مقتطفات من الشعر العربي الفصيح
قال قيس بن الملوح ( لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم)
لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم***هل فرجت عنكم مذ متم الكرب
لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَدي ***لكن نار الهوى في القلب تلتهب
جفت مدامع عين الجسم حين بكى***وإن بالدمع عين الروح تنسكب
وقال قيس بن الملوح (وقالوا لو تشاء سلوت عنها)
وقالوا لو تشاء سلوت عنها***فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ
وكـيـف وحـبُّها عَلِقٌ بـقـلْبي***كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُ
لـهـا حـب تـنشـأ فـي فـؤادي ***فليس له-وإنْ زُجِرَ- انتِهاءُ
وعــاذلـة تـقــطــعـنـي مـلامـاً***وفي زجر العواذل لي بلاء
وقال قيس بن الملوح (مجنون ليلى) شَرَيْتُ بِشَاتِي شِبْهَ لَيْلَى وَلَو أبَوْا
شَرَيْتُ بِشَاتِي شِبْهَ لَيْلَى وَلَو أبَوْا***لأعطيت من مالي طريفي وتالدي
فَـلـَوْ كـنـْتُما حـُرَّينِ ما بِعْتُمَا مَعاً*** شـبـيـهـاً لـِلَـيـْلَى بَيْعة َ المتزَايِدِ
وأعـتـقـتـماها رغبة في ثوابها ***ولم ترغبا في ناقص غير زائد
وقال أيضا: أَحِنُّ إلَى نَجْدٍ وَإنِّي لآيسٌ
أَحِــنُّ إلَــى نَــجْــدٍ وَإنِّـي لآيـسٌ ***طوال الليالي من قفول إلى نجد
وإن يك لا ليلى ولا نجد فاعترف***بـهـجـر يـوم القيامة والـوعـد
وقال قيس بن الملوح (ألَيْسَ اللَّيْلُ يَجْمَعُنِي وَلَيْلَى)
أَلَيسَ اللَيلُ يَجمَعُني وَلَيلى***كَفاكَ بِذاكَ فيهِ لَنا تَداني
تَرى وَضَحَ النَهارِ كَما أَراهُ***وَيَعلوها النَهارُ كَما عَلاني
وَشُغِلتُ عن فَهْمِ الحَديثِ سِوَى***أَأَتْرُكُ لَيْلَى لَيْسَ بَيْني وَبَيْنَها
وأجْهَـشْـتُ لـِلتَّوْبَادِ حِينَ رَأيْـتُهُ***أحِـنُّ إذا رَأيْـتُ جـِمـَالَ قَــوْمِـي
حـــب إلــيــنــا بـك يــا جــراد***تـعَـلّـَقـتُ لَيْلَى وهْيَ غِـرٌّ صَغِـيرَة ٌ
بَـيـْضَـاءُ بـاكَـرَهَـا الـنـَِّيمُ كَأنَّهَا***إن الظباء التي في الدور تعجبني
ألا قــاتـل الـلـه الهوى ما أشده***طبيبان لو داووا يتمتاني أجرتما
فيا قلب مت حزناً ولا تك جازعاً***أقول لظبي مر بي وهو شارد
أيـا بـائِـعَـيْ لـيـْلَى بِـمـَكَّة َ ضَـلة ً***وَشُغِلتُ عن فَهْمِ الحَديثِ سِوَى
وأجْهَشْتُ لِلتَّوْبَادِ حِينَ رَأيْتُهُ***لـم تـزل مـقـلـتي تـفـيـض بدمع
يا صَاحَبيَّ اللَّذينِ اليومَ قد أخَذَا***وذكرني من لا أبـوح بذكره
أرى الـنـاس أمـا مـن تجدد وصـلـه***أحِنُّ إلى أرْضِ الْحِجَازِ وَحَاجَتي
وقال ابن شيخان السالمي(لـولا الظبـاءُ الخُـرَّدُ)
لـولا الظــبـاءُ الــخُـرَّدُ*** والكاعبـاتُ النُـهَّـدُ
ما كان في حرب الهوى*** لـي معـرَك ومشهـدُ
بــــرزن لـي بــأوجـهٍ***لهـا البـدور تسجـد
وسيف لحظ في الحشى***لا في الجفـون يغمـد
وســمـر قامـات تجـود*** في الورى وتقصـد
فـبـان لـي منهـنَّ مـا***بـه النسـاء تُحسـد
وسرن عني والهوى***يُـقـيـمـنـي ويُـقـعـد
فعـمَّ فـي جوارحـي***شـوق لهـنَّ مُكمَـد
كمثـل جـود سـالـمٍ***لم يخـلُ منـه أحـد
والـــدهُ مـصــبـح***جمـيـله لا يُجـحـد
وسـالـم فـي نهـجـه***يرقى العُـلا ويصعـد
مـســوَّد مـؤيَّــد***مـهـنَّـد مـجــرَّد
مؤثَّـل فـي مـجـده***لـه العُـلا والسـؤدَد
فـحـالـهُ مـســدد***ومـالــهُ مـبــدَّد
فتى له فيـض النـدى***مـن الخضـمِّ أجـود
وسطوةٌ قـد أفرطـت***يهـابُ منهـا الأسـد
وقـــوةٌ كـاسِــرةٌ***يرفضُّ منهـا الجلمـد
وحِــدَّةٌ خـارقــة***بمـا تُكـنُّ الأفــؤد
يقـر بالفضـل لــهُ***أهل النـدى ويشهـد
فلم يزل في عيشةٍ***ناعـمـة لا تـنـفَـد
قالت الخنساء (يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا؟)
يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا؟***اِذْ رابَ دهرٌ وكانَ الدّهرُ ريَّاباَ
فابْكي أخاـكِ لأيْـتـامٍ وأرْمَــلَـة ***وابكي اخاكِ اذا جاورتِ اجناباَ
وابكي اخاكِ لخيلٍ كالقطاعُصباً***فـقـدْنَ لَّـما ثوى سيباً وانهاباَ
يـعـدُو بهِ سابحٌ نهدٌ مـراكلهُ***مجلببٌ بسوادِ الَّليلِ جلباباَ
حتى يُصَبّحَ أقـواماً، يُحارِبُهُمْـ***أوْ يُسْلَبوا، دونَ صَفّ القوم، أسلابا
هو الفتى الكامِلُ الحامي حَقيقَتَهُ***مأْوى الضّريكِ اذّا مَا جاءَ منتابَا
يَهدي الرّعيلَ إذا ضاقَ السّبيلُ بهم***نَهدَ التّليلِ لصَعْبِ الأمرِ رَكّابا
المَجْدُ حُلّتُهُ، وَالجُودُ عِلّتُهُ***والصّدقُ حوزتهُ انْ قرنهُ هاباَ
خطَّابُ محفلة ٍ فرَّاجُ مظلمة***انْ هابَ معضلة ً سنّى لهاَ باباَ
حَمّالُ ألويَة قَطّاعُ أوديَة***شَهّادُ أنجيَة ِ، للوِتْرِ طَلاّبا
سُـمُّ العداة ِ وفكَّاكُ الـعـناة ِ اذَا***لاقى الوَغَى لم يكُنْ للمَوْتِ هَيّابا
أدب(الموسعة العالمية للشعر العربي)