لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ثلاثة أيام في زحل

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    ثلاثة أيام في زحل

    ثلاثة أيام في زحل
    يتحدث مع أصحابه ، ويتناقش ، ويتضاحك معهم ، ينظر لساعته ، ويقول في نفسه : بقي على أذان المغرب نصف ساعة ، وبينما هو يريد يستأذن وينصرف ، إذا بهذا الطائر الكبير جدا يهوي إليه ويخطفه من بين أصحابه ، ويصيح ساعدوني ، ساعدوني 00 لكن لم يستطع أحد !!
    يطير به ذلك الطائر الكبير ويرتفع به عاليا 00 حتى لم يعد أحد من أصحابه يستطيع رؤيته 00 يخبر أصحابه أهله بأن طائرا عظيما كبيرا قد خطف ابنهم ، تبكي أمه وتصيح وأبوه وأخوته وزوجته وأبناؤه ، ويخرجون ينظرون في السماء فلا يرون ابنهم ولا الطائر الذي خطفه 0
    ينظر بعضهم لبعض ، وكل يكلم الآخر ، أين نبحث عنه ؟ وإلى أين ذهب ؟ ، ولماذا الطائر خطفه ؟ ، وما جنس الطائر ؟ ومن سيساعدنا في البحث عنه ؟
    ويعودون يبكون !!
    تمر الدقائق ، ويرفع أذان المغرب 00
    أما هو فكان الطائر يحمله ويطير به بسرعة عالية ، حتى وصل إلى أرض لا يوجد بها تراب ، وسطحها أملس مثل الزجاج 00 بدأ الليل يخيم عليه ، وهو يمشي لوحده ، ليس معه أحد ، والطائر قد تركه واختفى !!
    ساعته وحذاؤه وشماغه ، كلها قد سقطت 00 لكنه تذكر أنه خُطف وأذان المغرب قد اقترب 00 يسأل نفسه لا يوجد ماء ، أتوضأ ! ولا يوجد تراب أتيمم !!
    كيف أصلي ؟
    قال في نفسه : أرفع الأذان أنا ، وأصلي على وضوئي لصلاة العصر !!
    أين القبلة ؟
    لا أرى القمر ، ولا النجوم ، ولا توجد منازل ، ولا سكان !!
    يا ربّ ماذا أعمل ؟
    يقف متجها إلى جهة لا يعرف أهي شرق أم غرب ، شمال أم جنوب !!
    يرفع بصوته العذب الجميل الأذان 00 يدعو ويصلي على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، ثم يقيم الصلاة 00 ويكبر ، ويقرأ سورة الفاتحة حتى إذا وصل إلى قوله تعالى : { غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ } 00 يسمع أصوتا تقول : آمين يرتج لها المكان ، وكأن عدد من قال : آمين ، مئة أو يزيدون !!
    سكت برهة 00 بين القراءة والتفكير ، هل معي أحد يصلي ؟ هل أؤم بشرا أم غيرهم ؟!
    ثم يقرأ : { لِّلَّهِ ما فِي السَّمَواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

