تحذير... الحكاية طويلة جداً... وستهدر وقتك... ننصحك بعدم قراءتها...
مركز الرعاية الأولية بحي المكرمية...
سأتحدث عن بعض من معاناة معه... ربما شعر بها الجميع.... وربما يرى البعض بأني أقود حملة تجنٍ ضد من يتفانون في خدمتنا...من أطباء وممرضين وإداريين...
رغم الصداقة الحميمة التي تربطني ببعضهم ... والتي قد تخولني للحصول على مميزات يحلم بها الغير... لكن..
عذرا أصدقائي فأنا لا أملك فرشاة أدهن بها آثار القصور المتنامي... ولا أملك بروازا يتناسب جماله مع قبح المحتوى...أعلم أن القائمين على هرم الصحة في المحافظة ... يؤمنون بالنقد البناء... وتلتوي أعناقهم لنداء المواطن ... وتنحني هاماتهم تواضعاً لمساعدة الضعيف ... ويحتوون القوي بحكمة القيادة الفاعلة... وبقلب المسؤول المخلص للوطن...
من هنا كان لزاما أن أفرغ ما في جعبتي حتى لو رأى البعض أنه استفراغ لا إفراغ...
لأن التهاب الحلق واللوزتين قد أدمنني وقرر منذ سنين الإقامة في دهاليز حلقي وبين ثنايا اللوزتين - والحمد لله على كل حال - حتى صرت على دراية بمعظم استطباباته ومسكناته ... بعد أن تحولت إلى زبون مستديم لدى هوامير (الخاص ) و (الأهلي) مما استنزف جزء ليس باليسير من دخلي المحدود...لذا وفي آخر زيارة لذلك الالتهاب اللعين...وبعد أن التهم جشعي في الاكتتاب كل ما ادخرته لليوم الأسود... اضطرتني كل هذه الظروف للاستعانة بعد الله بمركز الرعاية الأولية المذكور...
استجمعت قواي الخائرة ... وامتطيت سيارتي ... رغم قرب المسافة التي لاتصل إلى مائتي متر ... لكن هكذا نحن ... وعند وصولي ترجلت عن سيارتي بصعوبة ... اتجهت نحو البوابة ... لمحت شخصا يقف أمامها ويتلذذ ببقايا عقبة سيجارته وينفث دخانها في الهواء ليتسلل إلى داخل المركز... اكتشفت لاحقا وبعد بحث مضنٍ أنه موظف الملفات ... بعد أن قدم مترنحا من آثار الكيف ...وسألني : تريد ملفك !!!؟ قلت في نفسي : لا جاي أسلم عليك هههههه ...اجتهد في البحث عن ملفي الجميل جداً من الخارج ... والمتهاوي بأوراقه الرثة في الداخل ... ثم ناولني رقماً ... أثلج صدري حيث أوحى لي ذلك بدقة التنظيم ...ثم أمرني بالذهاب إلى فلان لأخذ وصفة ... دلفت إلى غرفة تسمع فيها ( دق الحنك من بعيد ) بقيت واقفا لأن هناك من هيئة التمريض الموقرة من يشغل كرسي المراجع ... المهم..
أخينا... وفر على نفسه التوهان بين أروقة الملف وأخذ يسألني ... إيش اسمك ؟... رغم معرفته بي ولكن دقة العمل ...كم عمرك ... ورمقني بنظرة فاحصة تنم عن خبرة ... ثم كتب في حقل درجة الحرارة (38 ْ) ... رمقته وقلت له لا!!!! أكثر ... قال : كم نحطها لك خخخخخخخ .... قلت اللي تشوفه ... ما قصر جزاه الله خير زودها نص وصارت (38.5 ْ ) ... ثم التطعت على كرسي الانتظار ... وقلت : يالله أسلي نفسي بتقليب الملف ...فاكتشفت أن آخر زيارة كانت لي أنا شخصيا كانت منذ أكثر من خمس سنوات... لم أتعجب لمعرفتي بالسبب توّاً... ومع طول الانتظار جاء أحدهم وجلس قليلا ثم دخل مباشرة عقب النداء بالرقم ...ورغم أنه جاء بعدي ... إلا أنه سبقني بثلاثة أرقام ... وتوجهت إلى موظف الملفات... استفسرت عن السر العجيب ... فقال: الرجال هذا جاء من بدري أخذ رقم وراح يجيب عياله...
ماحيرني ...كلمة (بدري) ...قبل بداية الدوام!!!؟ فأن أيضا تواجدت من بدري خخخخخخخخخخ... اعتذرت بلباقة ...واستسلمت لدوري ... الذي استغرق دقيقتين لدى الطبيبة ... خرجت بعدها إلى الصيدلية ...لأجد مضاد الهستامين في انتظاري ...(يعني علاج الكحة) ... رغم نفيي لوجودها عندما سألتني السؤال المعتاد ( فيه كحة)... الكحة التي عقدت معها صفقة صلح منذ سنين... اليوم يفرض علي علاجها فرضاً... تخيلوا... قلت ياولد يمكن الطب تطور وانته رابض هنا على المنتدى ماتدري عن شي!!!!؟
بإيجاز:
1- موظف ملفات يمضي أكثر وقته في تعديل الطاسة عند البوابة ...غير آبه بقوانين الصحة..
2- ممرضين ما وراهم إلا دق الحنك...
3- صيدلية بلا صيدلي ... وإذا صرفلك البنقالي حق النظافة الدواء لا تستغرب!!!...
4- قد تكتشف أن الصداع الملازم لرأسك ... سببه عدم قص أظافر أصابع قدمك...طبعا بالتداعي...
5- قد تكتشف أنك في مرحلة الطفولة ... عندما ترى تركيزات الدواء المصروف... ومين قدك ياعم...
6- ممرضات يبحثن عن تخريم آذان البنات وتركيب الحَلَقْ ... مقابل خمسين ريال للراس الواحد... وتصل إلى مائة ريال إذا كانت الزبونة (مريّشة).وعلى عينك ياتاجر...
7- تحلم أن تعالج بإبرة أوما شابهها.... لأن المركز متخصص في نوع واحد من العلاج... الذي لا يحتاج إلى نتانة المختبرات ... والنظافة أهم من الضماد...الذي يلوث البيئة المحيطة...
الغريب...
أن هذا المركز يقع تحت مكاتب إدارة القطاع الجنوبي ... أي كلاهما في نفس المبنى...
لكن ... فيه مرض إدارة القطاع أدرى به يسمى
طول النظر... يستطيع من خلاله المريض رؤية الأشياء البعيدة ... ولكنه لا يميز الأشياء القريبة...
فهل القطاع الجنوبي مصاب بهذا الداء!!!؟ فقط هذا ما سيجعلني أشفق عليه..
همسة:
أي محاولة للدفاع المستميت... والخروج عن الحوار الهادئ ... سأسميها (.............) ... لأن المسألة تتعلق بحياة الناس... وسأرى فيك يوما تحتاج لمعالجة هناك... لتشرب من كأس تخاذلك ومحاباتك...
مع الاعتذار لكل الأصدقاء العاملين هناك على صراحتي...
دمتم بخير