كنت اتجول في حديقة الكاتب والاعلامي المعروف تركي الدخيل استمتع بأزهارها والوانها المتعددة والجميلة والجريئة في نفس الوقت فأعجبتني زهرة من تلك الازهار فأحببت ان انقلها لكم وهي بعنوان (( دفاعا عن الانثى ))
قال أبو عبدالله غفر الله له: رحم الله علي مروة لما قال: "والأدب النسائي يثور على الرجل الذي ينظر إلى المرأة على أنها "أنثى" فقط، على أنها فاكهة يأكلها الرجل ويشبع، ويبحث عن ثمرة أخرى، أو لا يبحث عنها إلا إذا جاع. والمرأة لأنها عاشت في مجتمع من صنع الرجل، فقد ظلّت حريصة ألوف السنين على إرضائه، على أن تكون "أنثى" ولذلك اهتمت بجسدها، أكثر مما اهتمت بعقلها. واهتمت بحيوانيتها أكثر من اهتمامها بإنسانيتها. فأضاعت وقتها في التجميل وفي الزينة وفي ارتداء الملابس أكثر من اهتمامها بثقافتها، وحتى عندما اهتمت بثقافتها أخفت في كل كتاب مشطاً، وفي كل مجلة مرآة، لأن الرجل يريدها جسداً ويضيق بها عقلاً، فضاقت هي بعقلها، وجعلت جسدها هو مملكتها...". أقول رحمه الله فقد قسا على المرأة في توصيفه، فحملها مسؤولية انصياعها لرغبة الرجل، من جهة، وألبسها تهمة التجمل لأجل إرضاء الذكور، من جهة أخرى، وغاب عنه أن المرأة قد تسلك بتجملها منهج الفن لأجل الفن!
قلتُ: لقد ظلم الرجل المرأة بنشره الثقافة الذكورية، وبتسفيهه لفعل المرأة بلا معنى، فهي إذا تزينت وتجملت، قال: اهتمت بجسدها أكثر من عقلها، وإذا اهتمت بعقلها، قال: لم يؤتها الله جمالاً، فلم تجد غير طريق العقل، وإذا نزعت للاهتمام بمظهرها، قال: إنما تفعل ذلك من أجلي، وهو مع ذلك، يتبعها، ويتمناها، ويبذل من أجلها الغالي والنفيس. ومن أجمل ما قيل في الأنثى ما قاله أبو الطيب الوشاء:"وأين ظرف النساء وحُسنهن، من غيرهن، وأين ملاحة سلامهن، وحلاوة كلامهن، ومستحسن مداعبتهن، ومحبوب معاتبتهن، ومليح مراسلتهن، لا سيما إذا شين هواهن بالغيرة على مُحبيهن، والتدلل على متعشقيهن، وصددن من غير زلل، وهجرن من غير ملل، وهن والله في كل أحوالهن، القائلات بأفعالهن، وصالهن ختل، وصدّهن قتل، وهنّ المالكات للقلوب، السالبات للعقول، إذا خلون مزحن، وإذا ظهرن نظرن، فقتلن بلحظ عيونهن، وصرعن بكسر جفونهن، وأحيين بقولهن الكاذب، ووعدهن الخائب، فلا شيء أحسن من مطلهن، ولا ألذ من خلف وعدهن، وقد استحسنت الشعراء ذلك منهن، ومدحته في كثير من الأشعار فيهن"!
تركي الدخيل