السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1 -
العُيونُ النَّاعِسَة

شكلها :

حينما تأخذ العين هذا الشكل فإنها تبدو وكأنهاتريد النوم فهي ناعسة والحقيقة غير ذلك لأنها حالة من لغة العيون المعبرة عنالاستسلام والرضوخ للأمر الواقع أو الرضى الخجول (فهي عيون خجلى) لا خبث فيها ولادهاء ولا غباء ، كذلك فهي عيون الطيبين الذين يفتقدون الكياسة .

تَـدُلُّ :

على اللامبالاة والسكون السلبي وقبول الأمر الواقع بلا نقاش أو جدال . وحينما تبدو العين ناعسة فاعلم أن صاحبها يسلم لك القيادة ويثق فيك تماما ، ولكناحذر خيانته فإنه حَليم إذا غضب آنذاك (تحت السواهي دواهي) .

فلا يعنيإشعارك بالاستسلام والرّضا والثقة والقبول أن تستغل ذلك في الشر ، قد يسمح لك ولكنهسينتقم ما أُتيحت له فرصة الانتقام .



2 -
العُيونُالمُخَدِّرة

شكلها :

هي عيون تائهة حائرة حزينة ترتسم عليها علاماتالأرق والمرض يتصنَّع صاحبها الطِّيبة وحبّ السلامة والهدوء .

تَـدُلُّ :

على أن صاحبها هزيل يُهزم بلا مقاومة لأنه سلبي ويفتقد لروحانية الإيمان ،بل هو شجاع في اقتراف المعاصي والدياثة (ليس غيورا) ، لا يعتمد عليه مطلقا لأنهيضرّ أكثر ممّا ينفع ، حتى أنه يضرّ نفسه .

أنجح شيء ينفع فيه الإصلاح بينالناس س بحلو الكلام ، والمسكنة وجبر الخاطر بين المتخاصمين ، ولكنه إذا خاصم فَجَروالعياذ بالله . . والله تعالى أعلم .



3 -
العُيونُالثَّعلَبِيَّة

شكلها :

دهاء ومكر ورؤم وتربّص وانكسار الجفن الأعلىوتحديق بالحدقة مركّز وكأنها عين صقر يُوشك أن ينقضَّ على فريسته ، مع مسحة لؤمواضحة على عموم العين .

تَـدُلُّ :

على ذكاء ممزوج بدهاء وصاحبهاشُعلة نشاط ويُركَن إليه في الأعمال الجسيمة والخطيرة التي تتطلب حُسن تصرف وتذليلعقبات وهذا الصّنف من الناس يكون كالتاجر (خذ وهات) لا يعرف المجاملات ولا يُصاحبولكنه يتقن عمله ، وهو شخص جامد غير مرح ، وكذا النساء تكرهه لأنه ثقيل الظل لئيم . . ولذا ينجح صاحبها في الأعمال العسكرية والأمنية فقط ، أما غير ذلك فتارة وتارة .



4 -
العُيونُ الغَائِرة

شكلها :

دفينة أسفل الجبهةكأنها مختبئة غائرة كأنها جرذ في جُحره يتربص ، تحيطها هالة قاتمة تنظر بترقب وحدةغامضة .

تَـدُلُّ :

على حقد دفين وحسد لعين ، وإن تظاهرت بالطفوالبسمة الصفراء فإنها تطفح حولها ظلمات تعرب عما في القلب من سواد وبغض لمن تنظرإليه ، وهذه صاحبها إما أن يكون مظلوما ولا يملك قوة ترد عنه الظلم مغلوبا على أمره، ولكن لن يسامح ويتحين لحظة الانتقام ، وإما أن يكون حقودا معقدا نفسيًّا غلبتعليه السوداء وداخله مثقل من حمل الهم والغم . . فاحذره وحاول أن تكسبه ؛ وذلكبنصرته لو كان مظلوما وتطييب خاطره أو تجنب معاملته لأنه يشعر بأنه مهضوم الحق فلابد من الوصول .



5 -
العُيونُ النمرية (الصَّارمَة)

شكلها :

بيضاوي لامع ثابت في نظرته كالنمر المتربِّص لا بسمة فيها ولا حزن ، بلالصرامة والجدية والتَّربص وعدم الانكسار والثقة القوية بالنفس .

