![]()
رُكابها ولأكثر من ست ساعات وقوفاً في صعيد مطار الملك خالد بالرياض ولم يجدوا تفسيراً لما حدث ؟!!
جازان نيوز ـ الرياض : حسن فوزي
أدى تأخر إقلاع الرحلة رقم 1803 والمتجهة من الرياض إلى جازان صباح هذا اليوم الخميس الموافق 13/2/1431هـ 28 JAN ـ2010م ولأكثر من ست ساعات ، أدى إلى حالة من الإرباك والتذمر والمعاناة قد لا يصدقها عقل ، ولا يقرها منطق ، ولا ترضاها الإنسانية .
فقد توافد، رُكاب الرحلة المؤكدة حجوزاتهم إلى مطار الملك خالد بالرياض ، في الوقت المحدد كالعادة ، وحسب المتبع ، أي قبل الصعود للطائرة بالنسبة للمتأخر في الحضور بساعة [ 11مساء الأربعاء ]
ليفاجأ الجميع بعدم استطاعتهم إكمال إجراء الصعود للطائرة بحجة تأخر الرحلة عن الإقلاع في موعدها المحدد في تمام الساعة [12:55] من صباح الخميس ، وتأجيل إقلاعها عند تمام الساعة الثانية صباحاً !!
إلى هنا يبدو الوضع مألوف، وبخاصة على الرحلات القادمة من الرياض إلى جازان .. لكن القصة لم تنتهي عند هذا الحد !!؟
إذ أقلعت الرحلة رقم 1803 والمتجهة من الرياض إلى جازان في موعدها المحدد ، وبدون ركابها الأصليين ؟!!
أولئك المساكين منهم الأسر الكاملة بأطفالها ، ومنهم الخارج من مشفى أهلي ، على كرسي متحرك ،ومنهم من يُحّملُ كالطفل بسبب تردي وضعه الصحي ،ومنهم القادم ترانزيت من خارج البلاد ،وجميعهم عاشوا لحظات تمنوا معها لو أنهم [دقوها كعابي إلى جازان ] إلى ديارهم في قافلة يتجاوز تعدادها 200 فرد من شيوخ تجاوزت أعمارهم السبعون ، ومرضى كانوا يحلمون بالراحة وسرعة العودة إلى ديارهم ، وأطفال غشاهم النوم وقوفاً أو قعوداً و في أحضان أمهاتهم وإباؤهم بالتناوب !!
ما الذي حدث ؟؟!
ذهب السؤال في عدة اتجاهات ، وجاءت الإجابات ، الغازٌ هي الأخرى !!!
في الوقت الذي كان مقرراً الصعود للرحلة رقم 1803للإقلاع إلى جازان ، سُمح لطائرة أخرى تحمل الرقم 1807 وبـ ركاب آخرين جاءوا حسب الموعد وصعدوا إليها دون المساكين !!
ويعود السؤال مجدداً ولكن هذه المرة لم نجد كبار المسئولين بالمطار ووجدنا الإجابة قد رُكنت عند النواب .
ويا لها من إجابة ؟؟
لماذا .. كيف .. ونحن ـ كل شق من هذا السؤال العريض حملته فرقة من جموع طائرة المساكين اللغز 1803 والأخرى1807 الـ VIP
البعض قيل له إنها رحلة متوجهة لنجران .
وحين داهمهم أحد الركاب أبناء عمومتي بها وجهتهم جازان ، والجيزاني يعرف الجيزاني !!
قالوا : إنها رحلة ثالوثية [ الرياض ـ نجران ـ جازان ]
لكنها توجهت مباشرة من مطار الملك خالد بالرياض ، إلى مطار الملك عبدالله بجازان !!
ورحل كافة المسئولين من أمام المساكين ، كبارهم وصغارهم ، وتبدل القول المأثور : السفر قطعة من العذاب ـ فو الله لقد أصبح في هذا اليوم قطعة من جهنم !!
ما ذنب هؤلاء المساكين ؟؟!!
لم يتصدق عليهم أحد ، فهم دفعوا ثمن التذاكر من حُرّ مالهم ، وأعلنوا حالة من الاستنفار ذهاباً للمطار تحسباً مما يُخشى عُقباه ، والبعض منهم خرج من المستشفيات عصراً وتوجه للمطار هرباً من جحيم الفنادق وجشعها على بضع سويعات ، قد يدفع لها ثمناً هو وأسرته في أمس الحاجة إليه ، فأثر على نفسه الحضور للمطار .
ومآسي .. ومآسي عشتها ورأيتها ، وقلت في نفسي من يُنصف هؤلاء المساكين كما تفعل الدول الغربية بمن يتسبب خلل فني في الطائرة في تأخيرهم [ 200 دولار عن كل ساعة ] حسب معلوماتي
فما بالكم بمن يتلاعب بحجوزات ومواعيد الإقلاع دون سبب وجيه ؟!!
ذلك جزء من مسلسل مأساوي طويل قدرت ساعات عرضه بأكثر من ست ساعات دون أي فواصل إعلانية ـ اللهم إلا من الإعلان عن إقلاع الطائرة البديلة 1807 ببدلائها !!
وقوفاً إما أملاً في الفرج ، وإما قهراً مما حصل
[تايوان ـ الرياض ـ جازان ] أكثر من 12ساعة مع العلم أن حجزه مؤكد على الرحلة اللغز 1803 التي أقلعت مرتين بهوية مختلفة !!
هل يكفي هذا لتحريك من به ذرة من إنسانية ،لإدراك المأساة
شيخ طاعن في السن ، بجبيرة في يده وأخرى في قدمه ـ الله المستعان !!
أحد الموظفين طلب مشهد لاعتبارات عدة ، فجاء كما هو واضح تأخرت الرحلة رقم 1803 إلى تمام الساعة الثانية صباحاً .
هُنا الكارثة !!
فالرحلة التي أقلعت في تمام 12:55وحسب ماهو مدون وموثق في الشاشة الإلكترونية هي نفسها الرحلة رقم 1803 ـ هل لدى أحد تفسير أخر غير ما يعبث في عقول الأصحاء ؟!!
ـ الخطوط السعودية وحتى تتلافى الوضع المؤسف ، بادرت بمبادرة إنسانية مُثلى ، لكن في غير أوانها ؟
إذ : فتحت المجال لكل من يريد السفر إلى جازان ومنذ الساعة الثامنة من مساء الأربعاء ، ولأول مرة في تاريخ الطيران السعودي تذهب إلى المطار دون حجز مسبق وتجد الطريق مفروش لك بالورد والابتسامات .
ـ طائرة مستأجرة من الحجم العائلي "جمبو" تركية الهوية حملت الرقم 1803 مجدداً وحملت في أحشائها ، أكثر من200 راكب أقلعت بهم عند الرابعة فجراً من مطار الملك خالد بالرياض لتصل عند الخامسة والنصف على مدرج مطار الملك عبدالله بجازان ، وللمأساة بقية لم نُدركها ، فمن يُدركنا ؟؟؟!