لو قلت لأعرابي يعيش في العراق او في بلاد الشام
اجلس هاهنا ولا تصنع شيءً و ابق مستريحا
و خلال ساعات ستجد نفسك في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم
لتعجب منك و تهكَّم عليك
و ربما نعتك بالجنون
لو قلت لرجل طاعن في السن إصعد هنا
و ستذهب الى اعلى مما يذهب اليه الصقر و النسر
و ستتحرك بسرعة لا تتخيلها في كبد السماء
و سترى الأرض كما لم ترها من قبل
لقال لك اتهزأ بشيبتي يا هذا
لو اتيت لشيخ في الصحراء في ظلمة الليل
و أشرت عليه بالضغظ على ذلك الشيء
فينير مهجعة
و تحول ليلة الذي طالما صبغة السواد
فجأة الى نور يرى به و كأنه في شيء من نهار
و قد يستدل الناس اليه بذلك النور
لربما حدث القوم عنك بأنك اصابك شيء من المس
لو قلت للذي يرتحل على قدمية لأشهر طويلة بغية العلم او التجارة او غيرها
هل لي بأن أُسهل عليك ذلك
اصعد هنا مع هؤلاء القوم
و اجلس حيث بدا لك
و ستسيرون على هذه القطع
و تسبقون الخيول و الجمال و البغال
و ستصل في سويعات بدلا من اشهر
لنالك منه ما نالك
لو قلت لبحار ممن يجوبون البحار
هذه التي تراها ستأتي لك بالمؤن دون تجديف او رياح
و تحمل حمل الآف السفن من حمولة سفنكم
او قلت له
اصعد على هذه الشيء و اذهب حيثما شئت
وانت قائماً او جالس
حرك معصمك فقط
و سيسير بك فوق الماء
لو حدثت قوما قائلا لهم:
سيأتي يوم يسير القوم فوق بعضهم البعض
كلٌ في دربه لا يتخالفون ولا يلتقون
فما تتوقع ان يقولون لك
في زمن مضى قد يراك البعض مريضا او مجنونا او بك مس
إن قلت لهم اي مما سبق
ولربما حثو في وجهك التراب
لأنك تهزأ بهم و تستصغر عقولهم
و لما تماديت فيه من قول خارج للعرف والواقع
و لكنها حقيقة نعيشها اليوم
و اصبحنا نراها شيأً تافها من كثرة من تعودنا عليها
و قد ولدنا في وقت وجودها و تعاملنا معها فأصبحت في اعيننا شيئا يسيراً
و اصبحنا نبحث عن اشياء اخرى تعجزنا اكثر فأكثر لم نراها بعد في عصرنا
و نسينا شكر ما انعم الله به علينا من نعم و خيرات
هذا غيض من فيض نِعَمِ الله علينا
فالحمد لله على كل نعمة ظاهرة و باطنه
قال تعالى
( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )
و نسأله ان يجعلنا من الشاكرين له دوما
و الحمد لله اولا و آخرا
اللهم احفظ البلاد و العباد