نعمة الأبناء
قد يعيش الإنسان طول حياته مكافحا، لا يعرف للابتسامة طريقا، ولا إلى الراحة سبيلا، كتب على نفسه البلاء، وعلى حياته الشقاء، لا يعرف إلا الحزن والهم والبكاء، يقضي وقته بين الزفرات وتنفس الصعداء، لا هوا من المحزونين ولا من السعداء،
يعيش في دنيا كل همه فيها أن يرزق بالأبناء الصالحين ، يرفعون أسمه من بعد انتقاله لرب العالمين ، يعيش ويبقى على هذا الأمل لعل وعسى أن يكون من المحظوظين ،
ولكن يفاجأ بالمفاجئة المفجعة ، في الدنيا والآخرة ، بأنه أحد العقماء ، فلا ابن صالح ولا أبن من الأشقياء ، قد تكون هذه سنة الله في خلقه ، وقد يكون هذا قدر من أقداره ، وقد يكون هذا ابتلاء لأوليائه ، ولكن يبقى الإنسان إنسانا ، له عواطف وأحاسيس ومشاعر تتأثر بما يحصل له من نعماء أو ضراء ، فيعود الإنسان من جديد إلى الأنين ، وترقب ما تحدثه السنين ، دائم في دعائه من أرحم الراحمين ، بأن يرزقه الله با لأبناء الصالحين ، ولا نملك له إلاً أن نردد معه
آمين آمين ....