يقول ابن القيم : قال أهل العلم أن الله سبحانه و تعالى يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده – فإنه كما للأب على ابنه حقا فإن للابن على أبيه حقا.
{ ووصينا الإنسان بوالديه حسنا } آية 8 سورة العنكبوت . { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة }آية 6 سورة التحريم .
فوصية الآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم و هي حقوق و واجبات تفرد ديننا الحنيف بصيانتها و حفظها للأبناء و الآباء . فمن رعاها جنى ثمارها في الدنيا و الآخرة ومن ضيعها كان وبال ذلك عليه في الدنيا و الآخرة .
و هناك مسلمات في طريق التربية يجب على الولي وضعها نصب عينيه علها تكن له عونا في ذلك :
الأول * إن التربية عبادة يؤجر علبها العبد و يثاب على إحسانه فيها فلا بد من إخلاص النية و تجريدها لله تعالى .
الثاني* احتساب الأجر على الله تعالى فيما يبذل في هذه التربية فهي شاقة لا راحة معها و طويلة لا انتهاء لها و مكلفة لا شحاحة فيها .
الثالث* إن الهداية بمعنى خلق الإيمان و التوفيق له و الثبات عليه ليست في يدك إنما بيد من يهدي من يشاء بعدله وحكمته إنما عليك الإرشاد والنصح و التوجيه قال الله تعالى : {إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء }
الرابع * أنت عبد فقير مسكين لا تملك لنفسك حولا و لا طولا فلا تعتمد على نفسك م تركن إلى قوتك و توكل على الله و استعن به قال لله تعالى:{ و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب }
الخامس * لا يشك عاقل في أهمية القدوة الصالحة في كل ميدان فنفسك ميدانك الأول فإن قدرت عليها فأنت على غيرها أقدر فابدأ فأصلحها يصلح الله لك راعيتك فإنهم يوم يسمعون منك ما يناقض في صدر عنك يقع الخلل و يعظم الزلل . قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } آية 3 سورة الصف
السادس* الرفق نعمة عظيمة تؤثر في النفوس الكريمة ما لا تؤثر الغلظة و القسوة ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (ما أعطي أهل بينت الرفق إلا نفعهم و ما منعوه إلا ضرهم } رواه الطبراني في الكبير .
السابع * سعة البال و عدم الاستعجال و طول النفس في التربية قضايا مهمة فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة .
الثامن* لا تتأخر في التربية أو تؤجلها عن حينها فالنفس تربى من أول يوم تبصر فيه الحقيقة و تفيق على معالم الطريق
التاسع * الحذر من فتنتهم في دينهم و صدهم عن الحق و الثبات عليه بما يجلب لهم من أسباب الضلال و الانحراف فيما يقرءون و يسمعون ويبصرون .
العاشر * لا تسكت عليهم في منكر و لا ترض لهم بمعصية و لا تقرهم على خطيئة فمن مقتضيات محبتهم حمايتهم من أنفسهم .
الحادي عشر * الجد مطلوب و الاهتمام مرغوب و لكن ما زاد عن حده انقلب إلى ضده فالتشدد في غير موضعه و القوة في غير حينها و الحرص المبالغ فيه لها آثارها السلبية
على النفوس فهي تولد التمرد و العناد .
الثاني عشر* الثناء بالحسنى على المحسن و شكر العالمين تثبيتاً لهم و تحفيزاً قال الله تعالى :{ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} آية 60 سورة الرحمن
|
 |
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفحة رقم 6