تَـدُلُّ :

على الثبات على المبدأ والجدية في العمل والطاعة العمياء في تنفيذ الأوامرمع الدّقة وعدم المجاملة ، وهذه النظرة تدل على الموقف الحازم الذي لا رجعة فيه .

مع حدوث هذه النظرة في قيام مشكلة خاصة لا بد وأن يعامل صاحبها بحزم موافقللبت في المشكلة وبلا هوادة لأنه عنيد ومتغطرس ، فلا بد من كسر غطرسته بالحجّةوالحَسم مع عدم ظُلمه ، لأنه لو ظلم سيغدر . . فالحسم مع الحسنى هو علاجه .



6 -
العُيونُ الطَّيِّبَة

شكلها :

هي أجمل وأريحالعيون لأن فيها البراءة تنطق بالحسن والصَّفاء والنقاء والوفاء .

تَـدُلُّ :

على طيبة قلب صاحبها وثقته وحسن ظنّه ونقاء سريرته وكرمه المعهود ،وأصحابها للأسف يتعبون في كل أحوالهم وأعمالهم ، لأنهم يثقون في كل الناس ولايعرفون كيف يعيشون "بين الذِّئاب" ، وهم حُكماء عُقلاء عباقرة يحبون الهدوء وينشدونالكمال في كل شيء ويحبون السلام ويكرهون العدوان ولكن لا يقبلون ، بل يقتصّون منالمعتدي ، ولهم نظرة ثاقبة مع أنهم يثقون فيمن لا يستحق ، مع أنهم يحسّون بقلوبهمولكن غلبة الطيبة عليهم تجعلهم يسامحون ويُحسنون الظنّ . . ومن ينظر إليهم يحبهمبلا خوف وهم سعداء ولو في أحلك المحن .



7 -
العُيونُالضَّاحِكَة

شكلها :

عيون صافي مبتسمة صحوكة جميلة كأنها عيون طفلصغير تتسم بالبريق والبراءة ، والنظر إليها وتأمل لغتها يُعطي الشعور بالراحةوالاطمئنان والثقة .

تَـدُلُّ :

على نقاء السريرة والمحبة والقبولوطيبة القلب ، ولكن ننصح صاحبها أَلَّا يُضحك عينيه أمام اللئام أو النساءالأجنبيات ، لأن هذا سيجلب عليه سوء الظن والتجرؤ عليه ، والعيون الضاحكة صاحبهاقليل الهم سعيد الحال يتمتّع بصحة وعافية وصفاء وسرور ، لكنه مُرهف الحس يؤثرالسلامة على التحديات الفارغة مع أنه شجاع جدا ، ولكنه حكيم لا يُحب العدوان محبوبمن كل الناس يكرهه أهل الأحقاد والأوغاد .



8 -
العُيونُالصَّفراء

شكلها :

تُشعرك فور ما تراها بانقباض عجيب ، وحذر منالتعامل مع صاحبها مع أنها ضيقة باهتة ممزوجة بصُفرة وغشاوة رمادية مرتجة فيالنظرات محيرة غريبة .

تَـدُلُّ :

على أن صاحبها مريض بمرض كبدي أوبالمرارة أو في العين نفسها ، وإلا فصاحبها بما اكتسبت من علامات وملامح إنسان حقودحسود لئيم ، ولذا يقول الناس عن الإنسان الذي لا يسامح ولا يفسح طريقا للتفاهم ، بللديه خصام ويحمل غلًّا : هذا إنسان أصفر (صفراوي) فلتحذر معاملته والبعد عنه غنيمةلأنه مؤذ وخير وسيلة لعلاجه الأخذ بيده لطريق الصالحين ، وربط قلبه بذكر الله ،وتلاوة القرآن . . أما من ككان من الذين لا يهتدون ولا يريدون الهَدْي فالحذر منهومن صحبته .



9 -
العُيونُ الجَريئَة

شكلها :

متسعةالحدقة ثابتة النظرة قوية جريئة تشعرك من أول وهلة بأن صاحبها شجاع واثق من نفسسه ،وقلما يغمض صاحبها عينيه أو ترتعشان أثناء الكلام .

