المسرح السعودي يقولون إذا أردت أن تعرف حضارة أمة فزر أحد مسارحها، وبما أنه لا يوجد لدينا مسارح في السعودية فأظن أن مسارحنا هي شوارعنا، وإذا أردت أن تتعرف على حضارتنا فانزل إلى شوارعنا لترى الناس وتتعرف عليهم وعلى سلوكياتهم، وكيف يقودون مركباتهم بحالة نفسية هستيرية، وللتعرف على مستوى اللامبالاة التي يتمتعون بها ومدى اهتمامهم أو حتى معرفتهم بالأنظمة المرورية والتي لا يقف أمامها لا رصيف ولا أكبر منه.
تذكرت سيدة أوروبية تعمل في السعودية وهي تصف في لقاء صحفي الحالة النفسية الصعبة التي تعانيها وتمر بها يوميا أثناء خروجها لعملها، وأنها تحس في كل مرة أنها خارجة في مهمة عسكرية ترجو النجاة منها، حيث كانت تقول: إذا أردت أن تتعرف على السعوديين وأخلاقهم وطبائعهم ومستوى تعليمهم، وكيف يفكرون فانزل إلى شوارعهم، فهل هؤلاء هم نحن؟
انظر إلى أخلاقهم مع بعضهم وكيف يصلون إلى السباب والشتائم والتلاسن بل وحتى الاحتكاك والاعتداء بالمركبة أحيانا للتعبير عن الغضب أو الرجولة وأنه لم يخلق بعد - حسب تصور بعضهم - الذي يهينهم! فأصبح الشخص يخرج من بيته ويده على قلبه يسأل الله الجنة ويعوذ به من النار، وكأنه خرج للقاء عدو إما أن يَهزمه أو يُهزم.
أما شوارعنا وطرقنا المهترئة فحدث ولا حرج، فهي وإن أعجبتك من بعيد فهي بعيدة كل البعد ـ إلا ما ندر ـ عن أنظمة وقواعد السلامة المرورية، ومبادئ وأصول هندسة الطرق، وأنه ليخيل إليك أنك بتَّ تعيش في عشوائيات أسمنتية! تحية للمسرح السعودي!

http://www.alwatan.com.sa/news/write...5137&Rname=396