أنت أيها الأب الذي سمح لبناته بالاختلاط بالرجال في الدراسة أو العمل، وأنت أيها الزوج الذي رضي لزوجته بمثل ذلك، وأنت أيها الأخ الذي رضي لأخته بذلك.. أليست لكم مشاعر تجاه المرأة؟.
ماذا تشعرون؟، أليس الانجذاب إليها قهري قسري؟، ألستم تتمنونها؟، ألستم تشعرون بذلة الميل والحب؟.
هل ستقولون: كلا، لا نشعر؟.
فإن قلتم ذلك، فأنتم مرضى، عليكم أن تعرضوا أنفسكم على طبيب، فهذه حالة غير طبيعة، أو عليكم أن تطلبوا راقيا يرقيكم، فربما الشيطان ربط على خواصركم، فخنق غريزتكم.
وإن كنتم عاقلين، منصفين، سالمين من البرود الجنسي، فأنتم تقرون بتلك المشاعر تجاه المرأة، إذن كيف تأمنون على أعراضكم، وكيف تطمئنون على محارمكم حين يكن مع الطامع فيهن دوما؟.
تقولون: نحن نثق في بناتنا، وزوجاتنا، وأخواتنا، قد نشأن على الفضيلة، وليس الرذيلة من خلقهن؟.
حسنا، فهل أنتم تثقون في أنفسكم إذا اختلطتم بالنساء؟، ألا تشعرون بالجذب والميل تجاههن؟، ألا تخافون على أنفسكم، فمن كان فيه بقية تقوى هرب وتباعد؟.
انظروا: كما تفكرون في المرأة، كذلك زملاء محارمكم في الدراسة والعمل يفكرون، فمهما وثقتم فيهن فلا يمكنكم أن تثقوا فيهم، ومهما كنتم زاجرين لهن فزجركم لن ينفع زملاءهن..
فكيف بالله عليكم ترمونهن في أحضان من يتمناهن ليل نهار، في كل مكان؟.
وكيف تفعلون ذلك، وأنتم تعلمون أن الرجل إذا هوي امرأة فلم تطاوعه فعل كل شيء، حتى لو أدى ذلك إلى التحايل عليها، واستدراجها، واغتصابها، حتى لو أدى إلى تشويه سمعتها، وتحطيم أسرتها؟.
هل تظنون جميع الرجال يخافون الله ويتقون؟..
وحتى لو كانوا يخافون، ألا تعلمون أن الشيطان أحرص وأشد ما يكون وسوسة وعبثا إذا لقي رجل امرأة؟.
حتى بناتكم اللائي تثقون فيهن، هن يسبحن في غريزة مائجة، فيهن من الميل ما في الرجل، فإقحامهن في عالم الذكور تعريض لهن للمهالك. ماذا لو هويت زميلا؟..
ألم تسمعوا ببنات أديبات متأدبات وقعن في المحرم لأجل زميل في المدرسة أو العمل؟، وبنات هربن مع عشقاهن؟، وزوجات أفسدن فراشهن لأجل العشيق؟.
ألم يبلغكم خبر الجمعية الرجالية المنشأة في استراليا؟، هل تدرون لماذا أنشئت؟.
أنشأت لمناهضة ومحاربة وتجريم الذين يخببون الزوجات على أزواجهم.. يأتي الزميل والصديق في العمل في الدراسة أو الشارع، فيغري المرأة بحب جديد، بعد أن ذبل أو ضعف حب الزوج القديم، فتنساق وراءه، فتترك زوجها، وأولادها، وبيتها، وأسرتها، لأجل هذا المسخ الرجس، فتخلف وراءها حسرة وألما، وفي العادة لا تدوم متعتها، فتخرج من تجربتها بخسارة ما كان في يدها، وبخسارة ما لم يكن في يدها؟.
هل تحبون مثل هذه النهاية البائسة؟!!..