    ويواصل صلاته حتى ينتهي من الصلاة ويسلم ، ويلتفت إلى الخلف ، فلا يرى أحدا!!
    يستغفر ويذكر ويسبح ويقرأ آية الكرسي والإخلاص والمعوذتان 00 وهو في دهشة وحيرة من أمره ، أين أنا ؟ من صلى معي وسمعتهم يرددون آمين ، ويكبرون ويركعون ويقولون ربنا ولك الحمد ، ويسجدون ؟ من هم ؟!!
    إنس !! لماذا لا أراهم ؟
    جن !! مستحيل ! أنا صعد بي الطائر إلى السماء ، والجن لا يعيشون في السماء !
    ملائكة !!
    يسكت !!
    يبدأ الظلام في الزوال ويأتي نور يستطيع الرؤية لمسافة 1كم تقريبا 00 لا يرى قمرا ، ولا يرى نجوما ، ولا يرى شمسا ، ولا كهرباء !!
    أين مصدر هذا النور ؟
    الأرض مسطحة ملساء كالزجاج لا عوج فيها ولا منحنيات ولا ارتفاعات أو منخفضات ، لا يشعر بهواء ، ولا يرى شجرا ، ولا دواب ولا حيوانات ولا طيور ، ولا أية مخلوقات !!
    لا يشعر بحرارة ولا برودة 00 لا يرى شيء !!
    أين أنا ؟؟؟
    أين الأرض التي كنت أعيش فيها ، منزلي وأهلي وأبنائي وزوجتي وأمي وأبوي وأخوتي ، وجيراني ؟؟
    لا يشعر بجوع ، ولا يشعر بعطش 00 فمه رطب مبتل !!
    تزداد حيرته ، وهو ما يزال جالسا في مكانه 00 ينظر لثوبه ، هل اتسخ من جلسته ، لا !
    يضع يده على الأرض ، لا شيء يعلق بها !!
    لا يسمع أي صوت ، الذين صلوا معي أين اختفوا ؟ لماذا لا أسمعهم ؟ أو أراهم ؟
    لا يشعر أنه يريد أن يتبول ولا يحتاج قضاء حاجة !!
    يمد بصره ويتلفت فلا يرى أحدا !!
    لا يعرف كم مضى من الوقت !!
    يقدر أن وقت صلاة العشاء قد حان واقترب 00
    يقف ويرفع أذان العشاء ، ينتهي يتشهد ويدعو ويذكر ، ويصلي ركعتين ، يسلم ، ينظر يمينا وشمالا لا يرى أحدا !!
    يقيم الصلاة 00 يكبر ويقرأ الفاتحة ولما وصل إلى قوله تعالى : { غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ } 00 يسمع أصوتا تقول : آمين يرتج لها المكان ، وكأن عدد من قال : آمين ، مئة أو يزيدون !!
    يطمئن وينشرح صدره ، يقرأ : { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } ، حتى إذا أكمل السورة يركع ، ويسمع من خلفه يكبرون ويركعون ويسبحون 00 يكمل صلاته ويسلم ويلتفت فلا يرى أحدا 00 لم يتمالك نفسه وأعصابه ، ويصيح بأعلى صوته : يا عالم أين أنا ، من أنتم يا من صليتم خلفي ؟ !
    لا يرد عليه أحد !!
    كاد أن يبكي ، ولكن لا يستطيع أن يبكي ، يضع يده على رأسه ، يتحسس وجهه وعينيه ، لا دموع في عينيه 00 يا ربّ ساعدني وألطف بي !!
    كيف أعود إلى أهلي ؟؟
    هل سأبقى هنا بقية عمري ؟
    كيف أنام وآكل وأشرب ؟؟
    لا يشعر بجوع ، ولا عطش ، ولا تعب 0
    يبقى في مكانه ينظر هنا وهناك !! لا يرى أحدا ، ولا يسمع صوتا ، ولا هواء ، ولا سحاب ، ولا غبار ، ولا دواب ، ولا حيوانات ، ولا طيور ، ولا أناس !!
    ويبقى في جلسته ومكانه ، والوقت يمضي ، ولا يعرف كم ساعة مرت عليه !!
    قال في نفسه : ما دمت هكذا ، فسأقرأ القرآن ، غيب حيث لا يوجد عنده مصحف ، يرفع صوته أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }فيشعر أن هناك أشخاصا قد اقتربوا منه والتفوا حوله يستمعون ، ولكنه لا يراهم 00 يستمر في القراءة بصوته العذب الجميل ، حتى ينتهي من السورة ، ولا يشعر بتعب أو جوع أو عطش ، أو أنه بحاجة لأن يقضي حاجته !!
