ورقة من دفتر مواطن ..!!
الصفحة (2)
كنتٌ قد تطرقت في الصفحة الأولى في مقالة سابقة لهذه المقالة من الدفتر هذا لحياة مواطن في مسيرة حياته ليوم واحد واليوم حان وقت صدور الصفحة الثانية لمواطن آخر ولكن لعدد من الشهور لبعض الأحداث التي وقعت في حياة هذا المواطن الذي إخترناه اليوم ليكون بطل قصة الورفة الثانية هذهِ
فدعونا نتجول عبر سطور مختصرة لنتعرف على حياة هذا المواطن ..!!
مواطن بلغ من العمر مايقارب الستين عاماً وهو متقاعد وسيرته في الماضي سيرة المواطن الوفي لبلده وقد خدم وطنه على أكمل وجه حتى وصل إلى سن التقاعد ولكن كما نعلم فالكبر بالسن يتبعه أمراض قد تكون من علامات الشيخوخة وقد تكون شيخوخة مبكرة من إثر مايتعرض له البعض في هذه الحياة من ضغوط نفسية والأسباب عديدة ولكننا نتفق بأن هناك من لا يحتمل بعض الضغوط في حياته وخاصة مازاد عن حدها ..!!
له من الأبناء مايقارب العشرة ماشاء الله والبقية قد أصبحوا رجال المستقبل وإستقلوا بحياتهم الأسرية ولهم إلتزاماتهم رغم عدم تقصير البعض منهم ولكن ربما البعض منهم لم يكن في مستوى يساعده بأن يكون عوناً لأبيه ولكن هذا الأمر لا يعنينا الان .
هذا المواطن الذي كان شاباً أحب ان يتبع السنة المحمدية بتعداد الزواج حيث له من الزوجات ثلاث زوجات وبسبب ذلك لم يتمكن المسكين من اللحاق بركض المصاريف وشراء مايكفي للأبناء مايحتاجوه بالشكل المطلوب فما بالك بالنساء الثلاث اللاتي لم يَعٌدنَ يفكِرن في نفسهن لأنهن يرغبن في تأمين قوت الأبناء فحسب ,, أصيلات والله ..!!!
تقاعد ذلك الرجل براتب لا يبعد كثيراً عن الثلاثة ألاف ريال سعودي وقد كان يكفي الراتب لتسديد فواتير الكهرباء والماء
وتسديد ماتبقى من القرض الذي قد إلتزم مؤخراً مع البنك لشراء بيت يضم تلك العائلة لأنه قد كان يعاني من دفع إيجار البيت الذي شملته طفرة الغلاء حينما إتفقت السلع التجارية أن تٌجرب مدى غلاها عند المواطن وترغب أن تعرف مدى وفاء المواطن معها وأي السلع سيختار منها بعد أن أصبح من الضروري أن تختار بعض السلع التي تحتاج إليها وكان إيجار المنازل من تلك السلع التي صممت ان تعرف مدى تمسك المواطن بها او أنه سيهجرها كباقي بعض السلع التي هجرها المواطن بعد الغلاء مع أن ذلك المنزل المتواضع أصبح لا يكفي حتى لنصف العدد ولكن ..!!
للأسف كانت المفاجأة العظمى والمصيبة الكبرى مرور ذلك المواطن بوعكةٍ صحية وللأسف كان يعيش بالجنوب في مملكتنا العزيزة التي لا يوجد بها مستشفى متكامل للأجهزة الطبيه وخاصة لبعض الأمراض السرطانية التي وبكل أسف كان لذلك المواطن موعد مع أحد تلك الأمراض ولكنه كسب طبيباً بقلبه قليل من الرحمة , فقرر الطبيب تحويله لأحد مستشفيات الرياض العاصمة التي تنفرد بمميزات عن غيرها وخاصة في ذلك المجال .
وبما أن ذلك المواطن متقاعد من السلك العسكري فذلك يٌسهِل المهمة لتحويله لمستشفى يهتم بتلك الفئة التي كان ينتسب لها ذلك المواطن في ريعانة شبابه وقد بعث ذلك الطبيب الأمل الكبير في قلب المواطن الذي بات قاب قوسين او أدنى من فقد بصيص الأمل في شفائه رغم أن رحمة الله واسعة والأمل في ربنا كبير ..!!
طبعاً تم إرسال فاكس لذلك المستشفى بتقرير طبي عن حالة المذكور أعلاه وبحمد الله تم الرد بنفس اليوم على ذلك الفاكس وكان الرد أن التقرير سيتم عرضه على اللجنة الطبية لتقييم المرضى بأسرع وقت ماشاء الله ..!!
وبالفعل باليوم الثالث تم الرد الذي كان الشعرة التي قسمت ظهر البعير بأنه وبكل أسف لا يوجد سرير بالوقت الحالي ويجب عليهم الإنتظار فربما سيشغل احد الكراسي خلال الأيام المقبلة إنشاء الله ولذلك عاش الرجل على مغذيات ومواساة من زواره بمستشفى لا يستطيع أن يقوم بعلاج مريض ..!! رغم أن المستشفى ذلك مساحته تكاد تكفي لعدد إثنين من بعض المستشفيات التي تقع في خارج تلك المدينة وتعالج أصعب من ذلك المرض ..!!
عموماً بعد الإنتظار والمتابعة من قبل طبيبه مع ذلك المستشفى جاء الرد بأنه والحمدلله تم حجز سرير لذلك المواطن ولكن يتطلب تقرير طبي حديث ومفصل عن حالة المريض وقد تم إرسال ذلك فوراً وليتهم لم يتابعوا ونسوا الأمر ..!!!
فقد كان الرد بأن حالته الطبية الراهنة قد ساءت ولا يمكن علاجها ..!!
أليس كان من الأجدر أن يكون قرين ذلك المستشفى بالرياض أن يكون أيظاً في الجنوب حتى يتم إنقاذ مثل ذلك المريض مستقبلاً لأن ذلك المواطن قد مات ؟؟!!
أيظاً للأمانة الأدبية فقط سأخبركم بأن القصة هذه فقط من نسج الخيال ولكن ألا تتفقوا معي بأنها حاصلة مع البعض ؟؟!!
ليتنا ندرك بأن حوباء الأنام غالية جداً والإهتمام بها وبمستوى الصحة ورعايتها في الجنوب وفي كل مكان في بلدنا أهم من الإهتمام ببعض الأمور الثانوية التي قد يستغني عنها المواطن المسكين الذي لا يبحث لغير قوته ومسكن لعائلته ورعاية صحية أفضل و تليق بهم لكونهم بشر ..!!