تَـدُلُّ :

علىالانطلاق والتحرر والشجاعة مع طيبة القلب ، وإن كان صاحبها يحب المزاح ولكنه سليمالطوية نقي النية يخلص جدا لمن يحبه ويقسسو جدا على من يعاديه لا يعرف الوسطية ، كلشيء لديه إما أسود أو أبيض . . رجل (دغري) كما يقولون في العامية . وصاحبة العيونالجريئة امرأة لا تُحتمل لجرأتها وعدم حيائها فتكون نكبة على زوجها وعلى نفسها لأنمن صلاح المرأة حياءها وإخباتها . قال تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَاتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى . . .) الأحزاب 33 .



10 -
العُيونُ الشَّــرِّيرة

شكلها :

جاحظة غيرمستقرة ، ترمي بشرر الشَّر ، تعلوها مسحة الكِبْر والتعالي ومن الوهلة الأولى حينماتنظر إليها تشعر بأن صاحبها مجرم وخائن .

تَـدُلُّ :

على عقدة النقصالتي تختلج بين أضلعه كإنسان معقد حقود متكبر ، وغالبا ما يكون مجرما ويحاول إخفاءإجرامه بالتظاهر بأنه متمكن وصادق ، ولكن لغة العيون لا تكذب فتفضحه عيونه فتظهركتكشيرة الكلب المسعور .

وهذه النظرة من العيون إشارة حمراء وناقوس خطرلتحذر من صاحبها ولتعلم بأنه يكرهك إذا نظر إليك بهذه اللغة الشريرة للعيون وإنهفاقد نور الإيمان ، فلذا هو أسود القلب لا يرحم وهو في الحقيقة جبان وسيء الخُلُقولا يُؤتمن البتة .



11 -
العُيونُ الغَّـمَّازة

شكلها :

كثيرة الحركة ترفع الجفن العلوي بغمز ولمز مع غضّ الشّفه السفلى في بعضالأحيان . . ترى عليها مسحة صفراء باهتة ، وصاحبها كثير الالتفات لئيم.

تَـدُلُّ
:

سبحان الله القائل : (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍلُّمَزَةٍ {1} الهمزة . فهذه العيون التي تكثر الغمز واللمز هي تترجم ما يجول بخاطرصاحبها ، وما يموج بنفسه ، وما يُضمر قلبه من لؤم واستخفاف بمن ينظر إليه ، وهذاالصنف يفتقد الشجاعة الأدبية ويمتلكه الخبث والأنانية والتعالي السخيف .

ويجدر بالمشهود أن يحذر هذا الشخص الغماز ويقطع صلته به تماما ، وإن لميستطع فيجدر به أن يختصر معه الطريق ولا يحدثه إلا في حيز الحاجة الملحة ، لأنه أيالشاهد غير مأمون ونمّام خطير ويحب الأذى ، فحق على الله أن يتوعده بالويل وهو وادفي جهنم .



12 -
العُيونُ المنكَسِرَة

شكلها :

منكسةمنكسرة مغمضة أغلب الأحيان عليها مسحة حزن وندم ، يكون صاحبها أغلب وقته مهموماقلقا منكسر الخاطر كما يقولون أو (عينه مكسورة) بالتعبير الدارج .

تَـدُلُّ :

على مكبوتات النفس إما نتاج حرمان أو تأنيب ضمير ولوعة بالنفس وندامة علىفقد عزيز أو شيء غال .

وهذه النظرة لا تقاوم ، بل لا ترفع جفنا او تثبت نظرةفي عين من يعرف حقيقتها أو يؤنبها ، لأن الإحساس بالذنب يكسر العين ، وكذلك لوعةالحزن للحرمان تكسر العين ، فيجدر بنا أن نترفق بصاحبها ونعامله بحكمة ولا نذله ،بل العدل بحكم الله معه ومعالجته وإصلاحه أو تعويضه عما حرم منه بالسلوى والمواساةالرحيمة وبحمد الله على العافية .



13 -
العُيونُالبَريئَة

شكلها :

ثبات النظرة مع صفاء الحدقة وابتسامة المنظر معالبراءة المتمثلة في الشكل العام مع الشعور بمحبة صاحبها والاطمئنان عليه ..