    يتعجب من نفسه !!
    يرجع ويقرأ : {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } ويستمر في القراءة ويشعر بالذين حوله ولا يراهم ، ويستمر في القراءة ينتهي من السورة 00 ويبقى جالسا ، ثم يقوم من مكانه يمشي قليلا ، يعود إلى مكانه ، ويجلس ، وهكذا إلى أن يشعر بأن وقت صلاة الفجر قد اقترب ، يرفع الأذان بصوته العذب 00 يتعجب من نفسه ، كل هذا الوقت وأنا على وضوء صلاة العصر الذي صليت به في مسجدي في الأرض ، دون أن أحدث أو أشعر برغبة في التبول ، أو أشعر بجوع أو عطش ، أو تعب ، أو نوم !!!
    يركع ركعتي الفجر ، ثم يقيم الصلاة ويصلي ، ويحضر من صلى معه المغرب والعشاء ويسمعهم يؤمنون ويكبرون ، وبعد الانتهاء من الصلاة ، يلتفت ولا يرى أي أحد 00 يبقى في مجلسه يستغفر ويسبح ويدعو ، وما هي إلا دقائق حتى تغير الوضع وكأن الشمس قد شرقت وقد ازداد النور والضوء ، وينظر في السماء ولا يرى شمسا ولا أي شيء ، إلا سماء زرقاء صافيه 00 يمشي هنا وهناك ويتنقل من مكان إلى مكان ، أرض مستوية ملساء ، ولا يوجد تراب ولا يرى مرتفعات ولا منخفضات ، ولا يرى بحارا ولا أشجارا ولا حيوانات ولا بشر ولا طير ولا أحد 00
    وهكذا حتى تحين صلاة الظهر ، ويرفع الأذان ، ويقيم الصلاة ، ويسمع أصوتا وخطى وأشخاصا قد حضروا معه لتأدية الصلاة ، ويصلي ويلتفت ولا يرى أحدا ، وهكذا يستمر إلى مضت عليه ــ كما قدر هو ــ ثلاثة أيام ، إلا أن اليوم طويل جدا ، والليل طويل جدا ، وهو لم يشعر بالجوع ولا العطش ، ولا التعب ، ولم ينم ، ولم يتبول أو يتغوط 00 وعندما قارب اليوم الثالث على الانتهاء ، ورفع أذان المغرب ، وأقام الصلاة ، وشرع في الصلاة ، ويسمع أشخاصا يؤمنون ويسبحون ويدعون ، وعندما سلّم ، والتفت ، فإذا خلفه ما يقارب المئة شخصا ، وجوههم منورة ، ولباسهم الريش ، ورؤوسهم كرؤوس البشر ، وشعر رؤوسهم كشعر البشر ، ولكنهم ليسوا ببشر 00 ولما نظر إليهم وهم ينظرون إليه ، ألقى عليهم السلام ، فردوا عليه السلام ، فقال : هل أنتم بشر ؟ قالوا : لا ، قال : هل أنتم ملائكة ، فقالوا : لا ، فقال : هل أنتم جن ؟ فقالوا : لا 00 قال : فمن أنتم ؟ قالوا : خلق من خلق الله سبحانه وتعالى ، ساكنين في هذا المكان ، قال : وما اسم هذا المكان ؟ قالوا : زحل ! قال : أو هذه المساحة فقط ؟ ، قالوا : لا ، هو أكبر من الأرض مرات كثيرة ، ولكن كل جماعة منا يعيشون في مكان ، مثلكم في الأرض 00 قال : هل كلكم على هذه الهيأة والخلقة ؟ قالوا : نعم ، قال : هل بينكم إناث ، قالوا : هنا لا ، ولكنهم في البيوت ، قال : وأين البيوت ؟ فإني لم أشاهد شيئا ! ، قالوا : أنت لا تشاهد ، ولكن لنا بيوت ومساكن كمساكنكم في الأرض 00
    قال : وما ذا تأكلون وتشربون ؟ قالوا : لا نأكل ولا نشرب ولا ننام ولا نتعب ولا نتبول ولا شيء من حياتكم !!
    قال : فهل تتزاوجون وتنجبون ؟ قالوا : نعم ، وماذا تعملون ؟ قالوا : لا شيء ، نعبد الله ونعيش حياتنا كحياتكم ، ونبقى في مساكننا ، ونرتاح على كراسينا وفرشنا ولكن كما قلنا لك ، لا ننام ولا نتعب ولا نأكل ولا نشرب !
    قال : تزرعون وتحرثون ؟ قالوا : لا 00 قال : عندكم بهائم وحيوانات وطيور ؟ ، قالوا : لا ، قال : ينزل عنكم مطر ؟ ، قالوا : نعم ، قال : فكيف تعملون وأرضكم هكذا ؟ قالوا : ينزل المطر فنستمتع به ، وبعد ما ينتهي يتبخر ولا يبقى منه شيء !
    قال : هل عندكم جبال وبحار وأنهار ؟ قالوا : لا 00 قال : لم أر شمسا ولا قمرا ولا نجوما ، ولكن عندكم ليل ونهار ، قالوا : نعم ، قال : هل تتكاثرون ؟ قالوا : نعم ، قال : هل تموتون ؟ قالوا : نعم ، كم يصل عمر الواحد منكم ؟ قالوا : يعيش كل واحد منا ألف سنة ، ثم يموت ، قال : فكم مدة حمل المرأة عندكم ؟ قالوا : تستمر الأنثى عندنا حامل عشر سنوات ، ولكنها لا تتعب ولا تشعر بتعب ولا يتغير منها شيء ، ولا يتغير جسمها ، كما يحدث عند إناثكم 00قال : هل تقام بينكم حروب ؟ قالوا : لا ، قال : هل عندكم دول كما هي عندنا ، اليمن والسعودية ومصر وبريطانيا ؟ قالوا : لا قال : فهل تتحدثون اللغة العربية كلكم ، أم هناك لغات أخرى ؟ قالوا : كل سكان زحل يتحدثون اللغة العربية فقط 00 قال : لو أن شخصا يتحدث اللغة الانجليزية جاء إليكم ، فكيف تتخاطبون معه ؟ قالوا : عندما يصل إلينا فإنه يتحدث اللغة العربية 00
    قال : لماذا أحضرتموني ؟ ومن حملني ؟
    قالوا : لست أول آدمي نحضره عندنا ، إنما ننتقي من نشاء ثم نحضره عندنا ثم نرجعه ، قال : فأين الأرض من هنا ؟ فقالوا : انظر هناك ودقق النظر ، فنظر فشاهد كالكرة المعلقة صغيرة جدا ، فقالوا : تلك هي الأرض 0
    قال : كم أمضيت عندكم ؟ قالوا : ثلاثة أيام ، وهي بحسابكم ثلاث سنوات ، قال : يا لطيف ثلاث سنوات !! قالوا : نعم ، يومنا بسنة عندكم 00 قال : أكيد أهلي وأبنائي قد ماتوا من شدة حزنهم علي ؟ قالوا : لا ، بعد ما وصلت ، صرنا نعرضك عليهم فيروك وأنت لا تشعر ولا تراهم ، وكلهم بخير !!
    قال : فمتى تعيدوني ؟ قالوا : الآن ، وحضر الطائر الذي حملة أول مرة ، وحمله وهبط به 00 ولما اقترب من الأرض ضرب برجله بقوة في الأرض ، فضرب بها كرسيه الذي نائم عليه ، فاستيقظ من نومه ، وكل ذلك كان حلما جميلا !!!!!!

    أقسم بالله العظيم على كل من قرأ القصة وأعجبته وأراد نقلها لأي منتدى أن يراعي الأمانة

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أم الوليد
    تاريخ التسجيل
    12 2009
    الدولة
    مملكة الحيرة والألم "
    المشاركات
    176

    رد: ثلاثة أيام في زحل

    بصراحة رووووووعة
    يعطيك العافية ، أحب القصص اللي كذا
    موفق إن شاء الله .

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: ثلاثة أيام في زحل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الوليد مشاهدة المشاركة
    بصراحة رووووووعة
    يعطيك العافية ، أحب القصص اللي كذا
    موفق إن شاء الله .
    شكرا جزيلا لك
    دمت بصحة وعافية

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •