لطفي عبد اللطيف - الرياض
جريدة المدينة
دعت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الأئمة والدعاة الذين يقومون بإمامة المصلين في صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك، إلى عدم الإطالة في دعاء القنوت، وان يخصص الدعاء -كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- للإصلاح ويكون بالإجماع ولا يخصص، وان لا يزيد عن خمس دقائق.
وقالت الوزارة في توجيهاتها: ان التطويل في دعاء القنوت ليس من السنة، بل انه يذهب الخشوع في الصلاة، وحذرت من السجع في الدعاء والتكلف والتكرار، وتلاوته مثل قراءة القران الكريم. كما نبهت الى عدم التقليد، بان يقلد بعضهم البعض في دعاء القنوت، وطالبت الوزارة جميع الأئمة والدعاة بإخلاص النية، والالتزام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحدد الوزارة اثني عشر مرتكزا لآداب الدعاة في القنوت، وطالبت الأئمة الالتزام بها، ومن هذه الشروط: استشعار الدعاة في العبادة، والاجتهاد وتصحيح النية، واستحضار الإمام قلبه، وأن يدعو بابتهال وتضرع، وتجنب ما يحدثه رفع الصوت، والجهر الشديد والصياح، حتى لا يقع الإمام في الغلو والرياء، ومن مداخل الخطأ عند بعض الأئمة في المساجد تقليد بعضهم البعض، وحرص بعضهم أن يدعو بما يدعو به غيره، دون النظر في صحة الدعاء، أو بحث عما هو أولى منه أو أحرى.
وأكدت الوزارة في توجيهاتها على ضرورة إتباع الإمام لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واقتفاء أثار حملة الوحي من الصحابة ومن اتبعهم.
وأكدت التوجيهات على أهمية استفتاح دعاء القنوت في ختام صلاة التهجد بالحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وتحري جوامع الدعاء وترك التكلف والتفصيل، وعدم السجع لما فيه من منافاة للخشوع في الدعاء، وان يدعو الإمام إلى الله عز وجل بلسان والذل لا بلسان التقعر والتكلف وتجنب الزيادة والاطالة التي تشق على الناس، وأن يكون ظاهر دعاء القنوت الاجمال وعدم التطويل، وهو ما كان يفعله العلماء الكبار المقتفين للسنة، أما التطويل في دعاء القنوت فهو من المحدثات وليس من السنة.
وطالب الوزارة من الأئمة بالإلحاح في الدعاء والتضرع والصدق، وتكرار بعض الأدعية ثلاثا، وعدم استبطان الإجابة، ويجوز رفع اليدين في الدعاء، والمشروع في الدعاء لا عدوان فيه، والعدوان قد يكون من كثرة الألفاظ أو كثرة المعاني.
وقالت الوزارة إن التعميم في الدعاء بالهلاك على اليهود والنصارى خطأ، فيجب الدعاء على المعتدين فقط أما تعميم الدعاء بهلاك اليهود والنصارى والكفار عامة مخالفة لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما أكدت عليه اللجنة الدائمة للإفتاء بقولها :
«أن الدعاء بفناء كل الكفار، اعتداء في الدعاء، لان الله قدر وجودهم وبقاءهم لحكمة، والله يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد»
ومن ثم الدعاء على اليهود والنصارى جميعا بالاستئصال لا يجوز شرعا.