*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في طريق عودتي من اليمن وأثناء مروري على جمرك الطوال لمحت أحد الشعراء
ممن ضمنا أكثر من مجلس فقمت بالسلام عليه معانقة .. عرفته ولم يعرفني
فقدمت نفسي إليه ثم انصرفت إلى موظف المنفذ المكلف إنهاء إجراءات المغادرة
وفي أثناء ذلك اقترب مني الشاعر وعرض علي أن يرافقني فقلت بكل سرور بعدها
لمحت حركة غير عادية وهمسا بين الموظفين يصاحبه اختلاس نظر نحوي ثم
حمل الموظف القاعد خلف جهاز الحاسب جواز سفري ودفتر ( التربتك )
وغادر مكتبه وسأل موظف آخر أين صاحب السيارة الـ .. وهو يعرف أنها سيارتي ؟؟
قلت له نعم قال قّدم السيارة قليلا قلت أبشر قال معك عفش ؟ قلت لا
ثم أمرني بالترجل من السيارة وطلب مني إخراج كامل ما في جيوبي أمام الحاضرين
الذين كانوا يشربون ملامحي ظنا منهم أنني أحد المطلوبين أمنيا ثم بعد تفحص أوراقي
وبطاقتي الشخصية أخذ يسألني أسئلة بليدة والحمد لله كنت أمارس ضبط النفس كعادتي
في مثل هذه المواقف ثم توجه إلى السيارة لتفتيشها وأثناء ذلك قال مدير النوبة بصوت
مرتفع ( خذ معاك فلان يساعدك ) والحاضرون يترقبون بفضول أن يسفر هذا التفتيش
عن مفاجأة ترضي فضولهم لكني كنت اصبغ ملامحي بابتسامة خفيفة وأعيد ترتيب
أوراقي غير آبه بما يجري هناك من تفتيش دقيق شمل حتى الشماسة وبعد انتهائهم
من تلك الإجراءات سلموني ورقة المغادرة .
أدرت محرك السيارة وانطلقت بها فإذا صاحبنا الشاعر يعتذر لي عما حصل لي
بسببه ويذكر لي أنه في كل مرة يمر بهذا المنفذ يجد نفس الأسلوب في دقة التفتيش
وووو إلخ وهنا كانت المفاجأة وبروز السؤال المباح :
أكل ما حصل لي كان بسبب السلام عليه ؟ وهل السلام على مشتبه فيه يلبسك ذات الاشتباه ؟
ثم ألم يكن ثمة أسلوب حضاري يجنبني أعين الفضوليين كأن يتم دعوتي إلى
مكان كريم يتم من خلاله إفهامي بأن هناك إجراء روتينيا سيتخذ معي وتُوضح لي الأسباب ؟
كنت ساعتها سأتقبل الأمر بنفس طيبة وأشيد بإجرائهم الذي سيتم في جو مفعم بالرضا
وكنت سأجد الفرصة لإفهامهم أن المعني لم تسعفه ذاكرته بتذكر ملامحي
..
لم يقف الأمر عند هذا الحد فعند بوابة المغادرة التي تسلم فيها ورقة المغادرة
كان هناك شخص بلباس مدني ينتظرني :
الراكب فلان ـ يعني الشاعر ـ معك ؟ قلت نعم
قال : الجوازات واستمارة السيارة لو سمحت ؟ قلت تفضل ( وكان إلى جواره أحد موظفي الجوازات بلباس عسكري ـ يعرفني جيدا ـ قال له هذا جاري ومعروف لدي ) لكن لم يعر الموظف المدني كلامه اهتماما وأخذ يدون معلومات السيارة وأشياء أخرى ثم أذن لنا بالمغادرة .
أقول شكرا رجال منفذنا الأعزاء ولكن ( ما هكذا تورد الإبل )