"الو.. يا زعيم .. أرسل لي درزن ثوم و5علب نجوم و2 نانسي و5 لميس".. بهذه العبارات يتواصل مجموعة من الشباب العاطلين تحت سن العشرين في الطائف الذين شكلوا مجموعات لبيع المفرقعات بأساليب مبتكرة للتخفي والتهريب والبيع خفية دون الوقوع في قبضة الأجهزة الأمنية التي تلاحق باعتها وتقوم بمصادرة كل ما تقبض عليه.
ومن أجل ضمان عدم الوقوع في الفخ، يتم العمل بنظام المجموعات، حيث يرأس كل مجموعة شاب يطلق عليه الزعيم بينما يتقاسم بقية الشباب أدوار المهام لبيع أكبر كمية من المفرقعات والفوز بحصة وافرة من أرباح الموسم.
"الوطن" استطاعت الدخول في عالم مجموعات البيع في الخفاء والتهريب حيث تم إقناع أحد زعماء المجموعات بالاطلاع على تفاصيل خطط البيع.
وأشار الزعيم "محمد" أنه يعمل في بيع المفرقعات كل عام حيث يقوم بجلبها من جدة وبيعها في المنطقة المركزية – سوق البلد- حيث يقوم بعمل مباسط صغيرة يقوم على كل مبسط شاب وفي نهاية شهر رمضان يقوم بتصفية الحسابات ومنح كل شاب مكافأة مجزية.
وبين أيضا أنه خلال السنوات الثلاث الماضية تم تضييق الخناق على باعة المفرقعات من قبل الجهات الأمنية وتمت مصادرة كميات كبيرة وتكبد الباعة خسائر فادحة، وذكر أنه استطاع إيجاد خطة أكثر أمانا حيث قام بتشكيل مجموعة من الشباب جميعهم تحت سن العشرين حيث يتواجد 10منهم في السوق ويقومون بعرض البضاعة على المتسوقين بطرق ذكية من خلال الهمس لهم بعبارات مثل "طراطيع.. صواريخ" وفي حالة تأكد الشاب من جدية الزبون وأنه ليس من عناصر البحث الجنائي يقوم بقبض المبلغ، ثم يجري اتصالا بي ويطلب الكمية، والتي ترسل له مع مندوبين من باقي المجموعة متخصصين في التوصيل من المستودع الذي يكون في مكان آمن بالقرب من الموقع.
وذكر أن الشاب الذي يتصيد الزبائن لا يمكن أن يذهب للمستودع، حيث نخشى أن يكون مراقبا من قبل الجهات المختصة والتي سوف تداهم المستودع وتكبدنا خسائر فادحة.
وبين أن المندوب إذا جاء بالكمية يراقب الوضع أولا ثم يقوم بتسليمها للمسوق وفي هذه الحالة تكون العملية أكثر أمانا، حتى وإن تم القبض على المندوب والمسوق فإن البضاعة التي ستتم مصادرتها كمية قليلة، ويستحيل أن يدل المقبوض عليهم على المستودع.
الشاب "سلطان ح". خريج ثانوي، أشار إلى أنه يعمل ضمن هذه المجموعة بعد أن عرض عليه رئيسها "الزعيم محمد" العمل معه، وكلفه بالتواجد في سوق البلد وعرض البضاعة على من يبحثون عنها، والتأكد من جديتهم للشراء ثم قبض الثمن أولا والاتصال به لتسليم البضاعة. وأضاف سلطان إن هذا العمل بالنسبة له مغامرة لكنه في ذات الوقت شيق، مشيرا إلى أنه يضطر للعمل فيه من أجل المال، مبينا أن أعضاء المجموعة أصبحوا قادرين على قراءة الأوجه ومعرفة عناصر البحث الجنائي الذين يلاحقونهم.
واستغرب سلطان الرقابة التي تفرضها الجهات المختصة على بيع المفرقعات وخاصة الأنواع التي لا تشكل خطورة، مؤكدا أن الرقابة لا يمكن أن تسهم في السيطرة على البيع والذي يتم في الخفاء، طالما أنها موجودة في البلد، لكن تضييق الخناق ساهم في لجوء الشباب إلى أساليب التهريب والتخفي وتعلمها كما ساهمت في رفع أسعار المفرقعات بنسبة 100%.
من جهته أشار الناطق الإعلامي لشرطة الطائف الرائد تركي بن ظافر الشهري إلى أن الخطة الأمنية تقتضي منع بيع المفرقعات والقبض على من يقوم ببيعها وتسليمهم لجهة الاختصاص، مشيرا إلى أنه يجري حاليا تكثيف دوريات البحث والتحري للمساهمة في القبض عليهم، ومؤكدا في الوقت ذاته أن المفرقعات تشكل خطورة على الأطفال وتسهم في وقوع حوادث وحرائق كبيرة. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي