حزن وأسى
حزن وأسى ملأ قلبي, ودموع غزيرة انهمرت من عيني شفقة وحرصاً وخوفاً عليهم , واستنكاراً لما يفعلون, مشاهد مؤلمة هنا وهناك, وجرأة وإقدام بكل إصرار, هان عليهم كل شيء فلن يفعلوا إلا يرونه صحيحاً بالنسبة لهم, غير آبهين بأي رأي أو قول.
صورتان, فتيات يخلعن الحجاب تهاوناً واستهتاراً, وأخريات يحاربهن المجتمع بأسره لأنهن محجبات , صورتان, كل منهما فيه من الجرأة والإقدام والإصرار الكثير, كل منهما مشهد مؤلم, واحدة تخلع الحجاب وتعصي رب الأرباب, وأخرى تقاتل في سبيله وتحارب من أجله.
ألم وحسرة على ترك الحجاب أو التهاون فيه وحزن وشفقة على من فعلت ذلك, وكأنه ليس شيئاً من الدين, المؤلم أننا مسلمون وفي أرض الرسالة مولودون , تربينا فيها على فضائل الأخلاق وأخذنا الدين من منبعه بكل يسر وسهولة لساننا عربي ونحن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم , فإذا فعلنا ذلك فما بال تلك التي كانت كافرة ثم أسلمت ولا تعرف من العربية شيئاً وليست من أرض الرسالة ولا يمت الحجاب لثقافتها بأي صلة, وهي محاربة مطرودة, ولكن منذ أسلمت أصبح الحجاب أعز شيء لديها فهو أمر إلهي وتوجيه نبوي, فيه الستر والعفاف والكرامة والرفعة والاحترام, ولأن تموت أو تطرد أو تُسجن أو تضرب أو.. أهون عليها من نزع حجابها أو أن تظهر شعرة واحدة من رأسها.
فما بال بناتنا الذين تربوا في بيوت العفة والطهارة والحياء, يستهينون به ويقصرون في ارتدائه بالشكل الصحيح الذي يرضاه الله ورسوله , حجاب لا يصف , يبعد ولا يجذب, يستر ولا يفضح, أهو جهل بأحكام الدين؟ أم تأويل له بما تهوى الأنفس؟ أم تجاهل وإعراض؟ أن عدم قناعة بما شرع المولى وأراد؟ تربية خاطئة ومجتمع ضائع يأخذ من الدين ما يريد ويترك ما يشاء تربى على يديه هؤلاء الضحايا؟
أخواتي, والله إنكن لعفيفات طاهرات جميلات بجمال الدين, كرمكن الإسلام , وميزكن بهذا الحجاب, فأنت به مطيعة لربك, متبعة لنبيك, ومتيزة بلباسك, قدرة لغيرك.. فافتخري به.
لن أطيل في موضوع كُتب فيه الكتب وألقيت عنه الدروس والمحاضرات, ولكن مايراه الإنسان من ازدياد لهذه الظاهرة في بلاد الإسلام عامة وبلدنا هذا خاصة لأمر يستوقف الغيورين على الدين وأعراض بنات المسلمين, ما المشكلة؟ ماذا يحصل لمجتمع عرف الستر والعفاف والحياء منذ القدم وأصبح سمة من سماته وصفة من صفاته ورمزاً للرفعة والشموخ لنسائه وبناته؟ ما الذي يحدث؟ هل نسينا الرقيب سبحانه؟ أم هل غفلنا عن حقيقة الموت والجزاء والحساب؟
أرجوكم ثم أرجوكم أيتها العفيفات الطاهرات , المسلمات المؤمنات, الجواهر المصونة واللآلئ المكنونة, ألا تتهاونوا ولا تستهينوا ولا تتكاسلوا عن الحجاب الصحيح الذي يستر المفاتن ولا يلفت أنظار الرجال, ولا تعرن أسماعكن لأي ناعق يدعو لتركه أو يقلل من شأنه ويدعوكم إلى التقدم والحضارة بلسان الشيطان الذي يريدكم أن تضلوا السبيل, فأنتن القدوات الداعيات, الأمهات المربيات, تكاتفوا ضد تيارات الإنحلال والفساد, فمن كانت متحجبة فلتدعوا أختها بلطف ولين لاقتناء هذا الكنز الثمين والشرب من هذا المعين, ومن كانت غير متحجبة فلتقف مع نفسها وقفة تفكير وتأمل, ولتتخيل نفسها في قبرها ثم وهي واقفة أمام ربها يسألها عن حجابها, فماذا سترد؟ وبأي إجابة ستجيب؟
فإذا رأت أن حجابها صحيح ولا ينقصه شيء , فلتقرأ ولتسأل حتى تتأكد من صحة ما ترتدي وتستتر به, وإذا كانت غير مقتنعة بالحجاب, أو لديها أفكارها وآراؤها الخاصة, فعليها بسؤال أهل العلم الحق وقراءة ما كتب عن الحجاب ,فعسى أن تنجلي هذه الغيوم السوداء, ويتلاشى هذا الضباب الكثيف وتزال هذه الغشاوة عن القلوب والعقول والأبصار.
كلمة أخيرة:
تزينوا بزينة الحجاب يرضى عنكم رب العباد في الدنيا وبعد الممات.. وتوجهوا للمولى عزوجل بالدعاء واسألوه أن يهديكم إلى الطريق الصحيح ليحقق مرادكم.
|
 |
رد مع اقتباس