تَـدُلُّ :

على طيبة قلب صاحبها ونقاء سريرته ، ولكن تعتريه سذاجةفي بعض الأحيان مما يسهل الضحك عليه من قبل المخادعين الخُبثاء ، فصاحبها كما نقول : (على نياته) رجل طيب .

ومهما تصنع إنسان البراءة وهو ليس من أصحاب العيونالبريئة فإنه سرعان ما تكشفه عيونه ، لأن العيون البريئة ثابتة في شكلها الرائعالوديع الهادىء ، وأصحاب هذه العيون رجال حُكماء ، لكن في الغضب أجارك الله يُحبونبإخلاص ويكرهون بلا عودة ، لأنهم يحبون العدل والحسم والحزم ويكرهون الظلم والحقد ،فلذا هم سعداء ومن حولهم كذلك .

14 -
العُيونُ الحَنُون

شكلها :

كأنها عيون أُمّ رءوم حنون على طفلها فيها مسحة الشفقة والرحمة ورقّةالإحساس ، عليها بريق رقيق فيه شفافية ورونق جميل تمتزج في حناياها رقرقة الصدقوالطيبة والوفاء والمحبة .

تَـدُلُّ :

على الصدق والإخلاص والوفاءوالحب الصافي في الله ولله ، بل الحرص والإيثار والتضحية وهذه لغة صامتة عما يتربععلى عرش القلب من محبة وإخلاص ، وهذه النظرة تنبعث من عيون الأمهات والأطفالوالأزواج المخلصين أكثر من غيرهم ، وهي لغة للعيون تطمئن القلب وتفرح النفسس وتزرعالثقة والأمل الجميل ، والرجل صاحب هذه العيون رجل طيب نقي ، احرص على صحبته ومحبتهلأنه لا يعرف اللؤم ولا الخيانة ، بل شاشة العيون لديه تكشف عما في أعماق قلبه مننبل وسلامة نية ونقاء طوية وعموما هي تدل على شخصية مثالية .



15 -
العُيونُ البَلْهَاء

شكلها :

فيها جحوظ خفيف ترتسم فيه علامات الحيرةوالبلادة مع ابتسامة بلهاء مع تحرك الجفون بارتعاشة مرتجفة مع تحفز للاشيء .

تَـدُلُّ :

على (غُلب) صاحبها وضعفه وبلادته مع مكر بلا بصيرةوتقلب وحيرة .

وينبغي لمن يعامله أن يترفق به ويحسن إليه ، لأن صاحب هذهالعيون (على نياته) كما يقولون يحب من يحبه ويبغض من يبغضه بلا وسطية ، فهو لا يعرفالحلول الوسط ، إما أسود ، وإما أبيض بلا نظر للعواقب أيًّا كانت .



16 -
العُيونُ الجَاحِظَة

شكلها :

حينما تجحظالعيون فإنها تعبر عن ثورة ، أو خوف ، أو إعجاب . . فهذا الجحوظ تعبير عن مشاهدة ،أو سماع شيء مثير حزنا أو فرحا ولكل مسحته الواضحة للمشاهد المتأمل ، والجحوظ يتمبتباعد الجفنين انفتاحا لأكبر حيّز للعين مع بروز شكلي للعين معبرا عما يجيش بالنفسمن مشاعر وأحاسيس .

تَـدُلُّ :

على أن ذلك الشخص الذي تُجحظ عيناهمفرط الحساسسية تجاه ما يراه ، ولا يجد وسيلة للتعبير إلا عينيه فهو طيب ولكن يفتقدللتحفظ وكأنه في ذلك الموقف يكشف كل ما لديه بلا حذر ، وهذا يعتبر دليل عدم خبثهولؤمه ، وهذا الجحوظ يؤكد لك أنه لا يصلح للمهام الصعبة ذات الطابع السرّي . . ومعذلك فهو مخلص لك لا يضمر تجاهك أي شرّ أو حتى أي شيء مع أنه متمرّد ، أو هو يعاملكبمعاملتك خيرا بخير وشرا بشر .

المصدر : كتاب "لغة العيون" لمؤلفه أبيالفداء محمد عزت محمد عارف - دار الفضيلة