سلامٌ مِن البَاري يَغشى أَرواحَكم النَقية
وداعاً ياحُلمي الكَبير ..
سَـ أدْفنكَ مَع بَاقي أحْلامِي المَوْؤدة .. وَأتلو عَليكُم سُورةَ الإخْلاصْ ..
كُنتُ كـ غَيري مِن اليَانِعاتْ .. "كُنتْ" ..
أَحْلُمُ بِـ مُستَقبلٍ مُشرقٍ َزاهرْ ..
وَأيامٍ تُنَادِي عُمري لـِ رَقصةِ فَرحْ ..
كَبُرتْ .. وَتَربتْ أَحلامي وَأصْبحتْ يَافِعة ..
هَذبتُها بِـ نَهجِ الاِقتِداءِ والقُدوةْ ..
وَبـ الصَبرِ وَاسيتُها وَشَدّدتُ يَدَها عَلى التَحملِ بـ قُوة ..
سِنينٌ مَضتْ ..
و َنَهشتْ مِني الدِراسَةُ عُمراً كَـ طَعمِ العَسَل ..
وَبـ أَواخِر حَياتي الجَامِعية ..
أَخَذتْ شَياطِين الهَواجسِ تَتبخترُ أَمامي بِـ كَابوسِ العَطالةْ ..
وَتِلكَ هي حَياتي الحَقيقة التي سَـ أخوضها..
هُناكَ حَربٌ قَائمةٌ بِلا هَوادة ..
وَالبقَاءُ "للأَدْهَى" ..
اسْتَعذت بِالحَامي من وَساوسِ شَرّ خَلقِه ..
وَما أن آنَ للجامِعة افْراجَها عَن حُلمي المَسجُون ..
بَدأتُ رِحلةَ البَحثِ المُستَمِينة عَن من يَتبَنى حُلمي اليَتِيم ..
كَتبتُ سِريتي الذَاتِية بـ ِكبرِياء طُمُوحْ ..
وَبـِ عَزيمةِ مُحاربِ.. طَرقتُ أَبوابَ المَكاتبْ ..
أجَابَني الأوّل : أَنا لا يَعملنْ مَعي فَتياتْ ولا أُمانِع بِـ عَملكِ لَديّ ..
مَع اَنني لم اَسمعْ بتَخَصُصكِ من قَبل .. !
كاَن جَوابهُ كـِ رياحِ السَموم ..
ريِح .. وَلكن حَااارة .!
وَ مَوطنٍ آخر طَرقته لَعليّ أجَد جَواباً شَافٍ ..
فأَجاب: ليسَ لديكِ خِبرةْ ..!
قَضيتُ خَمسةَ أَعوامٍ أدْرس.. فِمن أينَ أَملكُ خبرة..؟؟!
وهَل أَصبحتْ دِراستي مُهَترِئة بِلا قِيمة بلا مَسحوقِ الخِبرةْ ؟؟
فَما الدَاعي إذِن للدِارسَة ؟؟..
إذا كَانت الخِبرة المُتطَلبَ الأوَل قَبلها؟؟....
وَكان جَوابهُ كـَ ضربةِ شَمسٍ في ظَهيرةِ صَيفٍ حَارقة ..
أعَمتْ بَصِيرتي ..!
وَأما جَوابُ الأخَير فَـ كان كَالصفْعةِ على وَجهٍ طَاهِر ..
" إذا كَشفْتي َعن وَجهكِ فَـ الوَظيفَة لكِ ..!"
فنحن لا نَوظفُ المُنَقَباتْ ..!!
تَداعتْ أَحلامِي بِـ السقُوط ..
وَنازعتْ الحَياةْ وكَادتْ تُفَارقها ..
تجَاهَل مُستوايّ التَعليَمي المُتَميز ..
وتَخصُصي الجَديد عَلى السَاحة المِهَنية ..
والرُوح َالحَية للعَطاء بِلا كَلل أوَ تَعب ..
تنَاسَى سُؤالي عَما أمْهرُ به ..
ولَم يُكلفْ عَيناه المُعذَبة بِـ جسَده ِـ بالنَظرِ إلى َما أَحمِل مِن أَعمال شُرف أَفتَخر به ,,
وَالتفَت فَقط إلى نِقَابي ,,!!
عُدت إلى مِنزلي أَحمل حُلمٌ ميتْ ..
وعَقلاً بَدأ بالشَيخُوخة ..
وروحاً عَذبتها طَويلاً بالأَمَل ..
وبَدأتُ أُفكِرْ.. هَل أَنا حَقاً أعُيشُ فِي البَلد الإسِلامّي الأوَل ؟؟..
هَل الإِسلامْ بَاتَ للمَساجِد والمَحاجِر فَقط ؟؟
هَل نُزعَ الدِينُ منَ الحَياةِ مِن خِلفِ السِتَار؟؟
أسِئلةُ جَمة دَارتْ بـ مُخَيلتي عَجزتُ عَن ايجَادِ أَجْوبةٍ لها،،
فَـ هَولُ المَوقِف جَعلني اَتمنَى اَنني لم اَحْلمُ بِـ حَيَاتي قَط ..
حَتى لا أَجدَ مَن يَقتل أَحَلامي أَمامي وَانا صَامِتةْ ..
فَـ ماذا أَفْعَل بِـ روح ٍ حَالِمةْ ؟؟....
لأَحلامكمْ حياةٌ أجملْ
![]()