بالطبع نعلم بأن سبب الحروب الداخلية في الدول هو أحد الأمرين فإما بسبب الإختلاف السياسي أو الطائفي ونحن كمتابعين لأحداث حرب الحوثي ضد الحكومة اليمينة قد نرشح أن يكون السبب هو السياسي لأن مايدور من أحداث كأنه يرسم صورة الإختلاف السياسي وإن كان الشك يراود البعض في ذلك .
كما هو معروف بأن تمركز الحوثيين في محافظة صعده والتي تقع في الجزء الشمالي من الجمهورية اليمنية و تبعد عن العاصمة صنعاء مسافة (243 كيلومتراً ) وبالطبع لها موقع هام حيث تحدها من الشمال المملكة العربية السعودية ومايدور فيها الآن يشكل خطراً على المحيط الإقليمي في تلك المنطقة التي تحولت لميدان دماء بشرية دون سبب وجيه .
وكما نشاهده من خلال الإعلام ونقلهم لبعض الأحداث هناك بالرغم من التحفض الواضح من الحكومة اليمينة عمّا يدور هناك وتقليص عدد الصور التي يبثها الإعلام أمامنا ولكنها بالفعل هي حرب دامية ضروس وبالفعل تخضبت أرجائها وصفحاتها وميادينها وخاصة في محافظة صعدة وضواحيها بأقسى صور الوحشية من خلال تلك المعارك بين الحكومة ورجال الحوثي لأن الحرب أصبحت جوية وبرّية وذلك دليلاً واضح على أن الأمر لم يعد سهلاً أمام الطرفين .
رجال الحوثي وكما يبدون في مقاومتهم بأنهم يملكوا من السلاح المتطور مايدعوا للشك ويزيد إحتمال التوقعات التي صرح بها أكثر من مسئول في اليمن بأن هناك من يدعم حركة الحوثيين في اليمن بالسلاح وغيره فإن كان الأمر كذلك فسوف يتفرع حديثنا إلى التطرق للحرب الطائفية ولكنا سنكتفي هنا بالإشارة إليها لما تحمله من معاني وأهداف أخرى تحتاج لموضوع مستقل لأن الطائفية أيظاً تبحث عن إثبات لوجودها ولأهداف سياسية أيظاً مما سيتسبب في إجتياح فكري لكل أراء المحلل السياسي لأحداث اليمن التي تخفي ورائها بالتأكيد الأهداف السياسية والطائفية التي قد يعتقدها البعض ..!!
الشعب اليمني وخاصة في محافظة صعدة وضواحيها واجهوا مالم يكن بالحسبان مما تسبب في قتل الأبرياء وتشرد آخرين حيث المعارك الدامية التي تلتهم الأخضر واليابس وبشكل عشوائي للأسف بعد أن فقدت الحكومة اليمنية كل سٌبل السلام وقبول رجال الحوثي للشروط التي وضعتها الحكومة اليمنية على الحوثي ورجاله كي يتم إقاف الحرب ضدهم وهنا لا إختلاف على أن الحرب التي شملت حتى المواطن الذي لا ذنب له ولكن كما يبدوا أن الحكومة اليمنية لم تجد خياراً بديل لذلك ..!!
ليس من الغريب أن نسمع بعض الأخبار التي تنتشر في أوساط الحكومة أو الشعب اليمني والتي تنص على الخيانات العسكرية أو غيرها لأن ذلك من أهم وسائل الحرب النفسية التي يستخدمها الحوثيين ضد الحكومة اليمنية كما هو واضح للجميع بأن الحوثيين يدركوا تماماً بأن كل دولة يكون شعبها مجتمع قبلي فسيسهل تفرقته من خلال تلك الإشاعات التي ربما قد تؤثر حتى على قوة الحكومة في الحرب وقد تساهم في تقهقر صمود أفراد الجيش وغير ذلك مما سيساهم في تقدم لنجاح خططهم التي هم يسعوا لتحقيقها بالتأكيد كما في المقابل هناك مايقوم به الإعلام اليمني من أجل الغرض نفسه ..!!
فيجب على الحكومة اليمنية أن تتفهم لمثل هذه الأمور ومن حيث الوضع الحالي يجب عليها أيظاً أن تتعامل معه بكل جدية وحكمة وتتصرف بأسرع وقت ممكن حتى لا يكون للقبلية دور في تلك الحرب التي نشبت نيرانها ويبدوا أنها في إنتشار ليصل لهيبها إلى أبعد من ذلك لا سمح الله .
وفي النهايه :
بالفعل نحتاج لتفسير واضح وجليّ عن أسباب الحرب هذه فهل هي سياسية أم طائفية ؟؟ وهل ستنتهي الحرب في صعده أم ستكون هناك إمتدادات لطموحات الحوثيين وصنعاء العاصمة لا تبعد عن صعدة سوى 243 كم ؟؟