حتى الفول لا أخلو من الحسد
ذات مساء شوالي ثقيل ، ذهبت كعادتي القديمة التي تركتها منذ أشهر معدودات لأشتري
العشاء ، قلت لصاحب الجرة جهز لي علبتين بريال وريال، ودخلت لألج المخبز وأشتري
ما يسمن ويغني من الجوع من جبنة وغيره ، وأنا الآن أسترجع ذلك المشهد المهيب
قبل أكثر من ثلاثة وعشرين سنة حينما كان جدي يوبخ والدي حفظهما الله على تركه
للصغير دون أن يذهب به معه ليشتري العشاء ، وعندما خرجت وجدت علبة واحدة
بسعر ريالين فقلت له بريال وريال منجمة ، فقال بل بريالين مجمعة ، فقلت ولماذا؟ قال
بلهجته : مدير كلام ما في علبة ؟ يقصد الحجم الصغير ، فقلت له أنا أحضرها لك إن كان
يزعم أهنا لا توجد في السوق ونفدت . فضحك فتمثلت بيت الأول مع خالص الاعتذار
له :
هم يحسدوني على فولي فيا أسفي = حتى على الفول لا أخلو من الحسد