أمن وسلامة الوطن والمواطن، فتحية إجلال وتقدير منا لهؤلاء جزاهم الله خيراً على ما يقومون به.
وليس بعيداً عنهم الأطباء والممرضون والمسعفون، في المستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات، الذين يواصلون عملهم على قدم وساق إما لخدمة المرضى المنومين في المستشفيات أو ينتظرون على أهبة الاستعداد تحسبا لأي طوارئ صحية تلم بأي من أفراد الأسرة، ولعلي أخص بالذكر هنا مسعفي الهلال الأحمر والعاملين به الذي يقبعون في عملهم وقت الافطار لاستقبال البلاغات وتوجيه الفرق الميدانية لمباشرة الحوادث والحالات، ويبذلون جهودا كبيرة في تقديم العون والمساعدة للمرضى والمصابين على الطرقات وفي المنازل وقت الافطار، وكلهم سعادة عندما يخففون ألم مريض أو ينقذون مصابا.
نموذج آخر مضيء، هو للشباب المتطوعين للعمل في مشروع «الافطار الجوال» التي تنفذها العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية ، والتي تعد أبرزها في هذا الإطار مؤسسة منارات العطاء الخيرية، والمشروع يعنى بتقديم وجبات الافطار لقائدي السيارات في شهر رمضان المبارك لحظة حلول ساعة الافطار لمن أدركهم الوقت وهم في الشوارع والطرقات.
ويهدف المشروع - حسب القائمين عليه - إلى الحد من الحوادث المرورية المميتة التي تقع قبل أذان المغرب بخمس دقائق جراء السرعة الجنونية التي يرتكبها بعض قائدي السيارات أملاً في إدراكهم وقت الافطار في منازلهم من جهة، ومن جهة أخرى تطبيق سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في تعجيل الافطار وكذلك ترسيخ رسالة العمل التطوعي وإشاعة التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع. والمشروع يقدم خدماته الخيرية لعابري السبيل ممن يجدون أنفسهم على الطرقات في وقت الافطار عبر مجموعة من الشباب ممن سخروا أنفسهم لخدمة الصائمين واختاروا طوعا خدمة الصائمين عن الانضمام لأسرهم وقت الافطار، فبينما يتحلق الجميع حول موائد الافطار في انتظار صوت الأذان، ينتشر هؤلاء الشباب عند الإشارات المرورية وفي تقاطعات الطرق والميادين وعلى الطرق السريعة؛ لتوزيع وجبات افطار للصائمين الذين أدركهم وقت الافطار، راغبين في الحصول على الأجر الذي وعد به المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله : «من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء».
وختاما، وإن كنا نوجه الشكر والتقدير لكل هؤلاء النماذج، التي نعتبرهم صورا مضيئة، فإنا نذكركم أن اليوم هو 20 رمضان، فقد بدأ العد التنازلي لكي نودع شهر رمضان، فأدعوكم – ونفسي- مجددا إلى وقفة صادقة مع النفس قبل أن ينتهي الشهر، فليسأل كل منا نفسه عن سجل إنجازاته خلال هذا الشهر على كافة الأصعدة الدينية والاجتماعية والاقتصادية، وليبادر باستثمار العشر الأواخر من رمضان فيما يفيد دينه ودنياه، وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه.
تحياااااااااااااتي
اخوكم / البلوي