اعجبني
آلــكلآم
يعد الكلام هو مقياس المحبة وكسب الأخرين
بحيث قد يكون َ الحديث مرصع بالإسلوب اللبق والكلام السديد
وفي النقيض قد يكونَ مجرد كلمات تخرج دون حسيب ولا رقيب ،
فربُ كلمة قاتله تصيب صاحبها إصابة بليغة ومستعصية يصعب العلاج منها ،
وكما نعلم بأن الرسول عليه الصلاة والسلام
نهى وحذر من الثرثارون وكثرة الثرثرة في الكلام والتشدق فيه ،فقال:
( من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا ً أو ليصمت ) .
وثمة حديث يصدر من اللسان إلى مسامع الأخرين
ويفرق ويشتت الأسر والقرناء والإخوان
فكل هذا إن قاد على شي فهو حتما ً يقود إلى المساوئ
وفعل المنكرات واستثقال النفس على الآخرين و
من منا يريد أن يكون عبئ وحمل ثقيل على أطراف المجلس
ومن منا ينكر بأنـه يود لو أن يدب ّ روح المحبة في قلوب قرناءه وأصدقائه !
فلابد من الإنسان أن يتخير كلامه قبل النطق به
فربما كلمة تخرج من مخارج غير مدروسة
وتعود عليك بعواقب وخيمة ،
فلو كلٌ منا فكر ّ مليا ً بالكلمة التي ينطق بها
لما كثر الأعـداء الألداء ولما تفشى الكره والحقد والبغضاء
ولما تغلغلت في أنحائنا الشتائم والنميمة والغيـبة
والبهت وغيرها من تلك الصفات الممقوتة بلا شك .
لكن البعض يقول ويهتف بإحتجاج وإعتراض
مستطردا ً بأني لو هوجمت بألفاظ بذيئة من قبل أحدهم
لا أستطيع كبح غضبي وسطوتي وأقوم بالرد عليهم بالمثل وأقسى ،
فما عساني أن أفعل ؟
نرد عليه قائلين بأنه المعاملة السيئة لا تكون بالمثل ،
ومقابلة الإساءة بالإحسان هي الطريق
والمسلك الأصوب والأخيرّ لمن يرجو رضى الله ورسوله ومن ثم رضى الناس ،
إجعل من نفسك قدوة واسوة يحتذى بها ويقتدى بها
لا تكن ّ كالإمعة تتبع الأغلبيه وتنهج نهجهم من باب أن تسلك طريقهم الوعر
والمؤدي إلى مهالك ومساوئ لاتحمد عقباها . !
إعقد العزم بتغيير ذاتك للأفضلية
ولا تلتفت لمن هم أقل منك شأنا ً وأصغر منك عقلا ً ،
إرتق بأخلاقك وعامل الأخرين بأخلاقك لا بأخلاقهم ،
إتسم باللسان المعسول ولا تكن كالصخور الصغيرة
كلما زادت شدة الرياح أخذتك معها ،
إنما كن جبلا ً لا تهزك الرياح .
كن كما أنت عالي بأخلاقك وبلسانك
الذي لا يخرج إلا لؤلؤا ً وألماسات.