جميلٌ أن.....
جميلٌ أن يتعامل المرء مع أسباب العيش وما يحيط به من متاع ومتع بطريقة ( المتخفف ) من الأحمال. فهوا إن فعل كان من أعرف الناس بتقلب الأحوال . وكان من الدنيا على حذر فلم يصبه التعلق بها في مقتل. إن نقصت ذهبت روحه فرقاً . وإن زادت غرقت عيناه في لجة مدلجة فما عاد يبصر إلا زيادة . وصار مثل ( القدر ) الذي لا قاع له ، فما يملؤه ماء البحر .
جميل أن يتحوط المرء من هذا المصير فيكتفي بالكفاف ويتزين بالعفاف . ولا ينسى نصيبه ولكن بانتصاف . جميل أن يسعى في الأرض حتى يعول ذرية ، ويعمر الأرض والبرية ، ويغني يده عن مسألة زرية ، وقد جاء في الأثر { لئن تذر ذريتك أغنياء خيرمن أن تذرهم عالة يتكففون الناس } والميزان في هذا إصابة الغرض بغير إصابة النفس بالمرض ، ونسيان ماعليه .. قد افترض .
جميل أن تمر تحت يديك أسباب البطر ، وتتزين تحت ناظريك دنيا ذات خطر ، وتدفع ذلك كله بسجدة ترجوا بها مافي الغيب قد استطر .. وقد جاء في الأثر { الغني الشاكر ، خيرمن الفقير الصابر }
جميل أن تخوض غمار الحياة وكدحها ، وأن تخالط الناس على ألوانها ، وأن ترفع شرعة الله بأبهى أنوارها ، في عبارة رشيدة تسموا بسدادها ، وقد جاء في الأثر { من يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير ممن لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم }
جميل أن تصمد أمام هوى رئيس من الناس فلا تضل ، وأن تستجمع الحجة والبيان فلا تزل ، إنك إن فعلت فأنت حقيق بألا تذل . فأنت في حصن منيع .. قال تعالى { إن الله يدافع عن الذين آمنوا}
جميل أن تكون في بيتك بلسماً شافيا ، وأن يجدك كل من فيه عليه حانيا ، وأن يبرك ( جميلك ) للأطفال متصابيا ، وأن تهش لزوجة مكد ودة فتشرق منها بسمة تقول لها بها .. ذهب مابيا
وقد جاء في الأثر { خياركم خياركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي }
جميل أن تنجوا ببيتك من تيارات الهواء، وأن تبقى لك وأهلك سكناً يفيض بالهناء،
إن البيوت الدفيئة قد حلت بها بركة من السماء .